اجلاء آلاف المدنيين والمقاتلين من اربع مناطق سورية محاصرة وسط حالة من الحزن

Read this story in English W460

وسط حالة من الحزن والخوف من المجهول، بدأت صباح الجمعة عملية اجلاء آلاف المدنيين والمقاتلين من أربع مناطق سورية محاصرة بموجب اتفاق بين الحكومة والفصائل المقاتلة برعاية ايران ابرز حلفاء دمشق وقطر الداعمة للمعارضة.

وينص الاتفاق الذي توصل اليه الطرفان الشهر الماضي على إجلاء الآلاف على مراحل من بلدتي الفوعة وكفريا الشيعيتين المحاصرتين من الفصائل المقاتلة في ادلب (شمال غرب)، ومن مدينتي الزبداني ومضايا المحاصرتين من قوات النظام في ريف دمشق.

ووصلت صباح الجمعة 75 حافلة و20 سيارة اسعاف آتية من بلدتي الفوعة وكفريا الى منطقة الراشدين التي تسيطر عليها الفصائل المعارضة غرب مدينة حلب وتنتظر حاليا لتكمل طريقها الى المدينة، وفق مراسل فرانس برس في المكان.

وقال ابو حسين (في الخمسينات من العمر) احد الخارجين من الفوعة "فور صعودي الى الحافلة في الفوعة، انهرت تماما من الحزن وسقطت ارضا واضطروا الى اسعافي، لم استطع الاحتمال".

واضاف وقد تورمت عيناه من شدة البكاء "حال الناس في مضايا والزبداني مثلي تماما، اي احد يضطر الى ترك بيته لديه شعور الحزن ذاته".

اعرب ابو حسين عن امله في العودة قريبا "لكن لا احد يعرف ماذا تخبئ له الايام". 

وبشكل مواز، خرجت عند حوالي السادسة صباحا عشرات الحافلات من مدينة مضايا.

وقال أمجد المالح احد سكان مضايا وهو على متن احدى الحافلات، لفرانس براس عبر الهاتف من بيروت "نحن 2200 شخص على متن 65 حافلة".

واوضح ان "معظم الركاب هم من النساء والاطفال (...) وسمح للمقاتلين الاحتفاظ بأسلحتهم الخفيفة".

- "صفعة على الوجه" -ومن المتوقع بموجب الاتفاق اجلاء جميع سكان الفوعة وكفريا الذين يقدر عددهم بـ16 الف شخص، مقابل خروج من يرغب من سكان مضايا والزبداني، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

واكد مدير المرصد رامي عبد الرحمن انه خرج حتى الآن 5000 شخص من الفوعة وكفريا، "هم 3700 مدني و1300 مقاتل"، فضلا عن 2200 بينهم "ما لا يقل عن 400 مقاتل" من مضايا.

واشار الى ان مقاتلي الفصائل في الزبداني الذين "لا يتجاوز عددهم 150 مقاتلا" ينتظرون اجلاءهم في وقت لاحق.

واختار آلاف االمواطنين في مضايا البقاء.

ووصف الطبيب محمد درويش، اثناء تواجده على متن احدى الحافلات الخارجة من مضايا، حالة السكان المغادرين بـ"الضياع".

وقال "هناك فرح من كوننا تخلصنا من الازمة لكن الجو العام هو الكآبة والحزن والغضب (...) لا نعرف مصير الناس الذي تركناهم خلفنا، ولا نعرف مصيرنا".

وتابع  "وكأن الناس تلقت صفعة على وجهها، الجميع في صدمة".

ومن بين الذين تم اجلاؤهم، بحسب درويش، حوالى "20 حالة مرضية بينهم ثمانية يتم نقلهم في سيارات اسعاف". واشار الى وجود نساء حوامل ورجل بحاجة الى جراحة في البطن وآخر الى بتر أحد اطرافه.

وتأجل تنفيذ الاتفاق لاسباب عديدة بينها ان سكان البلدات الاربع اعربوا عن تحفظاتهم. وبعد طول انتظار، بدأ تنفيذ المرحلة الاولى منه الاربعاء عبر تبادل الطرفين عدداً من المخطوفين.

