شبهات أميركية باستخدام غاز سام مجددا في سوريا
Read this story in English
أعلنت واشنطن ان لديها شبهات باستخدام مادة كيميائية صناعية في هجوم حصل اخيرا في سوريا واستهدف منطقة خاضعة لسيطرة المعارضة، في وقت تواصل دمشق اخراج ترسانتها الكيميائية من البلاد، وغداة الاعلان عن موعد للانتخابات الرئاسية التي يتوقع ان يفوز فيها مجددا الرئيس بشار الاسد.
وقال المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني: "لدينا مؤشرات على ان مادة كيميائية صناعية سامة، هي على الارجح الكلور، استخدمت هذا الشهر في سوريا في بلدة كفرزيتا (محافظة حماة، وسط) التي تسيطر عليها المعارضة".
وكان المرصد السوري لحقوق الانسان اورد في 12 نيسان الجاري ان طائرات النظام السوري قصفت بلدة كفرزيتا "ببراميل متفجرة تسببت بدخان كثيف وبروائح ادت الى حالات تسمم واختناق". واتهم ناشطون النظام باستخدام غاز الكلور في البراميل.
وقال كارني: "نحن ننظر في المزاعم التي تقول ان الحكومة مسؤولة" عن تلك الهجمات.
وكان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند اعلن الاحد في مقابلة مع اذاعة "اوروبا 1" ان فرنسا تملك "بعض العناصر" التي تفيد عن استخدام النظام السوري اسلحة كيميائية لكن من دون "ادلة" على ذلك.
وقتل مئات الاشخاص في آب الماضي اثر هجوم كيميائي على ريف دمشق، اتهمت المعارضة السورية ودول غربية نظام بشار الاسد بتنفيذه. وكان لذلك الهجوم دور اساسي في التوصل لاحقا الى اتفاق روسي اميركي على ازالة الاسلحة الكيميائية السورية، رغم نفي دمشق مسؤوليتها عن الهجوم.
وتلى الاتفاق صدور قرار بالمعنى نفسه عن مجلس الامن، وابعد الاتفاق شبح ضربة عسكرية على سوريا كانت الولايات المتحدة تهدد بها. والتزمت دمشق تدمير ترسانتها من الاسلحة الكيميائية قبل 30 حزيران المقبل.
واعلنت منظمة حظر الاسلحة الكيميائية ان السلطات انهت حتى 14 نيسان نقل نحو ثلثي ترسانتها الكيميائية الى خارج اراضيها.
واوضح الخبير حاميش دي بروتون غوردون من "سي أي او اوف سيكيور بيو"، المركز الاستشاري حول الاسلحة الكيميائية الذي يتخذ من بريطانيا مقرا، لوكالة فرانس برس ان الكلور هو مادة كيميائية سامة، لكنه يستخدم كذلك على نطاق واسع في القطاع التجاري ولحاجات منزلية، لذلك لم يطلب من دمشق تسليم مخزونها من هذا الغاز.
الا انه يشير الى ان استخدامه كسلاح، محظور بموجب معاهدة حظر الاسلحة الكيميائية التي انضمت اليها سوريا العام الماضي.
وذكر دي بريتون غوردون ان اطلاق الغاز على كفرزيتا تم بواسطة المروحيات، مضيفا "انا واثق ان المعارضة لا تملك مروحيات".
ويأتي هذا التطور غداة تحديد رئيس مجلس الشعب السوري الثالث من حزيران/يونيو موعدا لاجراء الانتخابات الرئاسية التي يتوقع ان يفوز فيها بشار الاسد.
ووصفت الولايات المتحدة الاثنين هذا الاعلان بانه "محاكاة ساخرة للديموقراطية"، مؤكدة ان الانتخابات "لن تحظى باي مصداقية او شرعية سواء في داخل سوريا او خارجها".
وقال كارني ان الانتخابات ستكون بمثابة "استفتاء رئاسي".
واعتبرت الامم المتحدة بدورها ان قرار اجراء الانتخابات "في الظروف الحالية وفي اوج نزاع ادى الى نزوح كثيف للسكان، سيضر بالعملية السياسية وسيبعد فرص حل سياسي، البلاد بامس الحاجة اليه".
وتسبب النزاع المستمر في سوريا منذ اكثر من ثلاث سنوات بمقتل اكثر من 150 الف شخص، ونزوح ولجوء حوالى عشرة ملايين.
ويشكل رحيل الاسد عن السلطة مطلبا اساسيا للمعارضة والدول الداعمة لها.
ووصف رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض احمد الجربا تحديد الانتخابات ب"المهزلة" داعيا المجتمع الدولي الى رفضها.
ميدانيا، افاد المرصد السوري لحقوق الانسان ان الطيران المروحي قصف الثلاثاء "بالبراميل المتفجرة مناطق في محيط مخيم خان الشيح" في ريف دمشق، ونفذ تسع غارات على مناطق في بلدة المليحة ومحيطها في الغوطة الشرقية قرب دمشق، غداة يوم شهد قصفا وغارات متواصلة على البلدة.
في هذا الوقت، تستمر "الاشتباكات العنيفة بين القوات النظامية مدعمة بقوات الدفاع الوطني ومسلحين من جنسيات عربية ومقاتلي حزب الله اللبناني من جهة ومقاتلي جبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة والكتائب الاسلامية من جهة ثانية"، بحسب المرصد، في عدد من جبهات الغوطة التي تشهد تصعيدا منذ اسابيع.
وكانت غارات كثيفة سجلت امس ايضا على المليحة.
في الشمال، ألقى الطيران المروحي براميل متفجرة على حي مساكن هنانو في مدينة حلب، غداة يومين داميين من القصف بالبراميل على المدينة ومحيطها حصدا حوالى خمسين قتيلا بينهم العديد من الاطفال.
في انقرة، اعلن رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان الثلاثاء ان عدد اللاجئين السوريين الذين استقبلتهم تركيا منذ بدء النزاع في بلادهم في منتصف آذار 2011 بلغ عتبة المليون.
في باريس، اعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ان بلاده ستتخذ "جميع الاجراءات لردع ومنع ومعاقبة كل الذين" يجذبهم الجهاد، وذلك عشية طرح خطة لمعالجة مشكلة الفرنسيين الذين توجهوا الى سوريا للقتال الى جانب فصائل المعارضة الجهادية.


