بوتين يهدد ضمنا باللجوء الى القوة ومشاورات دبلوماسية في جنيف حول اوكرانيا
Read this story in English
أطلق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تهديدات ضمنية باللجوء الى القوة في اوكرانيا في اوج مشاورات تجري في جنيف بين وزراء خارجية روسيا واوكرانيا والولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي في محاولة لتهدئة اسوأ ازمة بين الشرق والغرب منذ انتهاء الحرب الباردة.
وتنعقد هذه المفاوضات الرباعية الاولى في خضم التوتر الميداني حيث ادت مواجهات ليلية بين المتمردين الموالين لروسيا والنظاميين الموالين لسلطات كييف المؤيدة لاوروبا الى مقتل ثلاثة اشخاص.
والخميس اتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في لقائه التلفزيوني السنوي للرد على اسئلة الجمهور السلطات الاوكرانية بقيادة البلاد نحو "الهاوية".
كما أمل الا يضطر الى استخدام "حقه" في ارسال قوات عسكرية الى اوكرانيا، معتبرا ان تسوية الازمة التي تشهدها اوكرانيا مرتبطة "بالضمانات" التي يمكن ان تعطى لاحترام حقوق الناطقين بالروسية في شرق البلاد.
واضاف "من المهم جدا اليوم البحث في كيفية الخروج من هذا الوضع" و"عرض حوار حقيقي على الناس"، مشيرا الى ان المحادثات الرباعية التي تعقد في جنيف "مهمة جدا".
كما اكد ان الحلف الاطلسي "لا يخيفه". وقال "يمكننا بانفسنا ان نخنقهم جميعا، لماذا انتم خائفون؟" ردا على سؤال صحافية روسية.
في تحذير الى مولدافيا البلد الصغير الموالي لاوروبا اعتبر الرئيس الروسي انه ينبغي ان تتمكن منطقة ترانسندستريا الانفصالية "ان تقرر مصيرها بنفسها".
واعلن رئيس ترانسدنستريا يفغيني تشيفتشوك في مقابلة حصرية مع وكالة فرانس برس الاربعاء ان "على الاتحاد الاوروبي ان يعترف بترانسدنستريا التي لا تمثل ولن تمثل اي خطر بالنسبة اليه. في هذه الحالة فقط ستكون هناك منطقة استقرار في الاقليم".
دبلوماسيا ينعقد لقاء جنيف في فندق كبير بين وزراء الخارجية الاوكراني اندري دشتشيتسا والروسي سيرغي لافروف والاميركي جون كيري والاوروبية كاثرين اشتون. قبل بدء اللقاء لم يدل المسؤولون الاربعة باي كلمة امام الكاميرات.
واكد دبلوماسيون اميركيون انهم ينتظرون "حوارا حقيقيا" بين موسكو وكييف و"تهدئة للتوتر" في شرق اوكرانيا. غير ان مساعدة وزير الخارجية لشؤون اوروبا فكتوريا نولاند صرحت قبل اسبوع في واشنطن ان بلادها "ليست لديها تطلعات كبيرة" من هذه المحادثات.
ميدانيا وقبيل انطلاق مباحثات جنيف قتل ثلاثة مهاجمين واصيب 13 بجروح في هجوم استهدف ليل الاربعاء الخميس وحدة من الحرس الوطني الاوكراني في ماريوبول جنوب شرق البلاد، على ما اعلن وزير الداخلية ارسين افاكوف.
وتظاهر حوالى 200 شخص ضد السلطات الاوكرانية امام بلدية ماريوبول، المدينة المرفئية الصناعية التي تضم 450 الف نسمة على بحر ازوف. وكان ناشطون يطالبون باستفتاء محلي من اجل مزيد من الاستقلالية احتلوا مبنى البلدية ورفعوا عليه اعلام روسيا و"جمهورية دونيتسك" التي اعلنها الموالون لموسكو.
واوضح افاكوف في صفحته على موقع فيسبوك ان قوات وزارة الداخلية التي تشرف على الحرس الوطني صدت الهجوم الذي شنه حوالى ثلاثمئة عنصر بدون ان تتكبد خسائر مشيرا الى القاء القبض على حوالى 63 مهاجما.
وتحولت المواجهة مع المتمردين في الشرق الاوكراني الاربعاء الى نكسة لقوات النظام المؤيد لاوروبا.
