اتفاق حول حرية التجارة بين استراليا والصين بعد 9 سنوات من المفاوضات

Read this story in English W460

وقعت استراليا والصين الاثنين اتفاقا لحرية التجارة بعد تسع سنوات من المفاوضات، يمكن ان يفتح امام كانبرا اسواقا جديدة بمليارات الدولارات بعد انتهاء العصر الذهبي لمناجمها.

وقال رئيس الوزراء الاسترالي توني ابوت ان 95% من الصادرات الاسترالية الى الصين ستكون معفاة من الرسوم الجمركية بموجب هذا الاتفاق الذي "سيحمل المليارات الى الاقتصاد وسيخلق وظائف ويحسن مستوى المعيشة"، مرحبا ب"اكبر اتفاق تبرمه الصين على الاطلاق".

ولفت الى "انه يفتح ابواب استراليا وابواب الصين"، مضيفا "ان الشركات الاسترالية سيكون لها منفذ غير مسبوق الى ثاني اقتصاد في العالم".

من جهته رحب الرئيس الصيني شي جينبينغ ب"شراكة استراتيجية شاملة" جديدة. وقال "سيكون لدينا اسواق اوسع" و"شروط ملائمة افضل".

وانقضى العصر الذهبي للمناجم بالنسبة لاستراليا التي باتت تبحث عن بديل للنمو. لاسيما وان تباطوء الاقتصاد الصيني الذي يعد اول مستورد عالمي للفحم وتراجع اسعار المواد الاولية يؤثران سلبا على اقتصادها. وكانت استراليا ثاني مصدر عالمي للفحم حتى ذلك الحين محصنة بفضل قطاعها المنجمي وبقيت في منأى عن الازمة المالية العالمية في 2008.

اما الصين فتعد الشريك التجاري الاول لاستراليا مع مبادلات بين البلدين تجاوزت قيمتها 150 مليار دولار استرالي (104 مليار يورو).

واضاف ابوت ان هذا الاتفاق "يحسن الى حد كبير موقعنا في قطاعات اساسية مثل الزراعة والطاقة والثروات الطبيعية وصادرات المنتجات المصنعة والخدمات والاستثمارات".

وستلغى الرسوم الجمركية بشكل خاص بالنسبة لصناعة مشتقات الحليب الاسترالية وبعض منتجات الطاقية وبعض الموارد الطبيعية، وحتى بالنسبة لمشتقات الحليب بشكل خاص، وكذلك منتجات الحدائق والبساتين. وسيحظى مربو الابقار والخراف الاستراليون بخفض الرسوم.

وعلق وزير الزراعة برنابي جويس على الاتفاق بقوله "ان تمكنا من تعويض نتائج" تغير وضع القطاع المنجمي من خلال "تصدير منتجاتنا من مشتقات الحليب وابقارنا وانواع نبيذنا ومنتجات بساتيننا وكرومنا واسماكنا ستكون لدينا عندئذ نتيجة جيدة".

وفي استراليا سيكون بامكان المستثمرين ضخ حتى مليار دولار استرالي بدون اذن مسبق من مجلس مراقبة الاستثمارات الاجنبية، ما عدا مجالات الزراعة والصناعة الغذائية الزراعية.

وكانت المفاوضات قد بدأت في 2005 لكنها اصطدمت خصوصا بشروط بكين التي كانت تريد الغاء القيود المفروضة على الاستثمارات الصادرة عن شركات حكومية. لكن محادثات اللحظة الاخيرة سمحت بحلحلة الوضع واعلان اتفاق اثناء زيارة دولة للرئيس الصيني الذي شارك في عطلة نهاية الاسبوع في قمة مجموعة العشرين في بريزبين.

وتفاوتت اراء المحللين بشأن اهمية الاتفاق الذي يفترض ان يراجعه البرلمان الاسترالي ليدخل حيز التطبيق. فيرى البعض ان فوائد مثل هذه الاتفاقات يصعب تقييمها، بينما يعتبر اخرون امثال بول بلوكهام من مصرف اتش اس بي سي انه خطوة هامة ل"اعادة توازن" الاقتصاد، من "الازدهار المنجمي" الى "الازدهار الغذائي".

التعليقات 0