الهجوم على السفارة السعودية قد يضر بالمتشددين في ايران

Read this story in English W460

يقول خبراء ان الهجوم على السفارة السعودية في ايران الذي ادى الى قطع العلاقات بين طهران والرياض اعتبر انتصارا للمتشددين المعارضين للرئيس الايراني، لكنه قد يصب في مصلحة حسن روحاني في نهاية المطاف قبل حوالى شهرين من الانتخابات التشريعية.

واعتدى متظاهرون غاضبون على السفارة السعودية في طهران والقنصلية السعودية في مشهد احتجاجا على اعدام الرياض السبت رجل الدين السعودي الشيعي المعارض الشيخ نمر باقر النمر، الامر الذي دانته ايران رسميا.

لكن روحاني انتقد ايضا الهجمات على البعثتين السعوديتين ودعا الى محاكمة خمسين شخصا متهمين بالتورط فيه بسرعة. وهو رد فعل يدل على تغيير في الموقف.

وفي الواقع، تقوض اعمال العنف هذه الجهود التي يبذلها روحاني لاخراج بلده من العزلة كما حاول ان يفعله بابرام الاتفاق النووي من اجل التوصل الى رفع للعقوبات الدولية التي تخنق الاقتصاد الايراني.

ويقلص النزاع الجديد بين ايران الشيعية والسعودية السنية، البلدين الكبيرين في المنطقة، فرص طهران في التفاوض مع الدول العربية -- قطع عدد كبير من حلفاء السعودية العلاقات مع ايران -- ويخدم مصلحة معارضي مثل هذا التقارب.

وقال الخبير في الاستراتيجية السياسية امير محبيان القريب من وزير الخارجية محمد جواد ظريف، لوكالة فرانس برس ان ما حدث في السفارة السعودية "انقلب علينا واستفادت منه السعودية والمتشددون".

واضاف "الرأي العام ليس في ايران وحدها بل في العالم، لم يكن مؤيدا للسعودية، لكن تصرف المتشددين جعل الوضع معقدا في علاقاتنا مع الغرب و(دول) المنطقة".

- صور "سيلفي" -واثارت الهجمات على البعثتين السعوديتين ادانة دولية خصوصا في مجلس الامن الدولي.

ويأتي سيناريو من هذا النوع في وقت غير مناسب للرئيس الايراني بعد سنوات من الجهود المبذولة لتحسين صورة ايران، البلد الذي تدرجه الولايات المتحدة على لائحتها للدول المتهمة بالارهاب.

وظهر في صور للسفارة السعودية متظاهرون يرشقون المبنى بزجاجات حارقة ما تسبب بحريق في الداخل، وآخرون يتسلقون سورها وينتزعون علم المملكة. وقام آخرون بالتقاط صور "سيلفي" بمعدات سرقوها من السفارة.

وانتقد حرس الثورة وفرعه الطلابي الميليشيا الاسلامية (باسيدج)  علنا الهجوم ونفيا اي تورط لهما فيه.

لكن الانقسام كان واضحا بين التيارات السياسية الايرانية، إذ ان الصحف الاصلاحية المؤيدة لروحاني اتهمت المتشددين في النظام بتصعيد الازمة من اجل الاضرار بالرئيس خلال عملية الاقتراع المقبلة.

وخلافا للهجوم على السفارة البريطانية في 2011، دان المسؤولون هذه المرة من كل التيارات بما في ذلك المحافظون، الهجوم. واعلن القضاء في اليوم التالي توقيف عشرات الاشخاص المشاركين في الاعتداء.

وقال محبيان "انها على الارجح بداية مرحلة جديدة" لروحاني الذي يريد وقف مثل هذه التحركات التي تقوم بها بعض الدوائر المتشددة التي تضر بالبلاد.

- بانتظار خامنئي -وقال الخبير ان رد فعل المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية آية الله علي خامنئي سيكون اساسيا. وكان خامنئي صرح عند مهاجمة السفارة البريطانية في طهران في 2011 ان "الشبان محقون في انفعالاتهم لكن ليس في افعالهم".

ولم يدل الرئيس المحافظ حينذاك محمود احمدي نجاد باي تعليق.

وقالت الخبيرة في الشؤون الايرانية في المجلس الاوروبي للشؤون الخارجية ايللي جيرانمايه ان اعمال العنف تقلص هامش العمل الدبلوماسي في الازمات الاقليمية.

واضافت "هذا ما كان يريده على ما يبدو المتشددون الايرانيون والسعوديون".

لكن رد فعل حسن روحاني ومسؤولين آخرين دانوا الهجوم يؤشر الى انتهاج توجه مختلف.

وقالت "منح المتشددون ربما روحاني الفرصة لاقناع المرشد الاعلى بتهميش العناصر المتطرفة ومواصلة طريقة الدبلوماسية التعددية". واضافت ان ايران لا تستطيع "استعادة مكانتها بين الامم" الا اذا تبنت هذا الموقف.

التعليقات 0