من هو تنظيم "الدولة الإسلامية" الذي يرزع الرعب ومن هم مقاتلوه وممولوه؟
Read this story in Englishاثارت الاعمال الوحشية التي ينفذها تنظيم "الدولة الاسلامية" في سوريا والعراق، وآخرها قطع راس صحافي اميركي وعرض صوره على الانترنت، استنفار العالم المذعور من تنامي قوة هذه المجموعة المتطرفة التي وصفها الرئيس الاميركي باراك اوباما ب"السرطان" الواجب استئصاله.
- من هو تنظيم "الدولة الاسلامية"؟
انطلق من العراق في 2006 من نواة مؤلفة من تنظيم القاعدة الذي كان يستهدف بعملياته الانتحارية وتفجيراته المتنقلة الوجود الاميركي في العراق ما بعد صدام حسين والمواقع الشيعية، وحمل اسم "الدولة الاسلامية في العراق". لكن أسلوبه العنيف ما لبث أن أثار غضب شريحة من السكان السنة ايضا، فتشكلت "مجالس الصحوات" التي نجحت في طرده من مناطق سنية واسعة. في 2013، ظهر في سوريا، معلنا ضم جبهة النصرة، الذراع الرسمي لتنظيم القاعدة في سوريا اليه، ومقدما نفسه باسم "الدولة الاسلامية في العراق والشام" الذي عرف اختصارا باسم "داعش". الا ان النصرة رفضت الدمج، وتدور معارك بينهما منذ بداية العام 2014. وكان ذلك مقدمة لانفصاله عن تنظيم القاعدة بزعامة ايمن الظواهري.
في نهاية حزيران 2014، اعلن التنظيم الجهادي المتطرف الذي بات يعرف باسم "داعش" تغيير اسمه الى "الدولة الاسلامية". كما اعلن اقامة الخلافة الاسلامية منصبا زعيمه ابو بكر البغدادي خليفة عليها.
جاء ذلك بعدما شن هجوما واسعا في شمال العراق وغربه استولى خلاله على اراض شاسعة من الجيش العراقي، واستكمله بتوسيع رقعة سيطرته في شمال وشرق سوريا على حساب النظام ومقاتلي المعارضة السورية على حد سواء.
- من هم مقاتلوه؟
لا يوجد عدد موثق لعدد مقاتلي "الدولة الاسلامية"، لكن المرصد السوري لحقوق الانسان يقدر عدد مقاتلي التنظيم باكثر من خمسين الفا في سوريا، بينهم اكثر من 20 الفا من غير السوريين من الشيشان واوروبا والصين ودول الخليج.
في العراق، يقدر استاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد والخبير في الشؤون الامنية احمد شريفي العدد بما بين ثمانية الى عشرة الاف، ستون في المئة منهم عراقيون.
ويستخدم التنظيم، كما كل الحركات الاسلامية المتطرفة خلال السنوات الاخيرة، مواقع التواصل الاجتماعي على الانترنت لتجنيد مقاتلين جدد.
- لماذا يجذب التنظيم الجهاديين الاجانب؟
تعبر دول اوروبية عدة عن قلقها البالغ من توجه مواطنين منها الى سوريا للقتال في صفوف "الدولة الاسلامية". ويرى الكاتب والصحافي اللبناني في صحيفة "الحياة" حازم الامين ان "نوع العنف الذي يعتمده داعش يخاطب في جزء منه مزاج الغربيين الميالين الى هذا النمط من الحياة. انه استعراض قوة هوليوودي الطابع الى حد بعيد". ويشير الى ان "داعش" يقدم "اسلاما جديدا مبتكرا مختلفا عن اسلام القاعدة". كما ان المال هو عنصر جذب آخر اساسي.