فقد تكبدت القوات الاوكرانية هزائم متتالية الاربعاء أمام مجموعات مسلحة حول سلافيانسك اخر مدينة في سلسلة المناطق التي سيطر عليها عناصر موالون لروسيا منذ السبت.
وتمكن متظاهرون موالون لروسيا من وقف رتل من المدرعات الاوكرانية ارسل في سياق "عملية مكافحة الارهاب" التي اطلقتها كييف للتغلب على المتمردين.
وسيطرت احدى مجموعات المقاتلين الذين يرتدون بدلات خالية من اي شارات تكشف عن انتمائهم والذين يقومون بعمليات منذ عشرة ايام في الشرق الناطق بالروسية، على ست آليات للجيش الاوكراني ورفعوا فوقها الاعلام الروسية وانضموا بها الى المجموعات المسيطرة على سلافيانسك.
وبعد مواجهة استمرت ساعات مع المتظاهرين قام باقي عناصر الرتل العسكري الذي كان يضم 15 مدرعة وتم اعتراضه في بلدة كراماتورسك المجاورة بتسليم اسلحتهم.
وتؤكد كييف والغربيون ان هذه المجموعات المسلحة التي يطلق عليها في اوكرانيا من باب السخرية اسم "الرجال الخضر"، هي في الواقع مجموعات جنود من قوات النخبة الروسية على غرار المجموعات التي نشطت في القرم قبل ضمها الى روسيا في اذار.
وتنفي موسكو من جهتها ارسال جنود او عناصر الى الاراضي الاوكرانية.
وفي تحد اخر للسلطة المركزية استولت مجموعة من المسلحين الملثمين على بلدية دونيتسك كبرى مدن الشرق الاوكراني الناطق بالروسية.
من جهة اخرى اكد الرئيس الاوكراني المؤقت اولكساندر تورتشينوف ان الكتيبة 25 للمظليين في الجيش الاوكراني التي سلمت احدى وحداتها السلاح الاربعاء لمتمردين انفصاليين موالين لروسيا سيتم حلها.
واعلنت شركة ايروفلوت الروسية الخميس انه "عملا باشعار رسمي تلقته الشركة، يحظر على جميع المواطنين الروس الذكور بين 16 و60 عاما دخول اوكرانيا".
كما يحظر دخول اوكرانيا على كل الرجال الاوكرانيين بين 16 و60 عاما والنساء الاوكرانيات بين 20 و35 عاما "المقيمين في اراضي جمهورية القرم ومدينة سيباستوبول"، بحسب الشركة.
وحذر الاميركيون والاوروبيون من انهم يستعدون لتشديد العقوبات على روسيا في حال عدم التوصل الى حل دبلوماسي في جنيف.
وصرح دبلوماسي اميركي يرافق كيري في رحلته ان الرئيس الاميركي باراك اوباما "كان واضحا جدا بانه اذا لم تغتنم روسيا هذه الفرصة لتخفيف التوتر فان الثمن الذي سيتعين عليها دفعه سيرتفع"، وذلك في وقت اعلن البيت الابيض الاربعاء ان الولايات المتحدة "تعمل على تحضير" عقوبات جديدة على روسيا.
من جهته قال اوباما في مقابلة مع شبكة "سي بي سي نيوز" انه "في كل مرة تتخذ فيها روسيا اجراءات تهدف الى زعزعة استقرار اوكرانيا وانتهاك سيادتها ستكون هناك عواقب" متهما الروس بانهم "بالحد الادنى، دعموا ميليشيات غير حكومية في جنوب اوكرانيا وشرقها".
واكد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الخميس ان الاتحاد الاوروبي يبحث تشديدا لعقوباته في حال فشل محادثات جنيف.
واعتبر وزير الخارجية الاوكراني اندري ديشتشيتسا لدى وصوله الى جنف ان "السبيل الدبلوماسي" ما زال ممكنا وانه "الوسيلة الوحيدة لارساء الاستقرار" في اوكرانيا.
وابدى استعداده للحوار مع روسيا لكنه رفض البحث في نظام فدرالي مثلما تطالب به موسكو والمتمردون.
في الوقت نفسه وافق الاتحاد الاوروبي على اجراء محادثات مع روسيا حول الغاز، على ما اعلن رئيس المفوضية الاوروبية جوزيه مانويل باروزو، محذرا موسكو من ان "مصداقيتها" كمصدر للطاقة على المحك بعد تهديدها بوقف الامدادات.