انشغال حزب الله بمعركة حلب وأوروبا بانسحاب بريطانيا قد يؤخران الانفراج الرئاسي

رسمت الاوضاع المحلية وكذلك الخارجية معالم قاتمة عن الاستحقاق الرئاسي، إذ أظهرت كلمة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الجمعة تركيز كل اهتمامه على معركة حلب "المصيرية"، كما أن انشغال أوروبا بانسحاب بريطانيا من الاتحاد الاوروبي قد سؤخر حصول أي انفراج رئاسي في لبنان.

ورأت أوساط قيادية في 14 آذار في حديث الى صحيفة "السياسية الكويتية" أن مواقف نصر الله الجمعة بدت أكثر ضبابية من أي وقت مضى، بعدما حسم الرجل قراره بإبقاء الوضع اللبناني برمته معلقاً، بانتظار بت مصير المعركة المنتظرة في حلب.

وتوقعت الأوساط أن تنعكس الأحداث الجارية في سوريا والعراق، مزيداً من التشدد في مواقف حزب الله من الملفات الداخلية

وهذا ما لفتت اليه أوساط متابعة في حديثها الى صحيفة "النهار"، إذ قالت أن كلمة نصر الله "رسمت معالم قاتمة لتعامل الحزب معه من شأنها ان تزيد الانسداد السياسي للازمة الرئاسية وتفاقمه".

كما من المعروف بحسب ما أوضحت الأوساط هذه، ان مناخ مواقف السيد نصرالله بدا محصورا بالكامل بالتداعيات الشديدة الوطأة لمعركة حلب التي يخوضها الحزب بكل قواه والتي تعهد نصرالله المضي فيها الى الآخر مهما كلفت من أثمان بالاضافة الى تخصيصه حيزا بارزا من كلمته للازمة مع القطاع المصرفي ومن ثم للمواجهة مع البحرين .

وأضافت ان "آفاق كلمة السيد نصرالله غير المعلنة ترسم حدا فاصلا لآمال واهية ترددت بقوة أخيرا لدى بعض الدوائر القريبة من الفريق العوني حيال دفع المسألة الرئاسية لمصلحة ترشيح العماد ميشال عون".

وقالت "ثبت بوضوح كامل ان هذا الاستحقاق لم يدرج بعد وليس مرشحا لان يدرج على جدول المساومات الايرانية تحديدا لا مع فرنسا ولا مع اي جهة خارجية اخرى، وان الاولويات الايرانية عكسها الإعلان الصريح الواضح للسيد نصرالله بان كل تمويل الحزب وتسليحه يأتي من ايران ".

الأمر عينه أكدته اوساط تحدثت الى صحيفة "الراي الكويتية" التي قالت أنه "يصبح من غير الواقعي ترقُّب مسارٍ انفراجي قريب للأزمة اللبنانية التي يختزلها الفراغ في رئاسة الجمهورية الذي أكمل امس، شهره الـ 25".

وأشارت الأوساط في هذه السياق الى ان انقلاب "سلّم الاولويات" غربياً في ضوء "صدمة" الاستفتاء البريطاني.

ولاحظت أنه على المستوى الداخلي اندفاعة من فريق 8 آذار على المستوى السياسي ،من خلال اعلان رئيس مجلس النواب نبيه بري، ومن خلفه أي حزب الله، عن حلّ "الملبْنن" عنوانه "السلّة الكاملة" مع ما تحمله من رغبة في تحصيل مكاسب على صعيد التركيبة اللبنانية وتوازناتها من "خلف ظهر" اتفاق الطائف.