أسعار النفط تسجل تراجعا كبيرا غداة فشل اجتماع الدوحة

Read this story in English W460

سجلت اسعار النفط تراجعا كبيرا الاثنين غداة فشل الدول المنتجة في التوصل الى اتفاق في الدوحة حول تجميد الانتاج من اجل دعم الاسعار، وسط توتر بين السعودية وايران.

وقال محللون من كومرزبنك ان "اسعار النفط بدات الاسبوع الجديد من التبادل بخسائر كبيرة اثر اجتماع المنتجين في الدوحة الذي انتهى من دون التوصل الى اتفاق".

ولدى بدء المبادلات، تراجع السعر الى 40,10 دولار لبرميل برنت النفط المرجعي الاوروبي لبحر الشمال في حين بلغ سعر النفط الخفيف (لايت سويت كرود) 37,61 دولار، اي 6,7% و 6,8% وهو السعر الادنى منذ عشرة ايام.

وانخفض سعر الذهب الاسود اكثر من ستين بالمئة منذ منتصف 2014 عندما كان سعر البرميل يبلغ حوالى مئة دولار، وذلك بسبب فائض كبير في الانتاج يعجز الطلب العالمي عن استيعابه نظرا لتباطؤ الاقتصاد.

وبعد ان وصلت في شباط الى ادنى مستوى منذ 13 عاما، سجلت الاسعار تحسنا مع انتظار المستثمرين لنتائج اجتماع 18 دولة منتجة في في منظمة البلدان المصدرة للنفط (اوبك) ومن وخارجها.

وبعد مشاورات استمرت ست ساعات، اعلن وزير الطاقة القطري محمد بن صالح السادة ان الدول المعنية بحاجة الى "مزيد من الوقت". وفي الوقت نفسه، لم يعلن الوزير القطري عن اي موعد لاجتماع جديد.

ومنعت الخلافات بين ايران التي اعلنت في اللحظة الاخيرة تغيبها عن الاجتماع، والسعودية هذه المشاورات من تحقيق الي نتيجة.

- السعودية "نسفت الاتفاق" -واضاف المحللون في كومرزبنك ان السعوية عبر مطالبتها مشاركة ايران في اتفاق ترفضه هذه الاخيرة تكون "نسفت الاتفاق بشكل متعمد" موضحين ان هذا "يوجه ضربة كبيرة الى مصداقية منتجي النفط عموما واوبك خصوصا".

وقال برنارد او المحلل في مجموعة "آي جي ماركيتس" ان "الامال التي علقت على اجتماع الدوحة كانت كبيرة". واضاف ان "اسعار المواد الاولية ستتراجع وهذا سيؤثر على سوق الاسهم وخصوصا في قطاع الطاقة".

وقال اي مورس المحلل في مجموعة سيتيغروب، لوكالة الانباء بلومبرغ نيوز ان "مفاوضات نهاية الاسبوع تثبت ان الحكومة السعودية وكما قال ولي ولي عهد المملة، لا تريد خسارة حصتها في الاسواق".

واضاف "انها تخشى ان يستمر توجه الاسواق الى الانخفاض طويلا. وفي هذا النوع من الاسواق، اذا تمت خسارة حصص من السوق فمن الصعب جدا استعادتها".

وكان ولي ولي عهد السعودية الامير محمد بن سلمان صرح في مقابلة مع وكالة بلومبرغ الاثنين الماضي ان المملكة ستجمد مستوى انتاجها من النفط اذا التزم كبار المنتجين وضمنهم ايران بذلك.

وتريد ايران من جهتها، الاستفادة من الفرع الجزئي للعقوبات الدولية عنها بعد دخول الاتفاق النووي حيز التنفيذ في منتصف كانون الثاني لزيادة انتاجها وصادراتها واستعادة حصصها من الاسواق.

 من جهته، قال الوزير القطري ردا على سؤال عن احتمال ان يؤثر هذا الاجتماع سلبا على الاسواق ان "عدة عوامل تؤثر الى الاسعار"، مؤكدا ان اسس السوق "ايجابية".

وردا على سؤال عما اذا كانت ايران في صلب المشاورات، قال "بالتاكيد، تجميد الانتاج سيكون اكثر فاعلية اذا شارك فيه منتجون كبار بمن فيهم ايران". واوضح ان "هذا الامر سيساعد في اعادة التوازن الى السوق" مع تاكيده "احترام موقف" طهران.

وكان وزير النفط الايراني بيجان نمدار زنكنه صرح عند اعلانه عدم مشاركة ايران في اللقاء ان "اجتماع الدوحة هو للجهات التي تريد المشاركة في خطة تجميد الانتاج (...) لكن بما انه ليس من المقرر ان توقع ايران على هذه الخطة فان حضور ممثل عنها الى الاجتماع ليس ضروريا".

واضاف في تصريحاته هذه السبت ان "ايران لا تتخلى باي شكل عن حصتها في الانتاج"، في اشارة الى مستوى انتاج وتصدير النفط قبل فرض العقوبات الدولية.

وعقد اجتماع الدوحة بعد نحو شهرين من اتفاق السعودية وروسيا وفنزويلا وقطر على تجميد الانتاج عند مستويات كانون الثاني، بشرط التزام المنتجين الكبار الآخرين، وابرزهم ايران، بالامر نفسه.

وضخت دول اوبك 32,25 مليون برميل من النفط يوميا في آذار نحو ثلثها من السعودية، مقابل معدل 31,85 مليون برميل يوميا في 2015.

التعليقات 0