اسرة لوبن او نصف قرن من مسلسل سياسي خارج عن المالوف
Read this story in English
تحمل قصة عائلة خطيب اليمين المتطرف جان ماري لوبن من زوجته السابقة التي ظهرت عارية في مجلة بلاي بوي الى ابنته الكبرى التي انشقت وابنته الصغرى التي يخوض حربا مفتوحة معها، كل سمات مسلسل سياسي خارج عن المألوف.
وفي وقت من الاوقات بدت هذه العائلة موحدة حول جان ماري ونشرت له صور الى جانب زوجته بييريت وبناته الثلاث امام منزلهم في مونترورو في المنطقة الباريسية.
لكن اجواء التوافق والوئام سرعان ما اصبحت من الماضي. وقال جان ماري لوبن هذا الاسبوع في حديث مطول لاسبوعية ريفارول "نتعرض للخيانة من اقرب الاشخاص الينا".
وكانت الخيانة "الاولى" خيانة زوجته له بييريت لالان التي افضت الى طلاق تناقلته وسائل الاعلام في 1987 تحول الى فضيحة. وللانتقام عمدت بييريت الى الظهور عارية على ثماني صفحات من مجلة بلاي بوي.
وبعدها ساءت الامور مع ابنته البكر: فقد اختارت ماري كارولين لوبن زوجة احد المنشقين عن الجبهة الوطنية، المعسكر المعارض لوالدها في انشقاق سياسي حصل في 1998 ابعدت على اثره عن الاسرة.
اما علاقات لوبن مع يان ابنته الثانية والدة ماريون ماريشال-لوبن "النجمة الصاعدة" في الحزب التي اصبحت نائبة في 2012، فاكثر هدوءا.
ولا يتوقف لوبن عن اطراء حفيدته التي يقول انه قريب منها. وقال مؤخرا "اولادنا واحيانا احفادنا هم سبب فرح كبير واحيانا اخرى هم مصدر مشاكل وحزن".
حتى ان البعض يزعم ان الجد هو من شجع حفيدته على دخول المعترك السياسي.
وفي السنوات الاخيرة توترت العلاقات مع مارين لوبن التي خلفت والدها على رأس الجبهة الوطنية في 2011.
وقالت مارين عن والدها حسب ما نقل عنها العديد من انصارها "انه يزعجني". وفي حين تسعى مارين الى "تحسين صورة" حزبها يبدو ان والدها يقوم بالعكس من خلال مضاعفة التصريحات الاستفزازية.
فهو يتحدث عن مجموعة غجر الروما "التي تفوح منها روائح كريهة" و"الذين تعلموا السرقة منذ نعومة اظفارهم".
ويكرر تصريحاته حول غرف الغاز التي كانت اثارت فضيحة بعد ان وصفها بانها "مجرد تفصيل في تاريخ الحرب العالمية الثانية". كما دافع عن الماريشال بيتان رمز التعاون الفرنسي مع المانيا النازية، وانتقد ايضا الخيارات السياسية لابنته.
ومن المؤشرات على اندلاع الازمة التي كانت كامنة منذ اشهر بين الاب وابنته، انتقال مارين التي كانت لا تزال تعيش في منزل العائلة الى مكان اخر في الخريف.
كما ان مارين استاءت ان يكون احد كلاب والدها هاجم هرها، وقال والدها معلقا على الحادثة "كانت القشة التي قصمت ظهر البعير".
وقالت مارين "لقبه كرئيس فخري لا يسمح له بان ياخذ الجبهة الوطنية رهينة وان يقوم باستفزازات فاضحة يبدو ان هدفها الاساءة الي ولكنها للاسف تضر بالحزب".
واقرت رئيسة الجبهة الوطنية مساء الخميس على مضض بانها "تشعر بحزن كابنة" لكنها دعت والدها الى الانسحاب من الحياة السياسية وقالت انها قررت اطلاق "اجراء تأديبي" بحقه.
وفي صلب الازمة اظهر جان ماري لوبن موقفا حازما اذ قال "ان مارين لوبن تريد ربما ان اموت لكن عليها الا تعتمد على تعاوني".
وحتى ماريون نأت بنفسها عن مواقف جدها هذا الاسبوع ويرغب حزبها في ان تترشح في منطقة بروفانس في الانتخابات الاقليمية في كانون الاول، حيث كان ينوي جدها الترشح.