ضربة جوية على دونيتسك والجيش الاوكراني يقترب من معقل المتمردين

Read this story in English W460

تعرضت دونيتسك معقل الانفصاليين الموالين للروس في شرق اوكرانيا الاربعاء لضربة جوية للمرة الاولى فيما كثف الجيش الاوكراني تحركاته وخسر 18 من جنوده في المعارك.

واعلنت بلدية دونيتسك في بيان ان "قطاع كالينينسكي تعرض خلال الليل لضربة جوية تركت حفرة قطرها اربعة امتار وعمقها متر ونصف على الطريق  وتضرر انبوب غاز بسبب شظايا القذيفة ويعمل خبراء متفجرات في الموقع لتفكيك قذيفة لم تنفجر".

وذكر البيان ان الضربة "لم توقع ضحايا مدنيين" مشيرا من جهة اخرى الى مقتل ثلاثة مدنيين خلال 24 ساعة في قصف مدفعي طاول مناطق اخرى من المدينة.

وهو اول قصف جوي على حي قريب من وسط المدينة التي كانت تضم مليون نسمة قبل بدء المعارك في منتصف نيسان.

وكان الطيران الاوكراني قصف في ايار مطار دونيتسك الدولي الواقع في ضواحي المدينة والذي سيطر عليه الانفصاليون الموالون لروسيا.

ولم يكن بوسع متحدث باسم الجيش الاوكراني ردا على اسئلة فرانس برس ان يحدد في الوقت الحاضر مصدر الضربة الجوية الليلية.

وفي المقابل قال المتحدث اوليكسي دميتراشكيفسكي في اتصال هاتفي ان "الطوق يضيق حول دونيتسك ولوغانسك وغورليفكا" معاقل الانفصاليين في شرق اوكرانيا. واضاف ان "القوات تتجمع وتعزز حواجزها. اننا نعد لتحرير هذه المدن" من ايدي الانفصاليين.

من جانب اخر، قتل 18 جنديا اوكرانيا في معارك بشرق البلاد في الساعات ال24 الماضية كما اعلن المتحدث العسكري الاوكراني اندري ليسنكو الاربعاء. وقال خلال مؤتمر صحافي ان "18 عسكريا اوكرانيا قتلوا واصيب 54 بجروح".

وتقضي استراتيجية كييف المعلنة حتى الان في محاصرة الانفصاليين في دونيتسك الى ان يستنفدوا كل مواردهم. والهدف هو عزلهم عن الحدود الروسية التي تاتي منها الاسلحة والمقاتلين كما تقول السلطات الاوكرانية والغرب الذين برروا بذلك العقوبات الاقتصادية غير المسبوقة التي فرضت على روسيا.

وكان السفير الروسي في الامم المتحدة دعا الثلاثاء مجلس الامن الى "اتخاذ تدابير عاجلة" حيال تدهور الوضع الانساني في شرق اوكرانيا.

ووصفت روسيا التي كانت قدمت طلبا لعقد اجتماع مجلس الامن الذي جرت الدعوة اليه في اللحظة الاخيرة، الوضع في دونيتسك ولوغانسك بانه "كارثي" مبدية اسفها لمواصلة كييف "تكثيف عملياتها العسكرية".

وقالت صحافية في وكالة فرانس برس ان انفجارات كانت تدوي في اطراف جنوب غرب دونيتسك وارتفعت من المنطقة اعمدة دخان.

وتشتد المعارك منذ ايام حول دونيتسك، كبرى مدن حوض دونباس والتي كانت تضم مليون نسمة قبل المعارك، ما يبعث مخاوف من وقوع هجوم ويزيد من مخاطر حصول اشتباكات دامية.

وتدور معارك عنيفة بين القوات الاوكرانية والانفصاليين الموالين لروسيا الثلاثاء في حي في غرب دونيتسك. وتحدثت بلدية المدينة عن "معارك عنيفة كانت تدور في حي بيتروفسكي" في اقصى غرب المدينة حيث سمع السكان "انفجارات قوية" و"تبادل لاطلاق النار".

