كيري يبدأ في بغداد جولة لبناء تحالف ضد الجهاديين ويعلن إعادة "تكوين" الجيش العراقي وتدريبه

Read this story in English W460

قال وزير الخارجية الاميركي جون كيري في بغداد الاربعاء ان "التحالف الدولي سيهزم الاسلاميين المتطرفين" في العراق وسوريا، وذلك قبل ساعات من اعلان الرئيس باراك اوباما عن توسيع الضربات ضد تنظيم الدولة الاسلامية المتطرف. 

ويقوم كيري بجولة في الشرق الاوسط ترمي الى تشكيل تحالف واسع ضد تنظيم الدولة الاسلامية.

وقال كيري خلال مؤتمر صحافي بعد لقائه مسؤولين عراقيين "نعلم جميعا، واعتقد اننا توصلنا الى ذلك بكل ثقة، ان تحالفنا الدولي سينجح في القضاء على التهديد في العراق والمنطقة والعالم".

كما اكد كيري على انه ستعاد هيكلة الجيش العراقي في اطار الاستراتيجية الشاملة التي سيعلن عنها اوباما. 

واوضح "ستتم اعادة هيكلة الجيش العراقي وتدريبه (..) من خلال عدد من الاستراتيجيات المختلفة وبمساعدة دول اخرى وليس الولايات المتحدة وحدها".

وتاتي تصريحات كيري بعد محادثات مع قادة العراق الجدد حول دورهم في الجهود لمواجهة تنظيم الدولة الاسلامية الذي يسيطر على مناطق شاسعة في العراق وسوريا. 

وتواجه الادارة الاميركية انتقادات متزايدة بسبب عدم قيامها بعمل قوي ضد مسلحي "الدولة الاسلامية" الذين ارتكبوا سلسلة من الفظائع عرضوا مشاهدها المريعة على الانترنت. 

وتزامنت الزيارة مع مقتل 12 شخصا على الاقل في تفجير سيارتين مفخختين يقود احداهما انتحاري.

وقال ضابط برتبة عقيد في الشرطة لوكالة فرانس برس ان "12  شخصا بينهم اثنان من الشرطة قتلوا واصيب 31 اخرون بجروح في تفجير سيارة مفخخة يقودها انتحاري قرب حاجز تفتيش للشرطة اعقبها انفجار سيارة" .

وتسارعت الجهود الدولية لصد التهديد المتزايد للتنظيم الاسلامي المتشدد. وفي هذا السياق يزور الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند العراق الجمعة قبل تنظيم مؤتمر في باريس حول الامن في العراق.

من جهته، اعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الاربعاء ان فرنسا ستشارك "اذا اقتضت الضرورة في عمل عسكري جوي" في العراق، متداركا ان تحرك باريس لن يخضع للمعايير نفسها في سوريا.

وسبق ان ابدت فرنسا استعدادها للمشاركة في عملية عسكرية في المنطقة ضد تنظيم "الدولة الاسلامية" بقيادة الولايات المتحدة. وهي المرة الاولى يتحدث وزير فرنسي عن ضربات جوية.

واضاف فابيوس "لا بد من تعبئة دولية للرد على هذا الخطر الذي يمكن ان يبلغ اراضينا. ثمة مئات من الفرنسيين الجهاديين في العراق وسوريا".

وتابع "في سوريا الوضع مختلف. (الرئيس) بشار الاسد لا يمكنه ان يكون شريكا بعدما ثبت تواطؤه مع داعش (الدولة الاسلامية). لذا نواصل مساعدة المعارضة السورية المعتدلة التي تقاتل في ان واحد داعش ونظام الاسد".

ودعا رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي خلال اللقاء مع  كيري الى دعم دولي لمحاربة المتطرفين الذين يسيطرون على مناطق واسعة في البلاد.

واكد مستخدما نفس التسمية التي اطلقها الرئيس الاميركي "اننا مصممون على محاربة هذا السرطان في العراق".

