"إرهابيون" يقتلون 4 من رجال الامن في هجوم مسلح على منزل وزير الداخلية التونسي

Read this story in English W460

قُتِل أربعة من عناصر الامن وأصيب اثنان عندما هاجم اسلاميون متطرفون ليلة الثلاثاء منزل وزير الداخلية التونسي لطفي بن جدو الذي اعتبر العملية ردا "انتقاميا" على "سلسة نجاحات" امنية قال ان تونس حققتها مؤخرا في مجال "مكافحة الارهاب". 

وقالت وزارة الداخلية في بيان "في حدود الساعة 23.50 (22.50 تغ) من يوم 27 أيار 2014 تعرض منزل وزير الداخلية لطفي بن جدّو بولاية القصرين (غرب) إلى هجوم مسلّح من قبل مجموعة من العناصر الإرهابية، أسفر.. عن إستشهاد أربعة أعوان أمن" وإصابة اثنين آخرين.

وإثر هذه الحادثة، اعلنت رئاسة الجمهورية ان الرئيس محمد المنصف المرزوقي "قرر إعلان يوم الاربعاء 28 مايو (ايار) 2014 يوم حداد وطني".

ومنذ توليه حقيبة الداخلية في 2013، يقيم لطفي بن جدو في العاصمة تونس فيما بقيت عائلته في مركز ولاية القصرين الحدودية مع الجزائر.

ويوجد في هذه الولاية جبل الشعانبي الذي يتحصن به منذ نهاية 2012 مسلحون تقول السلطات انهم تابعون للقاعدة وانهم خططوا لإقامة "إمارة اسلامية" في تونس.

ويحظى منزل بن جدو الذي يقع قرب مديرية الحرس الوطني في القصرين، بحراسة امنية مستمرة ما جعل مراقبين "يستغربون" من وصول المسلحين إليه "بهذه السهولة".

وقال محمد علي العروي الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية ان نحو 10 أشخاص نزلوا من جبل "السلوم" القريب ونفذوا الهجوم ثم لاذوا بالفرار في سيارة مسروقة.

وفي 11 نيسان 2014 أصدر الرئيس التونسي المؤقت محمد المنصف المرزوقي قرارا جمهوريا بجعل جبل الشعانبي "منطقة عمليات عسكرية مغلقة"، وجبال السمامة والسلوم والمغيلة وخشم الكلب والدولاب وعبد العظيم، المتاخمة للشعانبي، "منطقة عسكرية".

وعزت وزارة الدفاع هذا الإجراء الى تنامي نشاط شبكات الجريمة المنظمة في تجارة الأسلحة والذخيرة والمخدرات وتهريب المواد الخطرة عبر الحدود، واستعمال السلاح ونصب الكمائن والألغام غير التقليدية ضد العناصر العسكرية والأمنية، بالإضافة إلى "تضاعف التهديدات من قبل التنظيمات الإرهابية المتمركزة بالمنطقة".

وقال مصدر امني لفرانس برس ان عناصر الأمن الذين قتلوا ليلة الثلاثاء كانوا متمركزين داخل مستودع تابع لمنزل وزير الداخلية وانهم "لم يجدوا الوقت للرد" على المسلحين الذين "باغتوهم".

وأضاف المصدر الذي طلب عدم نشر اسمه ان اثنين من عناصر الامن، كانوا خارج المنزل، أصيبوا في تبادل لاطلاق النار مع المسلحين.

وقال احد المصابيْن ويدعى وليد منصور لاذاعة "موزاييك إف إم" الخاصة ان المسلحين حلوا بالمكان على متن سيارة (مسروقة) ثم فتحوا النار مرددين "الله أكبر".

وفي اول تعليق له على هذه العملية، قال وزير الداخلية لطفي بن جدو ان منفذي الهجوم "متمرسون" و"تدربوا على قتال العصابات".

وأوضح في تصريح لاذاعة "شمس إف إم" الخاصة ان أحد المهاجمين شارك في 2013 في "ذبح" جنود تونسيين بجبل الشعانبي من ولاية القصرين (غرب) على الحدود مع الجزائر.

ويوم 29 تموز 2013 قتل مسلحون في كمين 8 جنود ثم جردوهم من اسلحتهم وزيهم العسكري وذبحوا خمسة منهم، في أسوإ حادثة في تاريخ المؤسسة العسكرية التونسية.

ولفت الوزير الى ان السيارة التي استعملها "الارهابيون" في العملية سرقوها من وسط مدينة القصرين.

وذكر بانه تلقى تهديدات بالاغتيال منذ أن صنفت وزارته في آب 2013 جماعة "انصار الشريعة بتونس" تنظيما "ارهابيا" واصدرت مذكرة جلب دولية ضد مؤسسها سيف الله بن حسين (49 عاما) الهارب في ليبيا.

ومنذ نهاية كانون الاول 2012 يتعقب الجيش والأمن مسلحين في جبل الشعانبي.

وفي 2013 وخلال النصف الاول من 2014 أدى انفجار الغام زرعها المسلحون بالجبل ذي التضاريس والأحراج الوعرة، الى مقتل واصابة عناصر من الجيش والأمن.

وقال ناطق رسمي باسم وزارة الدفاع لفرانس برس "انه من الصعب إحكام السيطرة 100% على جبل الشعانبي" بسبب تضاريسه الوعرة ومساحته (حوالى 100 كلم مربع).

وفي السادس من أيار الحالي وعد الرئيس محمد المنصف المرزوقي بالعفو عن المسلحين المتحصنين بجبل الشعانبي إن سلموا اسلحتهم شرط ان تكون ايديهم "غير ملوثة بالدماء ولم يقتلوا تونسيين".

التعليقات 0