ايطاليا وألمانيا تغلقان سفارتيهما موقتا في صنعاء والسعودية تجلي دبلوماسييها

Read this story in English W460

كان الدبلوماسيون السعوديون والالمان والايطاليون اخر من غادر صنعاء الجمعة في حين تزداد عزلة اليمن مع تعزيز ميليشيات الحوثيين سيطرتهم على العاصمة.

من جهة ثانية، تواجه البلاد ذات الغالبية السنية هجمات متكررة لتنظيم القاعدة الذي استولى الخميس على معسكر للجيش وكميات كبيرة من الاسلحة في محافظة شبوة جنوب اليمن، الى الشرق من صنعاء.

وقد حذر الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الخميس مجلس الامن الدولي من ان اليمن "ينهار امام اعيننا"، داعيا الى التحرك لوقف انزلاق هذا البلد نحو الفوضى.

واعلنت وزارة الخارجية السعودية الجمعة ان المملكة علقت اعمال سفارتها في اليمن واجلت دبلوماسييها بسبب "تدهور الاوضاع الامنية والسياسية في صنعاء".

والسعودية هي اول دولة عربية تخلي سفارتها بعد عدد من الدول الغربية.

ودانت السعودية مثل باقي دول مجلس التعاون الخليجي ما وصفته بانه "انقلاب" في اليمن عندما اعلن الحوثيون قبل اسبوع حل البرلمان وتشكيل مجلس رئاسي يتولى السلطة التنفيذية.

ويجتمع وزراء خارجية مجلس التعاون السبت في الرياض لبحث الازمة في اليمن.

وبالمثل اعلنت المانيا وايطاليا الجمعة اجلاء دبلوماسييهما من اليمن واغلاق سفارتيهما موقتا.

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الالمانية "قررنا امس (الخميس) اغلاق سفارتنا في صنعاء موقتا"، موضحا ان "كل الطاقم غادر الاراضي" اليمنية. واضاف ان الوضع السياسي الحالي في اليمن اصبح على درجة من الخطورة "غير مقبولة اطلاقا" للعاملين. 

وفي روما، ذكرت وزارة الخارجية الايطالية في بيان انها "قررت اغلاق السفارة الايطالية في صنعاء موقتا بعد تسارع الاحداث في البلاد والتفاقم التدريجي للظروف الامنية". واضافت ان "السفير (لوتشيانو) غاللي وجميع اعضاء السفارة يعودون بأمان في هذا الوقت الى ايطاليا".

وكانت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا اعلنت هذا الاسبوع اغلاق سفاراتها في صنعاء.

ومساء الخميس، عرض الامين العام للامم المتحدة امام مجلس الامن نتائج زيارته للسعودية والامارات حيث اجرى محادثات ركزت على "منع حرب اهلية في اليمن"، كما قال.

واضاف بان كي مون امام اعضاء المجلس الخمسة عشر ان "اليمن ينهار امام اعيننا، ولا يمكن ان نقف جانبا ونتفرج"، مضيفا "يجب ان نقوم بكل شيء لمساعدة اليمن على تجنب الانهيار".

ولفت بان الى "التحديات" التي يواجهها اليمن، مشيرا في هذا السياق الى "ازمة سياسية خطيرة" و"توترات انفصالية متزايدة في جنوب" البلاد و"ازمة انسانية خطيرة" تطاول 16 مليون شخص.

واكد الامين العام ان كل هذه التحديات تشكل "خطرا على السلم والامن الاقليميين والدوليين".

ودعا بان الى دعم جهود الوساطة التي يقوم بها مبعوثه الى اليمن الذي يبذل جهودا لاستئناف المفاوضات بعد سيطرة الحوثيين الشيعة على السلطة اثر استقالة الرئيس عبد ربه هادي منصور والحكومة.

وقال جمال بنعمر للمجلس عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة "اليوم يقف اليمن على مفترق طرق، اما الانزلاق الى حرب اهلية والتفكك واما ان البلاد ستجد سبيلا لتطبيق الانتقال" السياسي.

واضاف "اذا لم يتم التوصل الى اتفاق سياسي في الايام المقبلة، هناك مخاطر فعلية ايضا لانهيار الريال" ما سيؤدي الى تخلف البلاد عن الدفع او تسديد الرواتب. واضاف "قد يجد عشرات الاف الاشخاص انفسهم بدون وظيفة".

واشار الى "مخاطر انفصال الجنوب واعادة بروز قاعدة الجهاد في جزيرة العرب". 

وقد سيطرت القاعدة الخميس على معسكر للجيش في محافظة شبوة في الجنوب واستولت على معدات عسكرية كبيرة اثر مواجهات اسفرت عن مقتل 27 شخصا وفقا لاخر حصيلة لمصادر عسكرية .

وقال مسؤول محلي ان عناصر من القاعدة اردوا طيارا عسكريا في جنوب اليمن الجمعة.

واكد مشاركون في جلسة حوارية عقدت مساء الاربعاء ان المحادثات لم تحقق اي اختراق مع تمسك الحوثيين ب"الاعلان الدستوري" الذي اصدروه في 6 شباط وحلوا بموجبه البرلمان مع تشكيل لجنة امنية لادارة شؤون البلاد بانتظار تشكيل مجلس رئاسي.

وسيطر الحوثيون في 21 ايلول على صنعاء ووقعوا في اليوم ذاته على اتفاق للسلام وتقاسم السلطة مع باقي الاحزاب، الا ان الاتفاق فشل.

وفي 20 كانون الثاني سيطروا على دار الرئاسة، ثم ابرموا اتفاقا جديدا مع الرئيس هادي، لكنه فشل مجددا ما دفع بالرئيس الى الاستقالة مع الحكومة.

ويواصل الحوثيون الذين يسيطرون على صنعاء والمحافظات الشمالية هجومهم في وسط البلاد حيث استولوا الثلاثاء على البيضاء، كبرى مدن المحافظة التي تحمل الاسم نفسه.

وتنظم تظاهرات شبه يومية احتجاجا على سيطرة الحوثيين في صنعاء وغيرها من المدن.

التعليقات 0