روسيا تعد المستثمرين باصلاحات املا في تجنب الركود

Read this story in English W460

تفاديا لتحول الكساد الى ركود اقتصادي تضاعف السلطات الروسية جهودها لجذب المستثمرين من خلال اقناعهم بقدرتها على اعتماد اصلاحات.

وسيكرس المنتدى الاقتصادي الدولي في سان بطرسبورغ المنعقد من الخميس الى السبت في جزء كبير منه للادوات الكفيلة بانعاش الاقتصاد الروسي.

وان كان الكرملين يؤكد ان اطول ازمة اقتصادية منذ وصول فلاديمير بوتين الى السلطة قاربت على نهايتها فان الاوضاع لا تزال تبدو قاتمة طالما لا يزال الاقتصاد الروسي تحت عبء العقوبات الغربية.

- الى اين وصل الاقتصاد الروسي؟ادى تدهور اسعار النفط والعقوبات الغربية على روسيا بسبب النزاع في اوكرانيا الى تراجع اجمالي الناتج الداخلي في روسيا بنسبة 3,7% في 2015 ولا يزال هذا التراجع مستمرا في النصف الاول من 2016.

وبعد المخاوف التي سادت اوساط الاعمال متوقعة الاسوا بالنسبة للنفط والروبل، باتت الانباء مشجعة خلال الاسابيع الاخيرة.

فقد ابدى الاقتصاد الروسي مقاومة افضل من المتوقع لصدمة كانون الثاني مع تراجع التضخم بشكل كبير وعودة اسعار النفط للارتفاع يتوقع ان تكون تدابير التقشف المالية اقل ايلاما. وقال بنك روسيا الاسبوع الماضي ان العودة الى تسجيل نمو باتت "وشيكة".

- ماذا سيكون عليه سيناريو الانتعاش؟حذر وزير الاقتصاد الكسي اوليوكاييف في بداية حزيران من ان روسيا "قي حالة ركود" والعودة الى نسب النمو الرائعة خلال الولايتين الاوليين لفلاديمير بوتيو (2000 - 2008) امر "شبه مستحيل".

ومنذ سنوات تحذر مؤسسات مالية مثل صندوق النقد الدولي روسيا من مخاطر تباطؤ الاقتصاد نظرا لتقدم السكان في العمر والعراقيل المعيقة للاستثمار مثل البيروقراطية والفساد. لذلك بات من الضروري الانتقال الى الخطة الثانية لانهاء الازمة.

في نهاية ايار تطرق فلاديمير بوتين الى الامر عبر عقد اول اجتماع منذ سنتين للمجلس الاقتصادي وقام حينها بتكليف وزير المالية السابق الكسي كودرين الذي يحظى بتقدير الاوساط الليبرالية باقتراح اصلاحات قبل انتخابات 2018 الرئاسية.

وقال بوتين ان عدم اعتماد "اصلاحات هيكلية" يعني بقاء النمو قريبا من الصفر وتقليص هامش المناورة بالنسبة للنفقات الاجتماعية والعسكرية.

- ما هي الاصلاحات المرتقبة؟تقترب الحلول التي يجري نقاشها من توصيات صندوق النقد الدولي وتتلخص في التشدد في الميزانية للسيطرة على التضخم واعتماد سياسة ليبرالية لمواجهة التحديات السكانية بهدف تحفيز القطاع الخاص وتقليل اعتماد الاقتصاد على مصادر الطاقة.

ولتشجيع الاستثمارات، اقترح وزير الاقتصاد الانفاق على البنى التحتية ودعم الصادرات، وجعل سوق العمل اكثر مرونة وخصوصا عبر تسهيل الصرف من العمل ورفع سن التقاعد.

ويعتبر معظم الخبراء النقطة الاخيرة عاجلة لان النظام الحالي على وشك الانفجار، فسن التقاعد لم يتغير منذ اكثر من 80 سنة ولا يزال 55 عاما للنساء و60 عاما للرجال.

ويدعو اليكسي كودرين الى تخفيف الضغط الذي تمارسه الحكومة على الشركات سواء من خلال هيئات الرقابة المتعددة او القضاء والذي يشكل مصدرا رئيسيا للفساد ولااشاعة حالة من القلق.

- ماهي فرص النجاح؟لفت كودرين الى ان اعتماد اصلاحات واسعة سيأخذ وقتا، وذلك في مقابلة مع نشرة هارفارد للاعمال. واضاف ان "الدورة الانتخابية تقلص من فرص اعتماد اصلاحات جذرية". وتنظم روسيا انتخابات تشريعية في ايلول ورئاسية في 2018.

وما يطرح شكوكا حول الامر هو عودة اسعار النفط للارتفاع محملة باخبار سارة لروسيا. ويقول خبراء مركز التحليل الاميركي "يوراسيا غروب" انه "عوضا عن اعطاء الحكومة هامشا اوسع للمناورة ضروريا لاعتماد تصريحات لا تحظى بشعبية، فانها ستنفي صفة الاستعجال عنها".

ويقول وسيط المقاولين لدى الكرملين بوريس تيتوف من جانبه ان الاصلاحات "مستحيلة" من دون عودة العلاقات مع الغرب الى سابق عهدها لان العقوبات "تمنع الوصول الى التكنولوجيا والتمويل".

التعليقات 0