جعجع: نرفض انتخاب رئيس بالتسوية وصيغة 9-9-6 تحرقنا

رأى رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع أن "صيغة 9-9-6 بتشكيل الحكومة تحرقنا"، مردفاً أن " انتخابات الرئيس يجب ان تتم بطريقة سوية وليس تسوية".

ورد جعجع عبر صحيفة "النهار" في حديث له، الخميس، التحية لـ "رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون على "عاطفته الجياشة"، عندما أيد ترشيحه لرئاسة الجمهورية ودعوته لانتخاب رئيس "قبضاي"، مضيفاً أن "هذا الأمر يحتاج أولا إلى المرور في اجتماعات الهيئة التنفيذية لـ"القوات".

وتساءل جعجع "لماذا لا يقدم عون برنامجه الرئاسي؟".

وأضاف أنه "لم يحسم حتى الآن مسألة ترشحه أو عدم إقدامه على هذه الخطوة، لكنه من حيث المبدأ يؤكد أن برنامجه واضح"، مؤكداً" علاجي واضح، وأنا لا ألعب ولا أمزح في السياسة".

وأشار جعجع الى أن "المهم لديه أولا وثانياً وأخيراً هي رئاسة الجمهورية وإجراء هذا الاستحقاق وإتمامه وفق القواعد الدستورية الصحيحة وتوفير البيئة السليمة مع تشديده الدائم على توفير "الحياة السياسية السوية"، طالباً من النواب أن "يلبوا دعوة رئيس المجلس نبيه بري الى الحضور الى ساحة النجمة والدخول الى القاعة العامة في أول موعد يحدده بعد 25 آذار المقبل".

وشدد على أن "انتخابات الرئيس يجب ان تتم بطريقة سوية وليس تسوية".

وردا على سؤال حول نصاب جلسة انتخاب رئيس الجمهورية، يعتبر جعجع ان "التدقيق في الدستور يُبين ان النصاب المطلوب هو النصف زائد واحد، واي كلام آخر هو مجرد اجتهاد".

وعن تصويت كتلة "القوات" لعون في حال قرر الترشح، يجيب جعجع بلهجة حازمة "بالتأكيد لا،عون يحمل مشروعا سياسيا يتعارض كليا مع مشروعنا".

وبالنسبة لتأييده فكرة ترشح قائد الجيش العماد جان قهوجي الى الرئاسة، رأى انه "يجب ألا تصبح الاستثناءات قاعدة... وإذا حصل مرة ان جرى انتخاب عسكري، لا ينبغي ان يتكرر الامر في كل مرة، والدستور واضح في ان موظف الفئة الاولى يجب ان يستقيل قبل سنتين من الانتخابات الرئاسية، إذا كان راغبا في ان يترشح"، مضيفاً "مع احترامي لشخص قهوجي، هل يُعقل انه لم يعد يوجد سواه للرئاسة، في ظل وفرة المرشحين؟".

وأوضح رئيس حزب"القوات" أن "الرئيس المقبل الذي يحتاج اليه لبنان هو الرئيس القوي الذي يحمل توجهات 14 آذار".

وتنتهي ولاية سليمان في ايار 2014، مع العلم أنه يرفض التمديد أو التجديد.

وبالنسبة الى وضع طرابلس، لفت جعجع في حديثه الى ان "إنهاء مأساة طرابلس يتطلب قرارا واضحا وحاسما بتجريدها، بحدودها الادارية، من السلاح"، مردفاً ان "الإجراء الذي تم اتخاذه بنقل الإمرة العسكرية الى الجيش جاء متأخرا وناقصا".

وتندلع منذ السبت اشتباكات عنيفة في طرابلس أوقعت عشرات القتلى والجرحى بعد تعرض عدد من أبناء جبل محسن للإعتداء في مختلف أنحاء المدينة، في ظل توتر يفرضه النزاع السوري وأججه الإتهامات القضائية لرئيس الحزب "العربي الديمقراطي" علي عيد بتهريب شاهد في قضية تفجيري مسجدي التقوى والسلام.

