أوباما: زيادة عدد القوات الاميركية في العراق تؤشر الى مرحلة جديدة

Read this story in English W460

أعلن الرئيس الاميركي باراك اوباما الاحد ان زيادة عدد الجنود الاميركيين في العراق لتدريب القوات الامنية العراقية يؤشر الى "مرحلة جديدة" في الحملة ضد تنظيم الدولة الاسلامية، في وقت تتحقق بغداد من مصير زعيم التنظيم اثر ضربات جوية للتحالف الدولي.

واعلن الجيش الاميركي السبت ان طيران التحالف الذي تقوده واشنطن استهدف الجمعة تجمعا لقادة في التنظيم قرب الموصل في شمال العراق، دون ان يتمكن من التأكد ما اذا كان زعيمه ابو بكر البغدادي ضمن هؤلاء.

واتى الاعلان عن هذه الغارات غداة اجازة اوباما ارسال نحو 1500 جندي اضافي الى العراق لتدريب القوات العراقية والكردية لقتال التنظيم المتطرف، في خطوة لاقت ترحيب حكومة رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، رغم اعتبارها "متأخرة بعض الشيء".

وقال اوباما شبكة "سي بي اس نيوز" الاخبارية الاحد ان "المرحلة الاولى كانت تشكيل حكومة عراقية شاملة وذات مصداقية، وقد تم ذلك".

اضاف "بدلا من مجرد محاولة وقف تقدم تنظيم الدولة الاسلامية، نحن الان في وضع يؤهلنا للبدء ببعض الهجوم"، مؤكدا ان القوات الاميركية لن تشارك في القتال، بل ستركز على تدريب المجندين العراقيين وعدد من العشائر السنية التي تقاتل التنظيم الجهادي.

واكد اوباما "سنزودهم بالدعم الجوي عندما يصبحون مستعدين للبدء بالقتال ضد تنظيم الدولة الاسلامية .. ولكن قواتنا لن تخوض القتال". 

ولم يستبعد اوباما ارسال مزيد من القوات مستقبلا، الا انه اكد ان الخطة الحالية تقضي بتراجع عدد الجنود في العراق مع مرور الوقت.

وينتشر حاليا نحو 1400 جندي اميركي بينهم 600 مستشار عسكري في بغداد واربيل (عاصمة اقليم كردستان العراق)، اضافة الى 800 آخرين لحماية السفارة الاميركية في بغداد ومطار العاصمة. وسيتولى الجنود الاضافيون تدريب القوات في مراكز بشمال العراق وغربه وجنوبه.

واعلنت الحكومة العراقية في بيان السبت انها "طالبت التحالف الدولي قبل فترة بالمساهمة في تدريب وتسليح القوات العراقية لمساعدته في الوقوف بوجه ارهاب داعش (...) بناء على ذلك بدأوا الان بارسال المدربين".

واكدت ان "هذه الخطوة متأخرة بعض الشيء الا اننا نرحب بها ونعدها جاءت بالسياق الصحيح".

وادى هجوم تنظيم الدولة الاسلامية في حزيران الى انهيار العديد من قطعات الجيش لا سيما في محافظة نينوى (شمال)، حيث أخلى الضباط والجنود مواقعهم وتركوا آلياتهم، وبينها اسلحة ثقيلة، لتقع بايدي مقاتلي تنظيم الدولة الاسلامية.

ويرى خبراء ان القوات العراقية تعاني في مجال التدريب والتجهيز ما يحد من قدرتها على استعادة السيطرة على مناطق "الدولة الاسلامية" الذي يسيطر على مدن كبرى، ابرزها الموصل، ثاني كبرى المدن العراقية.

وقال مسؤول رفيع في الاستخبارات العراقية رفض كشف اسمه الاحد لوكالة فرانس برس انه "لغاية الآن لم تتوفر معلومات دقيقة" عن البغدادي، اثر غارات التحالف الجمعة.

اضاف ان المعلومات عن مقتله هي "من مصادر غير رسمية ولم يتم تأكيدها الى حد الآن، ونحن نعمل على ذلك".

وبحسب القيادة الوسطى للجيش الاميركي، شن التحالف السبت سلسلة ضربات ضد "تجمع لقادة تنظيم الدولة الاسلامية بالقرب من الموصل". ودمرت الغارات قافلة مؤلفة من "عشر شاحنات مدرعة" تابعة للتنظيم.

واوضح الناطق باسم القيادة باتريك رايدر ان الاخيرة "لا تستطيع تأكيد ما اذا كان زعيم الدولة الاسلامية ابو بكر البغدادي مشاركا" في الاجتماع. 

وتعرض واشنطن مكافأة قدرها عشرة ملايين دولار لمن يساهم في اعتقال البغدادي. وظهر البغدادي للمرة الاولى في شريط مصور في تموز، قال التنظيم انه في احد مساجد الموصل، اولى المناطق التي سقطت في يد التنظيم في حزيران. 

واتى التسجيل بعد ايام من اعلان اقامة "الخلافة الاسلامية" في المناطق التي يسيطر عليها التنظيم في سوريا والعراق، وتسمية البغدادي "خليفة".

وقال رئيس اركان القوات المسلحة البريطانية الجنرال نيكولاس هوتون الاحد "لا يمكنني ان اؤكد ان البغدادي قتل، الاميركيون بانفسهم ليسوا حتى الآن في موقع يتيح لهم القيام بذلك".

واضاف في حديث لهيئة الاذاعة البريطانية "بي بي سي"، انه "قد يتطلب الامر اياما للحصول على تأكيد قاطع"، مشيرا الى ضرورة "عدم الاسراع لافتراض ان امكانية مقتل احد قادتهم (...) سيؤدي الى تراجع استراتيجي لتنظيم الدولة الاسلامية. سيجددون قيادتهم".

وتعد بريطانيا احدى ابرز الدول المشاركة في التحالف ضد التنظيم.

واعلن التنظيم في بيان الاحد ان جهاديا بريطانيا هو "ابو سمية البريطاني"، نفذ الجمعة تفجيرا انتحاريا اودى بحياة ضابط برتبة لواء في الشرطة، في مدينة بيجي (200 كلم شمال بغداد) حيث تتقدم القوات العراقية على حساب التننظيم في هذه المدينة القريبة من كبرى مصافي النفط في البلاد.

في بغداد، قتل 37 شخصا على الاقل السبت في ستة تفجيرات بسيارات مفخخة استهدفت مناطق ذات غالبية شيعية، واصيب اكثر من 100 بجروح، بحسب مصادر امنية وطبية.

في سوريا، قتل 21 مدنيا واصيب نحو 100 بجروح في قصف جوي للنظام السوري استهدف مدينة الباب (شمال) التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الاسلامية، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

ويسيطر التنظيم على مناطق واسعة في شمال سوريا وشرقها، ويشن منذ منتصف أيلول هجوما على مدينة عين العرب (كوباني بالكردية) الحدودية مع سوريا، حيث يواجه مقاومة شرسة من المقاتلين الاكراد.

وافاد المرصد الاحد ان معارك عين العرب التي يتخللها قصف جوي من التحالف لدعم المقاتلين الاكراد، اودت باكثر من الف شخص، بينهم 609 مقاتلين من التنظيم.

التعليقات 0