أوباما ومودي يحققان تقدما في المسـألة النووية ويشيدان بالصداقة بين البلدين
Read this story in English
توصل رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي والرئيس الاميركي باراك اوباما الاحد الى اتفاق على تحريك اتفاق التعاون حول التكنولوجيا النووية المدنية المعطل منذ ست سنوات، فيما اشادا بعهد جديد من الصداقة بين اكبر ديموقراطيتين في العالم.
وبعد ترحيب مودي باوباما ومعانقته عندما نزل من الطائرة الرئاسية التي حطت بعيد الساعة 9,35 (4,05 تغ) في مطار نيودلهي الدولي، اشاد رئيس الوزراء الهندي ب"الانسجام" مع اوباما في اول يوم من الزيارة التي تستمر ثلاثة ايام للعاصمة الهندية.
وقال مودي الذي كانت تعامله واشنطن كشخص غير مرغوب فيه قبل اقل من عام، ان "الصداقة" الجديدة تعكس ودا طبيعيا بين البلدين. والمعروف ا ن البلدين يتطلعان الى مواجهة تصاعد قوة الصين.
ورغم عدم اعلان الزعيمين عن قرارات كبيرة في السياسات باستثناء تحريك الاتفاق النووي، قال مودي ان قرار اوباما بان يصبح اول رئيس اميركي يزور الهند مرتين اثناء توليه منصبه له اهمية رمزية هائلة.
وقال مودي في مؤتمر صحافي مشترك ان "العلاقات بين البلدين تعتمد بشكل اقل على النقاط والفواصل وعلامات الترقيم الاخرى، وبشكل اكبر على العلاقات بين الزعيمين .. والانسجام بينهما".
واضاف "انا وباراك اصبحت بيننا صداقة قوية .. وهذا الانسجام قربنا انا وباراك بشكل اكبر كما قرب بين واشنطن ودلهي وشعبي البلدين بشكل اكبر".
وبعد ان افتتح كلمته ببضع كلمات باللغة الهندوسية، اشاد اوباما ب"الصداقة الشخصية" مع نظيره، وقال ان التقارب عكس التزاما مشتركا بقيم مثل الديموقراطية وريادة الأعمال.
واضاف اوباما "اضافة الى الصداقة الشخصية، فاننا نعكس كذلك الدفء والحب بين الشعبين الهندي والاميركي .. وليس من المفاجئ ان تكون بيننا صداقة لاننا نعكس قيم شعبينا".
واجرى الزعيمان محادثات استمرت اكثر من ثلاث ساعات توجت تحولا كبيرا بين البلدين بعد الخلاف الدبلوماسي في اواخر 2013.
وشكل انتخاب مودي في 2014 تحديا للولايات المتحدة التي ادرجته على القائمة السوداء قبل عقد من الزمن ورفضت منحه تاشيرة دخول عام 2005 بسبب اعمال العنف التي طالت المسلمين في ولاية غوجارات التي كان حاكمها العام 2002.
الا ان السفيرة الاميركية نانسي باول توجهت الى تلك الولاية عندما بدا من المرجح فوز مودي في الانتخابات لينهي هيمنة حزب المؤتمر الذي حكم البلاد مدة عشر سنوات.
ومنذ توليه السلطة بدا ان مودي لا يحمل ضغينة للولايات المتحدة ووجه دعوة شخصية لاوباما لحضور احتفالات يوم الجمهورية ليكون اول رئيس اميركي يحل ضيفا على هذه الاحتفالات التي ستجري الاثنين.
واطلق الحرس الرئاسي 21 طلقة مدفعية لدى وصول اوباما الى القصر وقال الرئيس الاميركي الذي وصل في سيارة فخمة مصفحة يواكبها جنود الخيالة "انه شرف كبير"، معبرا عن امتنانه لهذه "الضيافة الرائعة".
وشارك في مراسم وضع اكاليل الزهور وغرس اشجار عند ضريح المهاتما غاندي الذي قتل العام 1948، وبعد ذلك حضر عشاء رسميا.
لكن المحطة الابرز لالتقاط الصور خلال الزيارة تم الغاؤها. ولن يتوجه اوباما وزوجته الى ضريح تاج محل. واثار قرار اختصار الزيارة للتوجه الى السعودية للتعزية بوفاة الملك عبد الله بن عبد العزيز خيبة امل.
وتاتي زيارة اوباما بعد اشهر من اول زيارة رسمية يقوم بها مودي الى الولايات المتحدة.
وكان ابرز اعلان هو حول الاتفاق النووي الذي واجه سلسلة من التأخيرات منذ توقيعه في 2008.
ومن المقرر ان يمنح الاتفاق الهند امكانية الحصول على التكنولوجيا النووية المدنية، الا انه توقف تنفيذها بسبب مخاوف اميركية حول قوانين الهند الصارمة بشان المسؤولية في حال وقوع حادث نووي.
وقال مودي في مؤتمر صحافي "يسرني انه وبعد ست سنوات من توقيعنا على الاتفاق الثنائي، فاننا نتقدم باتجاه التعاون التجاري بما يتناسب مع قوانينا ومع الالتزامات القانونية الدولية".
ورغم عدم ورود تفاصيل حول كيفية حدوث التقدم، الا انه تردد ان الهند عرضت وضع مجموعة ضمانات لتعويض الشركات التي تبني مفاعلات.
وقال اوباما "اليوم حققنا تفاهما يعد اختراقا حول قضيتين كانتا تعيقان قدرتنا على دفع تعاوننا النووي المدني قدما، ونحن ملتزمون بالتحرك قدما لتطبيق الاتفاق بالكامل".
واضافت "هذه خطوة مهمة تظهر كيف اننا قادرون على العمل معا لتعزيز العلاقة بيننا".
كما ناقش الزعيمان قضية التغير المناخي حيث تعتبر الهند احد العوائق الرئيسية في طريق التوصل الى اتفاق عالمي يحد من الانبعاثات الضارة بالبيئة والذي يجب التوقيع عليه في باريس في كانون الاول.
واكد مودي للصحافيين انه لا يشعر باي "ضغط" من اوباما حول مسالة التغير المناخي، الا انه يشعر "بالضغط عندما يفكر في الاجيال المستقبلية والعالم الذي سنمنحهم اياه".
وتعتمد الهند التي تعاني من انقطاع الكهرباء بشكل كبير على محطات الكهرباء التي تعمل بالفحم.
وتضاعفت المبادلات التجارية بين العملاقين خمس مرات منذ العام 2000 بحيث بلغ حجمها 100 مليار دولار سنويا. وقد حددت واشنطن هدفا يقضي بمضاعفة هذا الرقم خمس مرات خلال السنوات المقبلة.