وتوجهت سيارات اسعاف الى المكان بحسب بيان البلدية التي اكدت مقتل اثنين من المدنيين. 

كما يسمع دوي انفجارات بشكل متكرر من ناحية ماريينكا، على المشارف الجنوبية الغربية للمدينة، حيث تتصاعد اعمدة من الدخان كما افادت مراسلة لفرانس برس.

وتشتد المعارك منذ ايام حول دونيتسك، اكبر مدينة في حوض نهر الدون السفلي كانت تضم نحو مليون نسمة قبل اندلاع المعارك.

واعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الثلاثاء انه امر الحكومة باعداد اجراءات للرد على العقوبات الاوروبية والاميركية الجديدة. واقر رئيس حكومته ديمتري ميدفيديف بان الاجراءات الغربية التي باتت تطاول قطاعات اقتصادية برمتها، قد تدفع موسكو الى زيادة الضرائب.

ومع تشديد الضغوط دعت رئاسة الاركان الاوكرانية الاثنين المدنيين الى الفرار من المناطق الانفصالية وحددت لذلك "ممرات انسانية" في دونيتسك حيث طلبت من الانفصاليين الالتزام بوقف اطلاق نار.

وبالفعل غادر جزء كبير من السكان المدينة التي باتت شوارعها مهجورة ومتاجرها مغلقة.

واشارت ارقام نشرتها الامم المتحدة الثلاثاء الى فرار 285 الف شخص على الاقل من شرق اوكرانيا، اغلبهم (168 الفا) الى روسيا، في حركة نزوح تتصاعد باستمرار، حيث بلغت 1200 شخص يوميا منذ اسبوعين.

ويثير مصير المدنيين قلقا متزايدا وخصوصا في لوغانسك المحرومة من المياه والكهرباء. واتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش الانفصاليين بمنع معالجة المدنيين من خلال احتلال المستشفيات والاستيلاء على سيارات اسعاف وادوية، منتهكين بذلك القواعد الانسانية السارية وقت الحروب.

وردت مساعدة السفير الاميركي في الامم المتحدة روزماري ديكارلو ان "بوسع روسيا وضع حد لكل هذا" بوقف دعمها للانفصاليين وارغامهم على "تسليم السلاح وتطبيق خطة السلام التي طرحها الرئيس (الاوكراني بيترو) بوروشنكو".

وعلى الحدود تفاقم الوضع الاثنين مع اطلاق مناورات عسكرية روسية بمشاركة اكثر من مئة طائرة، اعتبرتها كييف "استفزازا".

وقال ليسنكو ان روسيا تحشد 45 الف جندي على الحدود الاوكرانية.

واعتبرت واشنطن ان هذه المناورات "ليس من شانها سوى زيادة حدة التوتر"، فيما اكدت الخارجية الاميركية ان لديها ادلة جديدة على ان روسيا "تدرب الانفصاليين وتزودهم بالاسلحة والعتاد".

كما اعلنت وزارة الخارجية ان "قوات روسية اضافية لا تزال تصل على طول الحدود الاوكرانية وروسيا تواصل اعادة تمركز قواتها عبر المنطقة".

وتفاقم الخلاف بين الغربيين وموسكو مع تحطم طائرة تابعة للخطوط الجوية الماليزية في 17 تموز اثر اصابتها بصاروخ يرجح ان يكون اطلق من مناطقة سيطرة الانفصاليين، وعلى متنها 298 شخصا.

ويواصل نحو 110 خبراء من هولندا واستراليا عمليات البحث عن اشلاء ضحايا الطائرة.

واعلنت اليابان وسويسرا الثلاثاء عن عقوبات اضافية تقضي بتجميد ارصدة 40 شخصا وشركة من الانفصاليين والروس متهمين بالمساهمة في زعزعة الاستقرار في اوكرانيا.

التعليقات 0