ولا تزال الحافلات وسيارات الاسعاف من الفوعة وكفريا تنتظر في منطقة الراشدين حيث يخرج الركاب بين الحين والآخر لقضاء حاجاتهم، ويوزع متطوعو الهلال الاحمر السوري المياه عليهم.

وتقل سيارات الاسعاف، بحسب مصدر في الهلال الاحمر السوري في المكان، "31 جريحا ومريضا".

واوضح احد منسقي الاتفاق من جانب الحكومة حسن شرف لفرانس برس ان "أحد بنود الاتفاق ينص على ان التنفيذ يحدث بشكل متزامن، وبالتالي يجب ان تصل الحافلات (من الجهتين) الى نقاط معينة قبل ان تكمل مسيرها".

ومن المنتظر ان تصل حافلات مضايا بعد ساعات الى منطقة قلعة المضيق الواقعة تحت سيطرة الجيش السوري في حماة (وسط) قبل ان تكمل طريقها الى محافظة ادلب.  

وبحسب شرف "سيتوجه اهالي كفريا والفوعة إلى مركز إيواء في مدينة حلب، ثم لاحقا قد يتم توزيعهم على عدد من المحافظات منها اللاذقية ودمشق وريف دمشق".

- تهجير "قسري" او "اجباري" -والمناطق الاربع محور اتفاق سابق تم التوصل اليه بين الحكومة السورية والفصائل برعاية الامم المتحدة في ايلول/سبتمبر 2015، ينص على وجوب ان تحصل كل عمليات الاجلاء بشكل متزامن.

وكانت الامم المتحدة نبهت مرارا من الوضع الانساني الصعب الذي تعيشه هذه البلدات.

وفي الاشهر الاخيرة، تمت عمليات اجلاء في مدن عدة كانت تحت سيطرة الفصائل ومحاصرة من قوات النظام، لا سيما في محيط دمشق.

وتعد ادلب وجهة لعشرات الالاف الذين تم اجلاؤهم بموجب هذه العمليات.

وتصف المعارضة عمليات الاجلاء بانها "تهجير قسري" وتتهم الحكومة السورية بانها تسعى من خلالها إلى احداث "تغيير ديموغرافي" في البلاد.

وفي مقابلة مع فرانس برس في دمشق، قال الرئيس السوري بشار الاسد الاربعاء ردا على سؤال حول اجلاء الفوعة وكفريا "إن التهجير الذي يحدث في ذلك السياق تهجير إجباري".

واضاف الاسد "نتمنى لو أن كل شخص يمكنه أن يبقى في قريته ومدينته"، مضيفا "بالطبع سيعودون إلى مدنهم بعد التحرير".

وتابع "أما الحديث عن التغييرات الديموغرافية، فإن هذا لا يخدم ولا يصب في مصلحة المجتمع السوري عندما يكون ذلك دائما. لكن بما أنه مؤقت، فإنه لا يقلقنا".

ويعيش وفق الامم المتحدة 600 ألف شخص على الاقل في مناطق محاصرة بغالبيتها من قوات النظام واربعة ملايين آخرين في مناطق يصعب الوصول اليها.

التعليقات 5
Thumb EagleDawn 08:16 ,2017 نيسان 14

demographic cleansing at its best.

Thumb Mystic 15:14 ,2017 نيسان 14

Well it is agreed by us both, we get our people from Fouad and Kafraya and you get yours from Madaya and Zabadani.

That way both communities will be the place it should be.
Idlib is salafi land and no place for minorities.

Just to bad you have to cry as baby infront of the world, when you die.

Missing allegedzionist 00:32 ,2017 نيسان 15

we get our people from... exactly mr syrian mpukhabarat your peaple are syrian not lebanese

Thumb Southern...... 11:06 ,2017 نيسان 14

"Buses Evacuate Hundreds from Four Besieged Syria Towns, Hundreds of civilians and fighters":

so generous with the so-called fighters.

Thumb Mystic 15:15 ,2017 نيسان 14

You should be the one gassed.