سطوع نجم رامو المؤلف الموسيقي الفرنسي الكبير

W460

يعتبر المؤلف الموسيقي الاكبر في عصر الانوار لكنه لا يتمتع بسحر باخ او هاندل انه جان-فيليب رامو (1983-1764) الذي يحتفى هذه السنة بالذكرى الــ250 على وفاته.. من نيويورك الى كانتون مرورا بفيينا وبرلين وباريس.

ويؤكد قائد الاوركسترا كريستوف روسيه الذي وضع كتاب سيرة رامو الصادر عن دار “آكت سود” في فرنسا “يستحق فعلا ان يعترف به كمثيل لباخ وهاندل”. ويدافع روسيه عن “حملته من اجل لولي ورامو لانهما مؤلفان موسيقيان كبيران”.

وستشكل “سنة رامو” مناسبة لعرض انتاج جديد لاوبرا “بلاتيه” تحت قيادة وليام كريستي مع الكندي روبرت كارن في الاخراج في فبراير المقبل قبل ان تعرض في “اوبرا كوميك” في باريس في مارس وفي “لينكولن سنتر” في نيويورك في ابريل.

وستعرض نسخة من “بلاتيه” من اخراج ماريان كلينمان وبقيادة كريستوف روسيه في ستراسبورغ (شرق فرنسا) ومولوز (شرق). اما “ليزاند غالانت” وهي ربما الموسيقى الاشهر لرامو فستقدم في بوردو (جنوب غرب) وبروج (بلجيكا) ولندن.

ويقدم عمل “دافنيس وايغليه” مع فرقة “ار فلوريسان” بقيادة وليام كريستي في كاين (غرب) و “كاستور بولوكس” في برلين في مايو ويونيو ويوليو.

ويقدم مركز الموسيقى الباروكية في فرساي (غرب باريس) اربعة اعمال منها “لي فيت د ليمان ايد دو لامور” الذي يفتتح به سنة رامو في الاوبرا الملكي في فرساي في 13 فبراير. وسيقوم عمل جديد مع دمى ومغنين يحاكي اوبرا “إيبولـيت واريســـيا” بجـــولة عالمية تمتد من مالطا الى كانتون.

ويقام حوالي 300 حفلة وعرض في محاولة للارتقاء برامو الى مصاف المؤلفين املوسيقيين الكبار. ويقول كريستوف روسيه متنهدا “نأمل الا يهمل مجددا بعد ذلك”.

ويقول بونوا دراتويكي المدير الفني لمركز الموسيقى الباروكية في فرساي الذي ينسق نشاطات “سنة رامو”، “في صفوف المؤلفين الفرنسيين مائة في المائة، ارتقى الى مستوى العبقرية كل من شاربانتيه ورامو وبرليوز وديبوسي”.

الا انه “غير معروف جدا من الجمهور” على ما تؤكد السوبرانو سابين دوفيليه التي اصدرت للتو في فرنسا اسطوانة مميزة لرامو. وتوضح “بعد كل حفلة ثمة اشخاص يأتون الينا ليقولوا انهم لم يكونوا يعرفون اعماله وان موسيقاه رائعة مع هذا الاهتمام بالنص والتأليف”.

ويقول كريستوف روسيه “انها موسيقى تصعب تأديتها. هنا عمق واناقة وتهذيب وحبكة ايقاعية رائعة”.

ويتابع قائلا “عملية الجذب لدى هاندل ابسط بكثير وهي ترتكز على حماسة الموسيقى. اما باخ فيعزفه الموسيقيون منذ سن مبكرة والجميع لديه حميمية معه . مع رامو نغوص فورا في سجل معقد اكثر”.

ومن العوائق الاخرى كلفة تقديم اعمال رامو الاوبرالية “فهي تكلف مرتين اكثر من اوبرا لفيفالدي على سبيل المثال” على ما يؤكد بونوا دراتويكي. ويضيف كريستوف روسيه “نحتاج الى كوكبة من العازفين المنفردين احيانا اكثر من عشرة اضافة الى الجوقات والرقص”.

وقد استفاد رامو من تجدد موسيقى الباروك منذ 40 عاما. وللمفارقة ان اعادة اكتشاف رامو مرت عبر انكلترا مع جون اليوت غادينر والدول الناطقة بالالمانية بفضل نيكولاس هارنونكورت.

وحدها اوبرا “بلاتيه” مدرجة بانتظام في برامج المسارح الاوبرالية الكبيرة ولا سيما في المانيا.

التعليقات 0