ورحب العبادي بالتحركات التي تهدف الى بناء تحالف دولي لمواجهة "تنظيم داعش الارهابي" مشيرا الى ان العراق يرحب بأي "جهد دولي لمساعدته في حربه ضد هذه العصابات"، بحسب بيان رسمي .

واشاد كيري بالتزامات العبادي "المهمة" من حيث اعادة بناء الجيش والقتال ضد الدولة الاسلامية والاصلاحات الواسعة المطلوبة في العراق والتي وصفها بالضرورية من اجل جمع "كافة شرائح المجتمع على طاولة المفاوضات".

ويعاني العراق انقسامات حادة بين مختلف طوائفه خصوصا السنة والشيعة، ويتهم رئيس الوزراء الاسبق نوري المالكي بتحمل مسؤولية ما آلت اليه اوضاع البلاد.

وسيتوجه كيري الخميس الى جدة غربي السعودية للقاء وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي التي طلبت الحصول على مزيد من التفاصيل بخصوص مشاركتها في التحالف.

كما سيحضر ممثلون عن العراق والاردن ومصر وتركيا هذا الاجتماع الذي اعلن عنه بعد اعلان دول الجامعة العربية تصميمها على "التصدي لجميع التنظيمات الارهابية" بما فيها تنظيم "الدولة الاسلامية".

واعلن البيت الابيض ان الرئيس الاميركي باراك اوباما اتصل هاتفيا الاربعاء بالعاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز قبل ساعات من خطابه الذي من المقرر ان يعرض فيه خطته للتحرك ضد تنظيم الدولة الاسلامية.

ويعقد اوباما اجتماعا الاربعاء مع اعضاء مجلس الامن القومي الذي يضم بشكل خاص نائب الرئيس جو بايدن ووزير الدفاع تشاك هيغل.

وسرعت الولايات المتحدة تحركاتها في اعقاب قمة الحلف الاطلسي الجمعة حيث وضع عدد من الدول اسس هذا التحالف ضد التنظيم المتشدد السني المؤلف من الاف المسلحين، الذين يتم تجنيد بعضهم في الغرب.

ويتوقع ان يكشف الرئيس الاميركي مساء الاربعاء (في الساعة 01,00 ت غ الخميس) استراتيجية بلاده من اجل "انهاك" تنظيم الدولة الاسلامية والقضاء عليه.

لكنه يستعد لاعطاء الضوء الاخصر لتوجيه ضربات جوية في سوريا ضمن استراتيجية محاربة تنظيم الدولة الاسلامية، بحسب صحيفتين اميركيتين.

وافادت نيويورك تايمز وواشطن بوست ان اوباما مستعد لتوسيع حملة الضربات الجوية الى سوريا بعد بدئها في العراق ضد تنظيم الدولة الاسلامية الذي يسيطر على مساحات شاسعة في البلدين.

ونقلت نيويورك تايمز عن مسؤول حكومي رفيع تاكيده ذلك في حين نسبته الصحيفة الاخرى الى خبراء في السياسة الخارجية اجرى الرئيس الاميركي مشاورات معهم هذا الاسبوع.

وصرحت المساعدة السابقة في وزارة الدفاع ميشال فلورنوي لواشنطن بوست ان تنظيم "الدولة الاسلامية" "لا يحترم الحدود الدولية. لا يمكننا ان نترك لهم ملاذا (...). سيكون الرئيس واضحا جدا". وفلورنوي كانت احد الخبراء الذين التقوا اوباما الاثنين.

تاسس التنظيم المتطرف عام 2006 تحت مسمى "الدولة الاسلامية في العراق" وكان مرتبطا بتنظيم القاعدة ثم وسع نشاطاته الى سوريا عام 2013 تحت تسمية "الدولة الاسلامية في العراق والشام" (داعش) الامر الذي رفضه زعيم القاعدة ايمن الظواهري.

ويرتكب التنظيم اعمالا دموية وفظائع فضلا عن الاغتصاب والاضطهاد بحق الاقليات خصوصا.

التعليقات 0