الذباب يجتاح بعلبك !!

اجتاحت أسراب من الذباب سهل الحلانية شرق بعلبك مما جعل الحياة لا تطاق في البلدة، إذ أقفلت كل المنازل أبوابها ونوافذها، وبات التنقّل فيها وخصوصاً للأطفال محفوفاً بخطر التعرّض للأمراض، وأضحت على شفير كارثة بيئية وصحية وإنسانية.

وروى الأهالي أن احد المزارعين الكبار احمد س. فلش قبل زهاء شهر أسمدة عربية مستوردة على مساحة زادت عن 1000 متر مربع في البلدة وأكثر منها في أراض محاذية لها في خراج سرعين، من دون ان تحرث لتختلط بالتراب، مما حوّلها بؤرة لتكاثر الذباب. غير أن احمد س. نفى مسؤوليته عنها، على ما أفادوا.

وقد تصاعدت شكاوى المزارعين والأهالي من هذا الوضع المأسوي نتيجة الأضرار التي ألحقها الذباب بمواسمهم وحياتهم اليومية، وسأل حسين مبارك: "أين وزارتا البيئة والصحة من هذا؟ معاناتنا تزداد وتتفاقم وبعد شكاوى عدة لدى صاحب الأرض جرى حرث جزء بسيط منها لكن الروائح تتضاعف بفعل الحرارة وأصبحت لا تطاق، فيما الذباب يتكاثر ويلحق الضرر بصحتنا وصحة أولادنا. فحالات الربو انتشرت ولسعات الذباب تتسبب بأمراض مختلفة. قبل أيام ادخلت طفلي (3 أعوام) المستشفى بعدما لسعه الذباب وسبب له حساسية بالغة في جسده. كما أن الذباب يغزو مزروعاتنا بأسراب كبيرة اشبه بخلايا النحل، تسبقنا الى الثمار، وحملات رشّ المبيدات في مواجهتها أشبه بلعبة القط والفأر، وعلى المعنيين معالجة هذه البؤرة في أسرع وقت".

وأوضح أمام البلدة الشيخ حسين الحلاني "ان الإجراءات التي لجأ اليها الأهالي، من رش مبيدات حشرية مركزة في المناطق المتضرّرة لم تكن مجدية لتقليص حجم المشكلة، ولم ترق الى مستوى تجنيبهم الأذى الذي يلحق بهم والذي لا يجعلهم يأمنون على حياتهم نظراً الى الأعداد الكبيرة من الذباب التي عاودت الظهور بشكل أكثر انتشاراً من جراء استمرار وجود الأسمدة مكشوفة، ولا احد يستطيع فتح نافذة منزل او متجر أو سيارة، لئلاّ يتعرض لأذى. أما مواسم الفاكهة والخضر فلا نقترب منها، مما كبّدنا خسارة فادحة". وطالب المعنيين في وزارتي الزراعة والبيئة بـ"التدخل وايجاد حل عاجل وفعّال لهذه المشكلة نظراً الى ما تشكله من خطورة على حياة الأهالي، إذ تعرّضهم للأمراض المعدية والسارية والخطيرة، وذلك بإرسال خبراء من وزارة الصحة للكشف على الأسمدة المنتشرة في الأراضي الزراعية والتي نعتقد أنها مستوردة من الخارج".

واشتكى أبو حسن علي سليمان صاحب "متنزه الشرقي" من عزوف الرواد "بسبب جيوش الذباب التي تأكلنا كأنها تهبط من السماء. الموسم السياحي بأكمله ضرب، حاولنا ان نعالجه لكننا لم نفلح فأقفلنا المتنزه. وقد رفعت كتاباً الى قائمقام بعلبك عمر ياسين محملاً المزارع أحمد س. تبعة ما يحصل". واكد المزارع نضال قلوز"ان الأهالي سيواجهون الأمر بأنفسهم دفاعاً عن حياتهم، إذا لم تتدخل السلطات المختصة فوراً، وسيتعرضون لأي شاحنة أسمدة".

وفي اتصال لصحيفة "النهار" برئيس قسم الصحة في بعلبك الدكتور محمد الحاج حسن الذي عاين المنطقة قبل ايام وابلغ المعنيين في الوزارة خطورة الأمر، أوضح "ان الأهالي لم يقدموا أي شكوى او كتاب قانوني في هذا الصدد لكي يكون هناك تحرك رسمي وقانوني من أجل معرفة المسببين وتوقيفهم".

وتلقى مكتب "النهار" في بعلبك سلسلة اتصالات تؤكد ازدياد أسراب الذباب كل نصف ساعة، ولا سيما منها الذباب الحديث الولادة.