ممثل الامين العام للأمم المتحدة في العراق ينهي مهامه بتفاؤل حذر

Read this story in English W460

اعرب ممثل الامين العام للامم المتحدة في العراق نيكولاي ملادينوف الذي انهى مهامه الخميس عن امله في بقاء العراق موحدا، متحدثا عن اشارات لتراجع مستوى المذهبية في السياسة العراقية.

ونوه ملادينوف في حديث الى وكالة فرانس برس، برئيس الوزراء حيدر العبادي والجهود التي يبذلها لتعزيز وحدة البلاد، بعدما بدت على حافة الانهيار مع الهجوم الكاسح لتنظيم الدولة الاسلامية في حزيران.

اتهم رئيس الحكومة السابق نوري المالكي، وهو شيعي، من قبل خصومه باعتماد سياسة مذهبية همشت السنة، ما سمح للتنظيم باستغلال هذا الشعور بالاقصاء للسيطرة على مناطق واسعة معظمها ذات غالبية سنية.

ورأى ملادينوف ان العديد من الخطوات تحققت في الاشهر الستة منذ تسلم العبادي، وهو شيعي ايضا، الحكم خلفا للمالكي، على رغم ان تحديات جمة ما زالت تنتظره.

وقال "التغيير الاساسي الذي حصل هو ان ثمة املا في الوقت الحالي في قدرة العراق على اعادة بناء نفسه بطريقة اكثر شمولية، ما يسمح للبلاد بالمضي قدما".

وقبل الهجوم الذي شنه في حزيران، سيطر التنظيم منذ مطلع العام 2014، حينما كان لا يزال يعرف باسم "الدولة الاسلامية في العراق والشام"، على مدينة الفلوجة واحياء من الرمادي في محافظة الانبار (غرب)، مستغلا توترات تلت حركة احتجاج ضد المالكي فضت بالقوة.

ومنذ مطلع العام نفسه، تسببت اعمال العنف في العراق، لا سيما هجوم حزيران، بنزوح نحو مليوني شخص.

ورأى ملادينوف ان الحكومة الجديدة تتمتع بتأييد داخلي اوسع من سابقتها، اضافة الى علاقات جيدة مع دول الجوار والعالم، لاسيما تأييد التحالف الدولي بقيادة واشنطن الذي يشن ضربات جوية ضد التنظيم المتطرف.

وقال "اليوم ترتسم وحدة هدف حقيقية بين رئيس الوزراء ورئيس الجمهورية (وهو كردي) ورئيس مجلس النواب (وهو سني)، حول الشق الامني والتحديات السياسية الرئيسية للبلاد... هذا امر مشجع".

اضاف "كان من المقبول اكثر ان يكون (السياسي) مذهبيا، حاليا تحظى الخطابات المذهبية بقبول اقل (...) هذا يبدل من طبيعة الجو السياسي، ببطء لكن بطريقة واثفة".

وحذرت الامم المتحدة اثر هجوم تنظيم الدولة الاسلامية من خطر يتهدد وجود العراق، لا سيما مع تمدد القوات الكردية الى مناطق في شمال البلاد تشكل موضع نزاع مع الحكومة المركزية، وسيطرة التنظيم الجهادي على نحو ثلث مساحة العراق.

ورأى ملادينوف ان "العبادي هو الرجل المناسب للعراق".

اضاف "هو يحاول بناء الاجماع. البعض يتهمه بانه بطىء في اتخاذ القرارات، الا ان حقيقة انه يريد ان يضمن ان كل القرارات تتخذ على قاعدة التوافق، هو امر جيد بالنسبة الى البلاد".

وفي حين اعتبر ملادينوف ان ثمة فرصة لتحسن حقيقي في العراق، اقر بوجود عوائق عدة تجب إزالتها.

وقال "انا متفائل بالنسبة الى العراق، الا انني اخشى ان العديد من الامور قد تسير بشكل سيىء".

واعلنت الامم المتحدة في 24 شباط تعيين الدبلوماسي السلوفاكي يان كوبيس ممثلا للامين العام للامم المتحدة في العراق، خلفا لملادينوف البلغاري الذي امضى 18 شهرا في منصبه قبل تعيينه مبعوثا للامم المتحدة في الشرق الاوسط.

التعليقات 0