زعيم حرب ورجل يحن الى لينين على رأس المنطقتين المتمردتين في شرق اوكرانيا
Read this story in English
يبدو الكسندر زاخارتشنكو قائد الوحدات المتمردة التي تواجه قوات كييف و"رئيس وزراء جمهورية دونيتسك الشعبية" واثق من انه سيصبح اليوم الاحد اول رئيس لهذه المنطقة لانفصالية الموالية لروسيا في شرق اوكرانيا.
واكد زاخارتشنكو (الصورة) في لقاء مع طلاب في دونيتسك الجمعة ان طموحه هو ان "يبني دولة جديدة ستصبح شرعية بعد الانتخابات وان يستعيد اراضي في الشرق تخضع لسلطة اوكرانيا حاليا".
ويقول رجل الاعمال البالغ من العمر 38 عاما انه باع شركته لتمويل مجموعة عسكرية متمردة. وقد شارك في الهجوم الذي شنه المتمردون على مقر الادارة الاقليمية لدونيتسك في 16 نيسان. وهذه الحادثة التي شكلت بداية التمرد على كييف تلاها اعلان استقلال "جمهورية دونيتسك" و"جمهورية لوغانسك" المجاورة ومعارك اودت بحياة اكثر من اربعة آلاف شخص حتى الآن.
وتشدد السيرة الذاتية الرسمية له على ان والده كان عامل منجم لمدة ثلاثين عاما وهي نقطة مهمة في هذه المنطقة في دونباس التي يعتمد كل اقتصادها على حوض المناجم.
وكان زاخارتشنكو احد القادة العسكريين في سلافيانسك معقل الانفصاليين الذي استعادته القوات الاوكرانية في تموز بعد معارك عنيفة. لكنه ليس بالشهرة التي يتمتع بها زعماء حرب مثل "موتورولا" او "جيفي" اللذين ينشطان حاليا في منطقة المطار في دونيتسك ويلقيان تأييدا كبيرا من المتمردين.
عين الكسندر زاخارتشنكو "رئيسا للوزراء" في آب الماضي عندما حلت شخصيات من المنطقة محل عدد كبير من المواطنين الروس في المناصب الرئيسية في "جمهورية دونيتسك" في عملية تشكل على ما يبدو منعطفا في توجه الكرملين بشأن تورط روس رسميا في الوضع.
ونفى الرجل باستمرار ان يكون جنود روس جاؤوا لمساعدة المتمردين في شرق اوكرانيا. ويرد على هذه الاتهامات التي كررها الاتحاد الاوروبي وواشنطن مرارا، بالقول "لو كانت روسيا ارسلت قوات الينا لتحدثنا عن معارك في محيط كييف او الاستيلاء على لفيف" غرب اوكرانيا.
الا انه عبر في المقابل عن ارتياحه لوجود "آلاف المتطوعين" الذين قدموا من روسيا. وقال ان "المتطوعين الروس كانوا دائما على رأس الذين يساعدون الشعوب الاخرى من اجل الحرية والاستقلال. هذا ما حدث في اسبانيا وصربيا واليوم هنا".
كان زاخارتشنكو احد الذين شاركوا في المفاوضات التي ادت الى توقيع اتفاق مينسك في الخامس من ايلول الذي ينص على وقف لاطلاق النار ويمهد الطريق نظريا لعملية سلام. وقال الجمعة لصحافيين "نحترم ما وقعناه في مينسك".
وفي الوقت نفسه اكد انه يريد ان يستعيد بالقوة عدة مدن في شرق اوكرانيا وجنوبها بما في ذلك مرفأ ماريوبول الذي يخضع للقوات الاوكرانية حاليا. وقال "يجب ان نستعيد كل اراضينا بالتفاوض او بغير ذلك"، مؤكدا انه "يستعد للحرب" ويتوقع استئناف "معارك كثيفة جدا".
لكن الرجل لا اوهام لديه بشأن الاعتراف بجمهوريته المعلنة من جانب واحد. وقال "على الارجح لن يتم الاعتراف بنا. من جهة هذا الامر سىء، لكنه من جهة اخرى جيد جدا. فعدم الاعتراف يعني كسب المزيد بدون التزامات دولية".
وفي لوغانسك، يتمتع رئيس "الجمهورية" المتمردة ايضا ايغور بلوتنيتسكي بفرص الفوز في الانتخابات في مواجهة مرشحين شبه مجهولين.
وكان هذا العسكري السابق البالغ من العمر 50 عاما انتقل الى العمل في التجارة بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، ثم الى الدفاع عن المستهلكين. وبعد ان كان "وزيرا للدفاع" في المنطقة الانفصالية، عين "رئيسا لجمهورية" لوغانسك في آب الناضي خلفا للزعيم انفصالي فاليري بولوتوف.
واتهم القضاء في كييف في بلوتنيتسكي الخميس بانه سلم روسيا قائدة الطائرات العسكرية الاوكرانية ناديا سافتشنكو الى روسيا حيث تتهمها موسكو بالمشاركة في عملية اودت بحياة صحافيين روسيين في حزيران في شرق اوكرانيا.
ووصف بلوتنيتسكي المتمسك جدا بالماضي السوفياتي والارث الشيوعي كغيره من معظم القادة المتمردين، "بالابادة المعنوية" تفكيك تمثال لينين في خاركوف المدينة الكبيرة في شرق اوكرانيا التي مازالت كييف تسيطر عليها.