نجاد وصل الى المطار وانتقل الى بعبدا وسط استقبال جماهيري حاشد: لبنان "النقطة المحورية في المقاومة"
Read this story in English
وصل الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد عند التاسعة من صباح اليوم الاربعاء الى لبنان على رأس وفد رئاسي في زيارة رسمية تستمر يومين، يبحث خلالها مع كبار المسؤولين اللبنانيين آخر التطوّرات في المنطقة, وكان في استقباله في أرض المطار رئيس مجلس النواب نبيه بري، وزير الخارجية علي الشامي ،الوزير محمد فنيش، رؤساء الكتل النيابية والنواب والسفير الايراني غضنفر ركن ابادي واركان السفارة اضافة الى حشد من الجالية الايرانية في لبنان
وتوجه الرئيس الضيف والرئيس بري يرافقهما الوزيرين الشامي وعبدالله الى الجناح الرئاسي بين ثلة من لواء الحرس الجمهوري حيث كانت استراحة في القاعة الرئاسية.
وقد رحب الرئيس بري في تصريح القاه في صالون الشرف، في مطار رفيق الحريري الدولي، بالرئيس الايراني، وقال :"قبل وصول طائرتكم قلت ان هذه الزيارة هي جدا مهمة بالنسبة للاصدقاء، ولكنها اصبحت اكثر اهمية بفضل اعدائنا، فأحيانا العدو يخدم اكثر من الصديق".
وخاطب بري نجاد قائلا: "فخامة الرئيس انت شاغل الدنيا ومالىء الناس في لبنان منذ ان اعلن عن هذه الزيارة، الحمد لله على السلامة، ولبنان كل لبنان وخصوصا الجنوب متعطش لرؤيتكم".
ورد الرئيس نجاد شاكرا الرئيس بري على هذا الاستقبال والترحيب وقال: "انني بين اخواني وانا اعتز بذلك كثيرا".
اضاف: "اليوم هذا يوم آخر بالنسبة لنا، وخصوصا ان نكون بخدمة اخواننا واحبتنا الاعزاء لدينا مثل فارسي يقول: ان العدو يصبح سبب خير اذا اراد الله ان الاعداء دائما يتوحشون عندما يرون ان الاصدقاء يستمتعون مع بعضهم البعض".
بعدها توجه الموكب الرئاسي من المطار الى مقر رئاسة الجمهورية في بعبدا وسط حشود شعبية غفيرة من المستقبلين على جانبي طريق المطار، وقد حياهم من السيارة التي تقله.
ولدى وصوله الى مدخل قصر بعبدا، قدم له ولرئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، طفلان باللباس التراثي اللبناني، باقتين من الزهر وعزفت موسيقى الجيش اللبناني النشيدين اللبناني والايراني.
ثم توجه الرئيسان سليمان ونجاد الى صالون السفراء على السجاد الاحمر بين ثلة من لواء الحرس الجمهوري وعقدا لقاء ثنائيا، في حضور السفير الايراني غضنفر ركن ابادي بصفة مترجم.
بعد ذلك توجه اعضاء الوفد الرسمي الايراني ونظراؤهم اللبنانيون الى قاعة مجلس الوزراء، حيث انضم اليهم لاحقا الرئيسان سليمان ونجاد وعقدت محادثات موسعة في حضور رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري أعقبها التوقيع على اتفاقيات.
وبعد انتهاء اللقاء الموسع، توجه الرئيسان الى حديقة الرؤساء يرافقهما الرئيس الحريري حيث زرع الرئيس نجاد ارزة الصداقة اللبنانية - الايرانية ووقع بعدها على السجل الذهبي في صالون السفراء.
وسيشارك الرئيس الايراني مساء في تجمع شعبي في الضاحية الجنوبية من تنظيم حركة امل وحزب الله وسيكون هناك كلمة للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ، على ان يتناول العشاء في وقت لاحق الى مائدة الرئيس نبيه بري.
وستتوج زيارة أحمدي نجاد إلى لبنان الخميس بجولة في الجنوب.
وكان احمدي نجاد قد وصف لبنان بانه "النقطة المحورية في المقاومة"، في تصريح ادلى به قبل مغادرته طهران متوجها الى بيروت.
وقال ان "لبنان هو النقطة المحورية في المقاومة"، معتبراً ان هذا البلد "يلعب دورا ممتازا بهذا الصدد".
واوضح ان الهدف الرئيسي لزيارته هو تعزيز "العلاقات الثنائية في مجالات مختلفة واجراء محادثات ومشاورات مع المسؤولين اللبنانيين حول مواضيع اقليمية ودولية".
وذكرت صحيفة "السفير" انه من المتوقع ان تكون هناك محطة للرئيس الايراني عند ضريح عماد مغنية، ومن غير المستبعد أن يبادر الى زيارة ضريح الرئيس الحريري الذي كان أول رئيس حكومة لبنانية يزور إيران في العام 1997 فاتحاً الطريق أمام توطيد أواصر التعاون بين البلدين، وصولا الى ابداء استعداده لتوفير قطع غيار للطائرات الايرانية والدخول في مشاريع كبرى تتعلق بالطاقة وغيرها وذلك قبل أسابيع قليلة من استشهاده.
وذُكر ان الزيارة تمتد ثلاثة ايام بدلاً من يومين كما كان معلناً سابقاً.
ونقلت "السفير" عن مصادر دبلوماسية بارزة في بيروت ترجيحها أن يكون تمديد زيارة نجاد الى بيروت حتى يوم الجمعة مرتبطاً بوصول رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في اليوم نفسه، حيث من المتوقع عقد لقاء لبناني ـ إيراني ـ تركي قد يكون موضوع القرار الظني والمخارج المطروحة أحد أبرز عناوينه.
ولفتت الصحيفة الى انه قبل ساعات من وصوله الى بيروت، أجرى أحمدي نجاد اتصالا هاتفيا بالملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز، هو الاول من نوعه بينهما منذ فترة طويلة، حيث بحثا العلاقات الثنائية بين البلدين واستعرضا مجمل الأوضاع في المنطقة، كما اجرى نجاد اتصالا مماثلا بالملك الاردني عبد الله الثاني.
واثارت هذه الزيارة انتقادات بين فريق قوى 14 آذار الممثلة بالاكثرية النيابية. وتخوف سياسيون من ان يكون الهدف منها الايحاء بتحول لبنان الى "قاعدة ايرانية" على حدود اسرائيل، و"تغليب طرف لبناني على آخر".
كما انتقدتها الولايات المتحدة واسرائيل اللتين تسعيان لعزل ايران بسبب برنامجها النووي موضع الجدل.