المفتي قباني تفقد مسجد البسطا الفوقا وأعلن أن دار الفتوى سوف ترمم المسجد و"المقاصد" ستساهم: التفريط بأمن المواطن جريمة كبرى

Read this story in English

تفقد مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ الدكتور محمد رشيد قباني مسجد البسطة الفوقا اثر تعرضه لحريق أثناء الأحداث الأخيرة التي حصلت في بيروت.

وأكّد خلال خطبة الجمعة أنّ "الجراح التي ألمت بمدينتنا بيروت بالأمس لا يسر لها إنسان، ولا يرضى عنها الله عز وجل، والأشياء لا بد أن تسمى بمسمياتها، كشفت البيوت والشوارع، وأصبحت عرضة لنيران القتل الغادرة، وأصاب التدمير الممتلكات، وسقط الجرحى، وسال الدم البريء"، متسائلا "أهذه هي بيروت التي أردنا؟ أهذه بيروت التي نريد؟ لا والله، إن العاصمة التي نريدها لا تشبه بيروت على تلك الصورة، ولبناننا، ليس لبنان برداء القتل والتدمير ذاك".

كما شدّد قباني على أنّ "الدولة اللبنانية، رؤساءها ووزراءها ونوابها، وأمنيوها وعسكريوها، مطالبون اليوم، بالقيام بتمام واجبهم في حفظ أمن المواطن، في وطننا لبنان، واتخاذ الإجراءات العملية، لضمان أمنه نهائيا، لاسيما الآن بعد تكرر مظاهر كانت، في سنوات ظننا أنها مرت ولن تعود، ولا بد لنا من محاسبة المقصرين متى قصروا، والعابثين بالأمن متى تجرأوا، فإن التفريط في أمن المواطن جريمة كبرى، تنطوي تحتها إثارة الفتن، وإشاعة الفوضى، وإرهاب الأطفال والنساء والشيوخ، والدمار في الأموال والأنفس".

واعتبر أن "لا بد للبنان أن يشهد الأمن الحقيقي في داخله، وأن توجه البنادق جميعها نحو العدو الإسرائيلي، ذلك الصهيوني المتربص بنا وبوطننا الشرور، وأن نكون جميعا يدا واحدة في وجهه ومواجهته، فالوحدة الوطنية هي عمدة وطننا، وصمام أماننا، وسر قوتنا، وإن العدو الإسرائيلي وغيره من الطامعين بوطننا، ومن المستفيدين من تأجج أوضاعنا الداخلية، لطالما راهنوا ويراهنون على الفتن الداخلية في وطننا لبنان، لتحقيق غاياتهم، ولكنهم لا يعلمون بأننا اليوم قد حصنا أنفسنا ووطننا في وجه الفتن الداخلية، وإن أية محاولة لتوظيف أي حادث في فتنة داخلية، مذهبية أو طائفية، سيفشل بإذن الله تعالى، فليس هناك خلاف بين السنة والشيعة في لبنان، ولا خلاف بين المسلمين والمسيحيين في لبنان، وإن اللبنانيين سيكونون دوما وحدة لا تتجزأ في الكيان والمصاب، ولابد لنا أن نبقى دوما المثل الذي يحتذى به بين الأمم".

ورأى أنّ "الخلافات السياسية فهي مشروعة في نظامنا الديموقراطي، ولكن لا بد لها من أن تبقى في حدود السياسة والسياسيين، وأن يحيد الشارع عنها، وعسى أن تتحمل وسائل الإعلام مسؤولياتها في التخفيف من حجم أي توتر سياسي قد يطرأ، وإن من واجبنا في توحيد كلمتنا ورص صفوفنا".

وأعلن قباني أنّ "دار الفتوى سوف تقوم بترميم وتأهيل مسجد البسطة الفوقا، ليعود في أبها حله وتقام فيه الصلوات الخمس، وأنّ رئيس جمعية المقاصد أمين الداعوق أبغله بتبرعه بمبلغ عشرة آلاف دولار من حسابه الشخصي، مساهمة في مشروع ترميم وتأهيل المسجد".

التعليقات 0