دموع وغضب وسط الرماد في اوديسا

Read this story in English W460

وسط الانقاض المتفحمة لمبنى النقابات في اوديسا الذي قضى فيه الجمعة حوالى اربعين من الموالين لروسيا في حريق متعمد سارت اولغا وناديا صباح الاثنين وهما في حالة صدمة وغضب اسوة بمئات غيرهما من الموالين لروسيا . 

تقول ناديا (46 عاما) التي ترفض كسائر الاشخاص كشف اسمها الكامل ان "وصف الذين ارتكبوا هذا العمل بالنازيين يعتبر اطراء!". وتضيف منتحبة "انهم اسوأ من ذلك انهم وحوش وحيوانات. يجب قتلهم!".

ومنذ السبت احتشدت جموع غاضبة تهتف "دعونا ندخل!"، حول مبنى دار النقابات الذي لجأ اليه المئات من الموالين لروسيا هربا من مطاردة آلاف من مشجعي كرة القدم والموالين لاوكرانيا، اثر وقوع صدامات في المدينة.

وعندما القيت زجاجات حارقة على المبنى اندلع فيه حريق قضى بسببه حوالى اربعين شخصا اما اختناقا او حرقا.

وصباح الاثنين كان الطوق الامني لا يزال مفروضا حول المبنى. ولم يجرؤ البعض من شدة التأثر على صعود السلالم المتفحمة لكن البعض الاخر اراد تفقد المقر.

سيرغي البالغ من العمر61 عاما من هؤلاء الذين ارادوا رؤية ما حصل بام عينه. وصعد ببطء الدرجات المتفحمة التي كتب عليها "لا للفاشية". وقال "اتيت الى هنا لكي افهم ما حصل".

واضاف "من غير المقبول في القرن الحادي والعشرين ان يقع مثل هذا الحادث المأساوي في اوديسا. اولئك الذين ارتكبوا هذه الفظاعات ليسوا من المدينة لقد اتوا من مناطق اخرى من غرب اوكرانيا. انها عملية مخطط لها منذ زمن".

الى جانبه تقف فتاة شابة وهي تبكي رافضا الاجابة على سؤال يوجه اليها. وبهاتفها النقال تصور جهاز لاسلكي متفحم ومنصة وضعت عليها خوذات وهراوات ومقابض معاول. احد هذه المقابض المتفحمة ملفوف بشريط برتقالي واسود بالالوان راية القديس جاورجيوس التي اصبحت رمزا للقومية الروسية.

ويؤكد ايغور (31 عاما) ان "الذين سقطوا هنا ابطال ومدافعون عن الحرية والحقيقة. لقد شاهدت اشرطة الفيديو: عندما نجحوا في الافلات من السنة اللهب واكثرهم مصاب بجروح او حروق كان في انتظارهم في الخارج شباب يضحكون ويغنون وهم ينهالون عليهم ضربا حتى الموت. انهم وحوش. والشرطة لم تحرك ساكنا لوقفهم".

وتكدست باقات الزهور والشموع امام مدخل المبنى التي علقت عليها صور للضحايا. وتظهر الصور جثثا متفحمة وجثثا اخرى تعود لشباب ممدين في الممرات. وهناك ايضا صور شابات مبتسمات يرتدين ملابس باللونين الازرق والاصفر لوني العلم الاوكراني ويملأن زجاجات البيرة بالوقود. وقالت امرأة "تلك الفتيات العاهرات نعرف هوياتهن وسنعثر عليهن".

وهناك صورة اخرى مركبة تظهر في الجزء الاعلى منها بالاسود والابيض قرية تحترق وفي المقدمة بعض الجنود الالمان مع عبارة "خاتين- 1943"، وفي الجزء الاسفل   مبنى دار النقابات وهو يحترق مع عبارة "اوديسا-2014". والى جانبها صليب اورثوذكسي كتبت عليه بالخط العريض عبارة "تذكروا خاتين".

في هذه القرية البيلاروسية في 22 اذار 1943 واثر هجوم على قافلة قام جنود كتيبة في الشرطة الالمانية، تضم اساسا متعاونين اوكرانيين من غرب اوكرانيا، بحبس كل السكان في حظيرة ومنازل واضرموا فيها النار ما ادى الى مقتل 150 مدنيا حرقا. هذه القرية التي لم يعاد بناؤها والتي تحولت الى معلم تذكاري كانت تدرس ماساتها في جميع مدارس الاتحاد السوفياتي.

على واجهة المبنى دونت كلمة "ابادة" وسط الزهور والشموع الملونة. وتؤدي اي كلمة في غير محلها او اي سؤ تفاهم الى تأجيج التوتر ونشوب خلافات.

ويحاول عدد من رجال الشرطة اعادة الهدوء من خلال الفصل بين الاطراف المتخاصمة وسط صيحات استهجان من بعض النسوة اللاتي يتهمونهم بعدم الكفاءة، بل وحتى بالتآمر مع الجناة.

التعليقات 0