- اين يتواجد تنظيم "الدولة الاسلامية"؟
يسيطر تنظيم "الدولة الاسلامية" على جزء كبير من شمال سوريا من مدينة منبج الحدودية مع تركيا في محافظة حلب في اتجاه الشرق مرورا بمحافظة الرقة بمجملها تقريبا ومناطق في محافظة الحسكة وصولا الى مدينة البوكمال الواقعة على الحدود مع العراق من ضمن مساحة واسعة في محافظة دير الزور. أما في العراق، فيسيطر التنظيم على مساحة شاسعة في غرب البلاد حيث المحافظات ذات الغالبية السنية، وصولا الى مدينة الموصل في الشمال.
وتقدر مساحة الاراضي التي يسيطر عليها التنظيم ب25 في المئة من اراضي سوريا واربعين في المئة من مساحة العراق، اي ما يساوي بحسب الاختصاصي في الجغرافيا السورية فابريس بالانش مساحة بريطانيا (237 الف كيلومتر مربع). "الا ان غالبية الاراضي التي يتواجد فيها في العراق صحراوية (مثل محافظة الانبار) ما يخفف من سيطرته الفعلية على الارض".
- ما هي مصادر تمويل التنظيم؟
يسود اعتقاد بان تنظيم "الدولة الاسلامية" لا يتلقى الدعم المالي من دولة محددة، ويشدد خبراء على ان الجزء الاكبر من تمويله ذاتي، بالاضافة الى مساهمات من اشخاص وشركات في دول الخليج. الا ان وزيرا المانيا اتهم الاربعاء دولة قطر بهذا التمويل.
ويقول الخبير الفرنسي في الحركات الاسلامية رومان كاييه لوكالة فرانس برس ان "بعض النافذين في دول الخليج يؤمنون خمسة في المئة من تمويل التنظيم الذي لديه ثلاثة مصادر تمويل اساسية اخرى: الضرائب التي يفرضها على السكان، آبار النفط التي سيطر عليها ويبيع انتاجها الخام، بالاضافة الى اموال الفديات الناتجة عن عمليات الخطف التي يقوم بها وتستهدف اجمالا مواطنين وصحافيين اجانب.
ويقول شريفي ان من مصادر التمويل ايضا بيع قطع اثرية غنمتها الدولة من العراق، بينما يضيف الامين مبالغ تدفعها العشائر السنية للتنظيم.
- ما هي اساليب عمل "الدولة الاسلامية"؟
يعتمد على الترهيب عنصرا اساسيا في الحصول على الولاء او المبايعة من السكان والمجموعات المسلحة. منذ عودته بقوة الى العراق، نفذ عمليات تهجير واسعة لمواطنين مسيحيين ويزيديين واكراد من المناطق التي استولى عليها بعد ان خيرهم بين الرحيل او اشهار اسلامهم. وصادر ممتلكاتهم. ويتعمد نشر الرعب عبر اساليب القتل المروعة التي يستخدمها ضد كل من يخالفه، من ذبح وقطع رؤوس، الى صلب ورجم بالحجارة... وينشر صور "انجازاته" على الانترنت. في المناطق التي يسيطر عليها، يفرض النقاب على النساء واطلاق اللحى على الرجال، بالاضافة الى منع الكحول والتدخين وكل انواع التسلية...
- ما هو مستقبل هذه الظاهرة؟
يؤكد كاييه ان هدف "داعش" الاساسي تثبيت دعائم "دولته" والتوسع حيث يمكنها التوسع. الا ان آخرين يعتقدون انه لن يعيش طويلا.
ويتوقع الامين "ضربة غربية" تستهدف التنظيم في المدى المنظور لا يعرف شكلها وحجمها، معتبرا ان "العالم لا يتحمل هذه الظاهرة التي شوهت صورته". ويرى ان "داعش اهان الغرب واستخف به ولو لم يستهدفه مباشرة على ارضه، من خلال عملية التطهير العرقي وعمليات القتل الوحشية. هذه امور لم تعد مسموحة. هذا التنظيم لا مستقبل له".