مفوض اللاجئين: النزاع في العراق يهدد التنوع الطائفي في مناطقه المختلطة

Read this story in English W460

حذر المفوض السامي للامم المتحدة لشؤون اللاجئين انطونيو غوتيريس في بغداد الاربعاء من ان النزاع الدائر في العراق بدأ يشكل خطرا على التنوع الطائفي في مناطقه المختلطة.

وقال غوتيريس للصحافيين في العاصمة العراقية "الوضع الاكثر قلقا بالنسبة لنا هو عندما نرى تحركا جماعيا يهدد بتدمير التنوع الموجود (...) وهناك خطر بان يحدث هذا الامر في العراق".

واضاف "اعتقد ان واحدا من الاخطار حاليا يكمن في حركة النزوح التي تؤدي الى احداث تجانس في مناطق يعيش فيها سنة او شيعة بشكل منفصل (...) واعتقد ان هناك بعض التحركات التي تعكس هذه النزعة، ولذا فانه من الضروري ايجاد حل سياسي لتجنب ذلك".

وقال غوتيريس ان "بغداد اصبحت اليوم مدينة تعيش في ظل اختلاط اجتماعي (...) اقل وضوحا مما كان عليه قبل عشر سنوات، ويجب وقف هذه النزعة"، معتبرا ان "حفظ التنوع اداة مهمة جدا للسلام والمستقبل واعادة اعمار البلاد".

ويتعرض العراق منذ اكثر من شهر الى هجوم كاسح يشنه مسلحون متطرفون سنة يقودهم تنظيم "الدولة الاسلامية" تمكنوا خلاله من السيطرة على مناطق شاسعة من شمال وشرق وغرب البلاد، مؤكدين نيتهم الزحف نحو بغداد ومدينتي النجف وكربلاء الشيعيتين.

وتسبب هذا الهجوم بنزوح نحو 600 الف شخص من اماكن سكنهم، بحسب غوتيريس، وقد فر عدد كبير منهم الى مناطق يطغى عليها اللون الطائفي نفسه، في حركة تعيد الى الاذهان تحركات مماثلة خلال سنوات النزاع الطائفي الدامية بين 2006 و2008.

ويذكر ان نحو 500 الف شخص نزحوا ايضا من محافظة الانبار منذ بدء العمليات العسكرية فيها وسقوط بعض مدنها في ايدي المسلحين بداية 2014، علما ان في العراق قبل هذه الاحداث نحو 950 الف نازح هجروا او غادروا مناطقهم بسبب العنف الطائفي خصوصا.

والى جانب الاعداد الكبيرة من هؤلاء النازحين، قال غوتيريس اليوم ان "عددا قليلا من اللاجئين العراقيين يتوجهون الى تركيا والاردن وحتى سوريا، لكن اعدادهم قليلة، بضعة الاف".

واضاف "ليست حركة نزوح خارجي ضخمة، لكنها بالطبع تثير قلقنا".

واكد ان المفوضية تقدم مساعدات الى غالبية النازحين في الداخل، وحتى الذين يقيمون في مخيم القائم على الحدود السورية غربا في منطقة يسيطر عليها تنظيم "الدولة الاسلامية" وذلك عبر جمعيات ومنظمات محلية.

في موازاة ذلك، اعاد غوتيريس القول ان اعداد اللاجئين حول العالم بلغت ارقاما قياسية هي الاعلى منذ الحرب العالمية الثانية.

واضح ان اعداد اللاجئين الجدد في اليوم الواحد بلغت 14 الف شخص في 2011، وارتفعت الى 23 الف شخص في 2013، ووصلت الى 32 الف شخص في 2014، معتبرا ان "المجتمع الدولي فقد قدرته على تجنب اندلاع النزاعات".

التعليقات 0