58 قتيلا و187 جريحا في هجمات دامية في كركوك والموصل بالعراق
Read this story in English
قتل 58 عراقيا واصيب 187 بجروح في سلسلة هجمات استهدفت الاثنين مناطق تسكنها غالبية شيعية في بغداد، اضافة الى هجومين في كركوك والموصل، في حلقة جديدة من مسلسل العنف المتصاعد في الاسابيع الاخيرة.
ومنذ بداية ايار الحالي، قتل اكثر من 500 شخص في هجمات متفرقة في العراق واصيب نحو الف بجروح بحسب حصيلة تعدها وكالة فرانس برس استنادا الى مصادر امنية وعسكرية وطبية.
ولم تتبن اي جهة اعمال العنف الدامية هذه، علما ان تنظيم "دولة العراق الاسلامية"، الفرع العراقي لتنظيم القاعدة، كان يتبنى حتى اسابيع قليلة هجمات مماثلة.
وجاءت هذه الهجمات بعد اقل من اسبوع على اعلان رئيس الوزراء نوري المالكي عن اجراء تغييرات في قيادات العمليات وقادة الفرق العسكرية.
كما جاءت تفجيرات اليوم بالتزامن مع تنفيذ القوات العراقية عملية كبيرة في صحراء محافظة الانبار غرب البلاد لملاحقة عناصر تنظيم القاعدة وتعزيز الانتشار على طول الحدود العراقية السورية.
وتشكل هذه الهجمات امتدادا لمسار العنف المتصاعد في البلاد خلال الاسابيع الاخيرة والذي بات يحمل طابعا طائفيا مباشرا يشمل الهجمات المتبادلة بين السنة والشيعة.
وقالت مصادر امنية لفرانس برس ان تفجيرات بغداد وقعت في مناطق ام المعالف (جنوب غرب) والحرية (شمال) والكاظمية (شمال) والبياع (غرب) والسعدون (وسط).
كما استهدفت التفجيرات مناطق بغداد الجديدة (شرق) والحبيبية (شرق) والصدرية (وسط) وجسر ديالى (جنوب) وسبع البور (شمال).
ووقعت اكبر التفجيرات بحسب مصدر في وزارة الداخلية ومصدر طبي رسمي في ام المعالف حيث قتل ثمانية اشخاص على الاقل واصيب 35 بجروح، وفي السعدون حيث قتل ستة اشخاص واصيب 14 بجروح.
كما قتل ضابطان عراقيان ومدني في هجمات متفرقة في مدينتي الموصل (350 كلم شمال بغداد) وكركوك (240 كلم شمال بغداد).
وفي منطقة الحبيبية في بغداد، وقف فاضل حنون امام معرض السيارات المستعملة الذي يملكه والذي استهدفته سيارة مفخخة، يبكي الاشخاص الذين قتلوا في موقع الهجوم تارة، ويتحسر على خسائره المادية تارة اخرى.
وقال حنون (47 عاما) لفرانس برس بينما كان يقف بين مجموعة من السيارات المحترقة تماما "سيارة بيضاء (...) انفجرت هنا. الشخص الذي كان بداخلها ركنها وذهب يتمشى ثم فجرها عن بعد".
واضاف "الزجاج كله وقع علينا والناس ماتت وحلال العالم راح".
وتابع تحت انظار اصحاب معارض السيارات المجاورة لمعرضه وهو يدل على السيارة المفخخة التي تحولت الى كتلة صغيرة من الحديد "الدولة فاشلة هنا. الدولة فاشلة، فالحرس هنا والسيارة تنفجر هنا، كيف يمكن ان نقبل ذلك؟".
وبينما كانت الشرطة تحاول ابعاد الناس عن مكان الهجوم، وتطلب منهم الانتقال الى الرصيف المقابل خشية وجود سيارة مفخخة ثانية، مرت امراة ترتدي عباءة سوداء وهي تلطم على صدرها، فيما كان احد الجرحى يصيح من الالم داخل الية للشرطة.
وعلى بعد حوالى 500 متر من مكان الهجوم، وقف ربيع (27 عاما) بين 15 سيارة متفحمة ومحطمة بالكامل استهدفتها سيارة مفخخة في مراب لبيع وشراء السيارات المستعملة ايضا.
وقال لفرانس برس "كنت في سيارتي داخل المراب. ارتميت على ارض السيارة لحظة الهجوم وشعرت بخوف شديد دفعني الى ان افتح الباب وابدا بالركض الى بعيد".
وتابع "رايت العديد من الجرحى تغطيهم الدماء"، مضيفا "جئت الى هنا فقط كي ابيع سيارتي".
وبينما كان ملعب الشعب في شرق بغداد يستضيف مباراة ودية لكرة القدم بين منتخبي العراق وليبيريا، وقع انفجار قوي في مكان قريب من الملعب قبل ان يتصاعد الدخان من الموقع، بحسب صحافي فرانس برس في المكان.
وبعد نحو عشرين دقيقة، وقع انفجار ثان في مكان اخر قريب من الملعب، وتصاعد دخان كثيف حمل معظم الجماهير التي كانت تشاهد المباراة على التوجه نحو حافة المدرجات ومحاولة تحديد موقع الهجوم.
ورغم ان دوي الانفجارين سمع بقوة في ارجاء الملعب، لم تتاثر المباراة التي خسرها العراق واستكملت حتى النهاية.
وقال ابو سمير (38 عاما) لفرانس برس امام احد مخارج الملعب "التفجيرات تطاولنا على الطريق، ومنتخبا يخسر داخل الملعب. هل هناك اسوأ من هذا؟".