شرعنة الماريجوانا تتطلب "استخدام للطاقة بشكل مفرط"

Read this story in English W460

هناك اتجاه في جميع انحاء الولايات المتحدة الاميركية، من أجل شرعنة الماريجوانا. فقد صوتت أربع ولايات - ولاية أوريغون ، واشنطن ، كولورادو، ألاسكا - للسماح للأشخاص بامتلاك كميات محدودة من الماريجوانا للاستخدام الشخصي و أيضا للسماح للمنتجين في الحصول على تراخيص لإنتاج الماريجوانا وبيعها.

كما صوتت واشنطن العاصمة للسماح في حيازة شخصية للماريجوانا. كل هذا هو على رأس الولايات الـ23 التي تسمح باستخدام الماريجوانا لأسباب طبية.

في بعض الولايات، حيث شركات الاعمال تعمل قانونياً وبشكل مزدهر على زراعة وانتاج الماريجوانا. وعلى سبيل المثال، فقد بلغ مجموع مبيعات الماريجوانا 700 مليون دولار في كولورادو العام الماضي.

الا ان ما يثير الدهشة هو ما تبين عن ان زراعة الماريجوانا في الاماكن الداخلية - وهي عملية مفضّلة في الانتاج لأسباب عدة - تتطلّب كمية كبيرة من الطاقة.

وبالفعل، فإن الكمية العالية لاستخدام الطاقة ظهرت بشكل ملحوظ، حيث ان احد الباحثين يقترح انه ومع ازدهار الصناعة، فعلى الولايات والسلطات المحلية ان تستفيد من شرعنة الماريجوانا من أجل تنظيم انبعاثات الطاقة وانبعاثات غازات الدفيئة.

وبالنظر إلى أن هذا الامر فهو "صناعة جديدة" سوف يتم تنظيمها بشكل كبير، ونقلت الـ"واشنطن بوست" عن جينا وارن، الاساتذة في جامعة A&M كلية الحقوق في تكساس، قولها: "شعرت وكأني واضعي السياسات الحكومية والمحلية لديها فرصة فريدة لدمج استخدام الطاقة و تقييم المناخ في دولة رسوم الترخيص الماريجوانا".

وكتبت وارن مقالاً سينشر قريباً في مجلة "كولومبيا للقانون البيئي"، تحت عنوان "تنظيم صناعة الماريجوانا لإنقاذ الدب القطبي: آثار صناعتها على الطاقة والمناخ".

والاحصاءات المنشورة حول استخدام الطاقة نتيجة انتاج الماريجوانا في الاماكن الداخلية، أظهر ارقاماً "مخيفة", ففي العام 2012، نشرت دراسة حول "البصمة الكربونية لإنتاج القنب في الأماكن المغلقة"، في دورية "سياسة الطاقة"، للباحث ايفان ميلز الذي لفت الى انه "في بعض الأحيان، فإن كريات غير معترف بها سابقاً من استخدام الطاقة بدأت تظهر"، و الماريجوانا مثالاً نموذجياً.

وقدرت الدراسة ان زراعة القنب في الاماكن الداخلية (بشكل قانوني ام لا) تتطلب ما يقارب الـ6 بليون دولار من الكهرباء سنوياً، تصل إلى 1 في المئة من الكهرباء العام في الولايات المتحدة الاميركية. وفي بعض دول كثيفة الإنتاج مثل كاليفورنيا ، كانت النسبة أعلى بكثير - 3 في المئة، وفق ميلز.

ويضيف ميلز ان "متوسط الكيروغرام من المنتج النهائي مرتبط مع 4600 كيلوغران من انبعاثات غاز ثاني اوكسيد الكربون في الغلاف الجوي، او من قرابة الـ3 مليون سيارة في الولايات المتحدة عندما يتم جمعها من مجمل الانتاج الوطني".

والسبب هو ببساطة التكنولوجيا المطلوبة . و"تشمل الاستخدامات للطاقة محددة الإضاءة عالية الكثافة، إزالة الرطوبة لإزالة بخار الماء وتجنب تكون العفن، التدفئة أو التبريد خلال فترات غير مضاءة و التجفيف، و قبل تسخين مياه الري، وتوليد غاز ثاني أكسيد الكربون من حرق الوقود الأحفوري، والتهوئة وتكييف الهواء لإزالة الحرارة النفايات"، يتابع ميلز.

لانتاج القنب في الهواء الطلق له ايضاً آثار سلبية على البيئة، وذلك من خلال إزالة الغابات وارتفاع مستويات استخدام المياه والمبيدات الحشرية. ولكن القنب وعندما يصبح قانونيا، تشير وارن، الى ان الانتاج في الهواء الطلق يجب ان يكون ضمن القوانين البيئية.

في الواقع، فإن الانتاج الداخلي للقنب هو السبب الاساسي للطاقة وللتغيير المناخي، فوفقاً لمقال وارن، وفي حين يتم تكوين الماريجوانا تحت الأرض فإن ذلك يستهلك الكثير من الطاقة، و والشرعنة ستزيد استخدام الطاقة.

و"مع نمو الصناعة، فإن لذلك العوامل الخارجية السلبية "، وفق ما أضافت وارن.

وهذا هو السبب، الذي دفع بالباحثة وارن ان تقترح على الدول التي تضفي الصبغة القانونية استخدام الماريجوانا. وابتداءا من شهر أكتوبر من هذا العام، بولدر كاونتي في ولاية كولورادو ستقدم العديد من "تسهيلات" الماريجوانا للتعويض المباشر وبنسبة 100 بالمئة من الكهرباء، والبروبان، والغاز الطبيعي" من خلال مصادر الطاقة المتجددة أو وسائل أخرى .

وتقول وارن ان لا "تصرّ" على صناعة الماريجوانا، بل ان جل ما في الامر هو انه لا توجد صناعات جديدة تتطلب الكثير من الطاقة والتي يتم السعي من أجل شرعنتها.

وأضافت: "أعتقد أنه يمكن أن يكون في الواقع أداة تسويق لهذه الصناعة"، "لأنه إذا كان لديك الناس الذين يشترون المنتج وهم من الاشخاص الذين يهتمون بالبيئة، فإن ذلك سيقود نحو الماريجوانا الأخضر".

المصدر: واشنطن بوست

http://www.washingtonpost.com/news/energy-environment/wp/2015/03/23/one-surprising-downside-of-marijuana-legalization-major-energy-use/

الرجاء متابعة "الهاش تاغ" #climatechangelb

ويمكنكم زيارة موقع "التغير المناخي" www.moe.gov.lb/climatechange

هذا المقال هو نتيجة الشراكة بين فريق تغير المناخ في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ووزارة البيئة في لبنان وفريق موقع "نهارنت". وجهات النظر و الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء أصحابها ولا تعكس بالضرورة السياسة الرسمية أو موقف أي حزب أو مؤسسة.

التعليقات 0