وأعرب جعجع لـ"النهار"، عن "ثقته برئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس الحكومة المكلف تمام سلام في اقدامهما في نهاية المطاف على تأليف الحكومة المنتظرة"، مشيراً الى أن "الحكومة الجديدة ستُشكل حتما قبل نهاية ولاية سليمان"، ومرجحا ان" تتم ولادتها بين شهري كانون الثاني وشباط المقبلين".

وعن رده على الاتهام الموجه الى السعودية بانها طلبت من فريق "14 آذار" تعطيل تشكيل الحكومة على اساس 9-9-6، أشار جعجع الى انه "ليس صحيحا ان الرياض تعرقل تأليف الحكومة او انها طلبت منا ذلك"، مؤكداً أن "السعودية ستمشي بأي صيغة نقبل بها نحن، ولو وافقت 14 آذار على معادلة 9-9-6، لما اعترضت السعودية، لكننا نحن من نعتبر ان هذه المعادلة "تحرقنا" لان لا شيء يجمعنا في هذه المرحلة مع 8 آذار، ووجودنا معا في حكومة واحدة سيؤدي الى إصابتها بالشلل التام، الامر الذي سينعكس سلبا علينا وعلى مصالح المواطنين".

ويخلص جعجع الى التأكيد ان "الوضع في لبنان لن يستقر ما دام حزب الله سلطة قائمة بحد ذاتها"، مشيرا الى انه"لا يمكن ان تتعايش الدولة والثورة فوق ارض واحدة".

يُذكر أنه وبعد استقالة حكومة نجيب ميقاتي في آذار الفائت، تم تكليف سلام تشكيل حكومة جديدة الا أن جهوده لم تنجح في ذلك، في ظل تمسك كل فريق بمطلبه، وكان سلام قد أعلن أن "الشهية السياسية" تؤخر عملية تأليف الحكومة.

إقليمياً، تساءل جعجع في حديثه عن "تعليقه على الهجوم الذي تعرضت له بلدة معلولا من قبل المجموعات المسلحة، فيؤكد "ضرورة وضع المواقع الدينية في سوريا تحت الحماية الدولية بقرار من مجلس الامن الدولي".

وأضاف انه "يؤيد الائتلاف الوطني والجيش الحر ضد "داعش" و"النصرة"، «اللذين سيكونان وبشار الاسد خارج التسوية التي يُعمل عليها، بحيث يتولى المعتدلون والتكنوقراط في النظام السوري من جهة والائتلاف المعارض والجيش الحر من جهة أخرى تشكيل الحكومة الانتقالية".

وبالنسبة للاتفاق النووي الذي جرى بين إيران والقوى الدولية، أشار جعجع الى أنه "لم يكن في مصلحة طهران"، مردفاً أن "اعتراض السعودية عليه يعود الى كون الولايات المتحدة لم تتصرف معها على اساس انهما دولتان حليفتان تاريخيا، بل فاوضت الايرانيين خلف ظهر الرياض وحصرت البحث في الملف النووي وتجاهلت الملفات الاخرى المتعلقة بسوريا ولبنان والعراق وحزب الله، وبالتالي فان السعودية محقة في انزعاجها".

وأضاف أن "أحدا لا يستطيع ان يضع الرياض خارج اللعبة، لما تمثله من حجم ووزن، لا يمكن تجاهلهما"، معتبرا ان "اميركا بحاجة الى السعودية وليس العكس، واذا ابتعدت واشنطن يمكن للرياض استبدالها بأوروبا".

يشار الى أن جهاديين ومسلحين معارضين كانوا قد دخلوا الإثنين إلى بلدة معلولا المسيحية وأخرجوا 12 راهبة لبنانية وسورية إلى منطقة يبرو من دير مار تقلا. وإذ لم يتضح ما اذا كانت العملية خطفا للراهبات ام إخلاء للدير بحسب وكالة "فرانس برس".