خرق اتفاق الهدنة في مطار دونيتسك غداة توقيعه
Read this story in English
إتهمت السلطات الاوكرانية الاربعاء المتمردين المؤيدين لروسيا بخرق الهدنة المبرمة الثلاثاء في مطار دونيتسك حيث تدور منذ اشهر اعنف المعارك في شرق اوكرانيا الانفصالي.
وسمع مراسلو فرانس برس على عين المكان الاربعاء ازيز صليات قاذفات صواريخ متعددة الفوهات من نوع غراد في منطقة المطار وذلك حوالي الساعة 11,00 بالتوقيت المحلي (08,00 تغ).
كما شاهد المراسلون على طريق المطار اربع عربات للمتمردين ثلاث عربات مليئة بقاذفات غراد مستعملة واخرى قاذفات غير مستخدمة غير انه لم يكن بامكان المراسلين تحديد ما اذا كانت القذائف اطلقت صباح اليوم.
وقال الكسندر وهو عامل منجم متقاعد كان يقطن مع ابنته عمارة مجاورة للمطار اصبحت انقاضا "نسمع دوي القصف لكن لم نعد نخاف اصبحنا معتادين عليه".
واكد المتحدث العسكري الاوكراني اندري ليسنكو ان اطلاق النار توقف اثناء المفاوضات حول وقف اطلاق النار الثلاثاء لكنه استؤنف حال مغادرة المفاوضين مساء الثلاثاء.
من جهته اعلن قيادي في حركة التمرد اندري بورغين الثلاثاء عن ابرام اتفاق وقف اطلاق النار في مطار دونيتسك بعد مباحثات بين جنرالات روس واوكرانيين والمتمردين ومنظمة الامن والتعاون في اوروبا.
ولم تشر سلطات كييف الى سقوط ضحايا في المعارك بهذه المنطقة وكانت اقرت قبل ايام انه يستحيل الحصول على معلومات موثوق بها بسبب استمرار المعارك المتقطعة.
وياتي استئناف المواجهات في الوقت الذي من المقرر ان يبحث نحو خمسين وزير خارجية في الدول الاعضاء في منظمة الامن والتعاون في بازل بسويسرا بداية من مساء الاربعاء ملف اوكرانيا بامل احراز "خطوة اضافية في اتجاه سلام دائم".
ووصل وزير الخارجية الاميركي جون كيري مساء الاربعاء الى بازل حيث يلتقي الخميس وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف على هامش المؤتمر السنوي لمنظمة الامن والتعاون في اوروبا.
وكانت لاحت آمال ضئيلة الثلاثاء اثر اعلان منظمة الامن والتعاون وقيادات انفصالية التوصل الى اتفاق وقف اطلاق النار بداية من الخامس من كانون الاول في منطقة لوغانسك التي توجد بها نقاط صدام ساخنة مثل قرية ستانيتسا لوغانسكا حيث ابلغ عن قصف مدفعي يومي.
لكن بحسب الخبراء من المبكر جدا تعليق الكثير من الامال على هذه الجهود لوقف المعارك في شرق اوكرانيا التي اوقعت اكثر من 4300 قتيلا خلال اكثر من سبعة اشهر.
يذكر ان اتفاق مينسك للسلام المبرم في ايلول بين كييف والمتمردين بمشاركة موسكو ومنظمة الامن والتعاون، تم خرقه يوميا تقريبا من قبل طرفي النزاع.
واعرب المدير التنفيذي لمنظمة هيومن رايتس ووتش كنيث روث الاربعاء في كييف عن اسفه لغياب "تحقيق كاف" من جانب سلطات كييف اثر اتهامات هذه المنظمة غير الحكومية بشان استخدام الجيش الاوكراني قنابل عنقودية.
وقال في مؤتمر صحافي "بدلا من التوجه الى عين المكان والتثبت من الادلة المقدمة، فقد توجه المحققون الى مخزن الذخيرة وفحصوا السجلات. وانتهوا الى ان هذه الاسلحة لم يتم نقلها".
وقال الرئيس الاوكراني الاسبق ليونيد كوتشما العضو في فريق الوسطاء في نزاع اوكرانيا، الاربعاء ان جولة المباحثات القادمة مع المتمردين يمكن ان تبدأ الاسبوع المقبل وهو ما لم يؤكده المتمردون.
من جانبه قال التمحدث العسكري لوشينكو انه "ثمة مؤشرات تظهر ان المتمردين بدأوا في الانصات الى المفاوضين".
وتبزغ هذه الامال غداة تثبيت البرلمان الحكومة الاوكرانية الجديدة الموالية للغرب والتي تضم للمرة الاولى في صفوف الحكومة الاوكرانية ذوي اصول اجنبية خصوصا في منصب وزير المالية (اميركية عملت سابقا في الخارجية) ووزارة الاقتصاد (ليتواني).
وامام الحكومة مهمة ثقيلة تتمثل في اخراج البلاد من ازمة اقتصادية خانقة والقضاء على فساد مستشر.
وصرف الاتحاد الاوروبي الاربعاء قسطا جديدا من المساعدة لاوكرانيا بقيمة 500 مليون يورو في خطوة "تضامن" لكنه اشترط في المقابل "الحفاظ على نسق الاصلاحات".
ووعد وزير الاقتصاد الجديد ايفاراس ابرومافيسيوش باستخدام "الوسائل الاشد" لتنفيذ هذه الاصلاحات. وقال الاربعاء في تصريحات صحافية "التراخي يعني الفشل".