إستمرار نقل مساعدات انسانية وانفخاض اعداد النازحين شمال العراق

Read this story in English W460

يتواصل نقل المساعدات الانسانية الى اقليم كردستان، شمال العراق، حيث لجأ الاف النازحين اثر تقدم مقاتلي تنظيم "الدولة الاسلامية" المتطرف في مناطق متفرقة شمال البلاد فيما تواصل قوات اميركية تنفيذ ضربات جوية، وسط انخفاض عدد الايزيديين العالقين في جبل سنجار.

وقالت مفوضية الامم المتحدة للاجئين ان عشرات الآلاف من المدنيين بينهم عدد كبير من افراد الاقلية الايزيدية مطوقون في جبال سنجار من قبل مقاتلي "الدولة الاسلامية" التي تسيطر على مناطق واسعة من العراق وسوريا.

لكن المتحدث باسم وزارة الدفاع الاميركية العقيد بحري جون كيربي قال في بيان ان "هناك عددا اقل بكثير من الايزيديين في جبل سنجار مما كان يخشى سابقا"، مؤكدا ان هؤلاء يعيشون "في ظروف افضل مما كان يتوقع".

واوضح ان اعداد الايزيديين في جبل سنجار تضاءلت لان الالاف منهم نجحوا على مدى الايام الاخيرة في مغادرة الجبل تحت جنح الظلام.

واكد على اهمية المساعدات الانسانية والضربات الجوية اليومية التي تنفذها القوات الاميركية ضد مواقع مسلحي  تنظيم الدولة الاسلامية، منذ الثامن من الشهر الحالي.

وقال المتحدث ان النازحين الذين ما زالوا مختبئين في الجبل "يواصلون الحصول على الغذاء والماء" اللذين تلقيهما بالمظلات طائرات اميركية.

وتم نقل مساعدات انسانية اميركية وبريطانية خلال الايام الاخيرة الى جبل سنجار كما ارسلت فرنسا واستراليا مساعدات مماثلة.

وطرد تنظيم الدولة الاسلامية عشرات الالاف من المدنيين خارج مناطقهم منذ موجة الهجمات الشرسة التي بدأ بتنفيذها في التاسع من حزيران الماضي، في مناطق متفرقة شمال العراق.

وخلال الايام العشرة الماضية، وجه مسلحو الدولة الاسلامية هجماتهم الى مناطق قريبة من اقليم كردستان وطردوا خلال زحفهم عشرات الالاف من الاقليات المسيحية والايزيدية من سنجار وقرة قوش التي باتت تحت سيطرة هؤلاء الاسلاميين المتطرفين. و تحاول القوات الكردية بذل كل مابوسعها لوقف زحفهم.

ولجا آلاف النازحين الايزيديين الى دهوك، احدى مدن اقليم كردستان الرئيسية، فرارا من قراهم في سنجار بعد ان عاشوا مواقف مروعة وقتل ابنائهم وخطفت نسائهم.

ويقول حميد كوردو الذي منحوه 72 ساعة لاتخاذ موقف نهائي انهم "يقولون للناس اما تنضمون الى الاسلام او تموتون".

ونقلت بريطانيا ليلة الاربعاء الخميس مساعدات انسانية للمدنيين في شمال العراق منها 48 الف لتر من الماء والف مصباح يعمل على الطاقة الشمسية وبامكانه شحن الهاتف النقال والف واقي من حرارة الشمس، خصوصا مع ارتفاع درجات الحرارة لاكثر من اربعين درجة مئوية.

واضافة الى المساعدات الانسانية، قررت دول غربية تقديم اسلحة الى القوات الكردية لمساعدتها في وقف تقدم مسلحي "الدولة الاسلامية".

وفي هذا السياق اعلنت الرئاسة الفرنسية الاربعاء في بيان ان رئيس الدولة فرنسوا هولاند قرر بالاتفاق مع بغداد، نقل اسلحة في الساعات المقبلة الى كردستان.

واعتبرت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل الضربات الاميركية ضد تنظيم الدولة الاسلامية في العراق "مهمة جدا" لكنها قالت ان بلادها لا تعتزم تقديم سوى "مساعدة مادية" للمقاتلين الاكراد، في مقابلة صحافية.

كما دعا الاتحاد الاوروبي لعقد اجتماع طارىء لوزراء الخارجية الجمعة، لاقامة جسر جوي لنقل المساعدات الانسانية الى العراق وتزويد المقاتلين الاكراد بالاسلحة للتصدي لتقدم مقاتلي الدولة الاسلامية.

وعلى المستوى السياسي، يقوم رئيس الوزراء العراقي المكلف حيدر العبادي الذي تلقى دعما دوليا كبيرا، بالتنسيق مع القوى السياسية بهدف الاتفاق على تشكيل الحكومة في موعد اقصاه التاسع او العاشر من ايلول القادم.

فيما اعلن رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي، رغم دعم حلفائه في مقدمتهم الولايات المتحدة الاميركية وايران لعبادي، تمسكه بالسلطة وعدم تخليه عن المنصب حتى صدور قرار من المحكمة الاتحادية.

من جانبه، دعا المرجع الشيعي الابرز اية الله علي السيستاني في رسالة كشف عنها الاربعاء الى اختيار رئيس وزراء جديد في العراق يحظى ب"قبول وطني واسع" مؤكدا ضرورة الاسراع في اختيار "رئيس جديد للوزراء يحظى بقبول وطني واسع" في اشارة الى رفض غالبية المكونات التعاون مع المالكي.

لكن المالكي يصر على حقه في تولي رئاسة الوزراء لولاية ثالثة، لحصول ائتلافه على اعلى عدد للاصوات في الانتخابات التشريعية التي جرت في الثلاثين من نيسان الماضي، رغم رفض غالبية الكيانات السياسية لمطلبه.

اضافة الى الانتقادات الحادة لسياسيته في ادارة البلاد وبينها تهميش العرب السنة وهو الامر الذي اعتبره كثيرون عاملا رئيسيا في دعم نشاط الجهاديين السنة.

 

التعليقات 0