جمود في عملية استعادة تكريت بعد تفخيخ تنظيم الدولة الاسلامية "كل شيء"

Read this story in English W460

تواجه العملية العسكرية التي تشنها القوات العراقية منذ اكثر من اسبوعين لاستعادة تكريت جمودا الثلاثاء، بعدما عمد مئات من عناصر تنظيم الدولة الاسلامية المتحصنين في مركز محافظة صلاح الدين، الى تفخيخ "كل شيء" فيها.

وتمكنت القوات العراقية ومسلحون موالون لها من فصائل شيعية وابناء بعض العشائر السنية، من استعادة مناطق محيطة بالمدينة التي يسيطر عليها الجهاديون منذ حزيران، الا ان التقدم داخلها كان اصعب.

وقال جواد الطليباوي، المتحدث باسم "عصائب اهل الحق" الشيعية التي تقاتل الى جانب القوات الامنية "زرعوا العبوات في جميع الشوارع والمباني والجسور... (فخخوا) كل شي".

اضاف "توقفت قواتنا بسبب هذه الاجراءات الدفاعية"، مشددا على الحاجة الى "قوات مدربة على حرب المدن".

ولجأ التنظيم الى القنص والهجمات الانتحارية والعبوات الناسفة المزروعة في المنازل وعلى جوانب الطرق لمواجهة تقدم القوات التي تفتقد للتجهيزات الآلية لتفكيك العبوات، وتعتمد حصرا على العنصر البشري.

وشدد الطلباوي على ان "معركة استعادة تكريت ستكون صعبة بسبب التحضيرات التي قام بها داعش"، الاسم الذي يعرف به تنظيم الدولة الاسلامية الذي يسيطر على مساحات واسعة من البلاد منذ حزيران.

واشار الى ان الجهاديين محاصرون في احياء المدينة (160 كلم شمال بغداد)، مقرا بان "الشخص المحاصر يقاتل بشراسة".

وانطلقت عملية تكريت في الثاني من آذار، بمشاركة نحو 30 الف عنصر، في اكبر هجوم عراقي ضد التنظيم.

وفشلت القوات الامنية ثلاث مرات في السابق في استعادة تكريت. الا ان هذه العملية بدت افضل تخطيطا، ويشارك فيها عدد اكبر من السابق.

وقال عدنان يونس المتحدث باسم جمعية الهلال الاحمر العراقية في محافظة صلاح الدين، لفرانس برس "وفقا لتقديراتنا لم يبق سوى 20 بالمئة من اهالي تكريت" داخل المدينة.

واضاف "لا يتجاوز عددهم ثلاثين الفا وربما اقل. هؤلاء الاهالي باقون لانهم لايملكون المال الكافي للمغادرة، ليس لديهم سيارات، غير قادرين، او لانهم اختاروا التعاون" مع الدولة الاسلامية .

وتمكن المقاتلون من استعادة مناطق محيطة بالمدينة، واقتحموا الاسبوع الماضي حي القادسية في الجزء الشمالي منها، دون استعادته بالكامل.

الا ان حدة المواجهات تراجعت في الايام الماضية، لتقتصر اجمالا على القصف المدفعي، وبعد تدخل سلاح الطيران العراقي ذي القدرة المحدودة.

وكان وزير الداخلية محمد سالم الغبان الذي تتبع له قوات الشرطة، اعلن الاثنين "توقف" العملية، للحد من خسائر القوات، دون ان يحدد السبل التي ستسمح باستئناف العمليات. ولم يتضح موقف باقي قيادات العملية.

وكان قائد عمليات صلاح الدين الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي، اكد الاحد ان مشاركة التحالف الدولي بقيادة واشنطن في عملية تكريت "ضرورية"، عازيا عدم حصول ذلك الى سبب "سياسي" وليس عسكريا.

وفي مقابل هذا الغياب، برز دور ايراني تمثل بوجود قادة عسكريين ايرانيين في محافظة صلاح الدين، ودور الفصائل الشيعية المدعومة من طهران، والمنضوية تحت مظلة "الحشد الشعبي".

ولجأت الحكومة الى الحشد لمساندة قواتها الامنية في استعادة المناطق التي سقطت بايدي الجهاديين، لا سيما بعد انهيار العديد من قطعاتها الامنية.

واكد مسؤولون ان مقاتلين سنة من صلاح الدين يشاركون في العملية. وتحاول الحكومة استمالة العشائر السنية للقتال معها، لا سيما وان معظم مناطق سيطرة التنظيم هي ذات غالبية سنية.

ونشر التنظيم الثلاثاء صورا تظهر قيامه بذبح اربعة اشخاص في محافظة صلاح الدين، بتهمة "تجنيد" مقاتلين للانضمام الى الحشد الشعبي. وبدا في الصور اربعة اشخاص يرتدون زيا اسود، راكعين على الارض، وقيدت يدا كل منهم خلف ظهره، ووقف خلف كل منهم عنصر يحمل سكينا. 

واظهرت صور اخرى العناصر الاربعة وهم يقومون بقطع رأس الاسرى.

وسبق للتنظيم ان نفذ عمليات قتل بحق العديد ممن حملوا السلاح ضده، اكان في العراق، ام في سوريا المجاورة حيث يسيطر على مناطق واسعة.

وشكل تنامي نفوذ الجهاديين في سوريا عاملا اضافيا زاد من تشعب النزاع بين الرئيس السوري بشار الاسد ومعارضيه، والذي دخل عامه الخامس. 

وبعد تصريحات لوزير الخارجية الاميركي جون كيري الاحد اقر فيها بضرورة التفاوض مع الاسد لحل النزاع، سارعت المتحدثة باسم الخارجية الى نفي وجود تغيير في سياسة واشنطن.

واثارت تصريحات كيري امتعاض دول غربية مناهضة للاسد ابرزها فرنسا، بينما عقب عليها الرئيس السوري بالقول انه ينتظر ان تقرن "بالافعال".

وقالت بساكي الاثنين "لا مستقبل لدكتاتور عنيف مثل الاسد في سوريا".

واذ اسفت لعدم اجراء مباحثات سلام بهدف "وضع حد لمعاناة الشعب السوري"، كررت انه "كما كنا نقول منذ وقت طويل، ينبغي ان يكون ممثلون لنظام الاسد جزءا من عملية" السلام.

واكدت ان "الاسد نفسه لن يكون ابدا" طرفا في العملية، وان كيري لم "يقصد ذلك".

ميدانيا، تواصلت اعمال العنف التي حصدت منذ بدء النزاع في 2011، اكثر من 215 الف قتيل، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

وافاد المرصد عن مقتل ستة اشخاص بينهم ثلاثة اطفال في قصف لطيران النظام على بلدة سرمين في محافظة ادلب (شمال غرب) ليل الاثنين امس، تسبب بحالات اختناق ترجح استخدام غازات سامة.

واشار المرصد الى تسجيل "عشرات" الحالات، ناقلا عن اطباء وسكان ان الوفيات والإصابات "ناجمة عن استنشاق غازات منبعثة من البراميل المتفجرة" التي استخدمها الطيران. ورجح ان يكون غاز الكلور.

وغالبا ما تتهم المعارضة السورية النظام باستخدام الغازات في قصفه لمناطق خارج سيطرته. واصدر مجلس الامن الدولي في آذار قرارا يدين استخدام هذا الغاز في النزاع السوري، دون اتهام اي طرف.

الى ذلك، اتهمت منظمة العفو الدولية النظام بانتهاك القانون الدولي بقتله 115 مدنيا في قصف جوي على مدينة الرقة (شمال)، ابرز معاقل تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا، في تشرين الثاني.

التعليقات 0