ما هي العوامل المؤثرة في تحديد حجم معركة الموصل ومدتها؟

Read this story in English W460

بدأت القوات العراقية الاثنين عملية استعادة الموصل من تنظيم الدولة الاسلامية، بدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن.

- هل سيدافع تنظيم الدولة الاسلامية عن الموصل باي ثمن؟ يتوقع ان يقاوم تنظيم الدولة الاسلامية الهجوم ويقاتل بضراوة اذ ان المدينة تعتبر عاصمة "الخلافة" التي اعلنها التنظيم، كما انه يسيطر عليها منذ عامين ما يعني انه عزز دفاعاته فيها. 

كما أن ما بين 3500 وخمسة آلاف جهادي هم من الاجانب، مما يعني انه ليس لديهم الكثير من الخيارات وان عليهم القتال الى النهاية اذ ان التغلغل بين صفوف السكان الفارين سيكون صعبا عليهم. 

ولكن ورغم ذلك الا انه من الصعب توقع ما سيقدم عليه الجهاديون.

وقال مسؤول في التحالف "لا ادري لماذا سيدافعون حتى النهاية عن ارض ليس لهم؟". 

في نهاية 2015 استمرت المعركة لاستعادة مدينة الرمادي من ايدي التنظيم المتطرف اشهرا، ودمرت معظم انحاء المدينة بسبب عمليات القصف التي شنها التحالف والمعارك. 

ولكن في الفلوجة، معقل السنة غرب بغداد التي سيطرت عليها القوات العراقية في وقت سابق من هذا العام، فان مقاومة التنظيم كان اقل من المتوقع. 

ما هي نقاط قوة تنظيم الدولة الاسلامية؟تتوقع القوات العراقية ان تجد في طريقها القناصة والغام ومفخخات ليس لها حصر، وهجمات تسلل يقوم بها الجهاديون المختبئون في شبكة من الانفاق. 

وقد يستخدم الجهاديون "النيران غير المباشرة" مثل قذائف الهاون، الا ان مثل هذه الاسلحة تترك تاثيرا حراريا يمكن قوات التحالف من ضرب مصادرها على الفور. 

وربما يكون اخطر الاسلحة التي يمتلكها التنظيم المتطرف هو مجموعة المقاتلين المستعدين للموت من اجل قضيتهم. وقد ارسل التنظيم بالفعل العديد من الانتحاريين بسيارات مفخخة لمواجهة القوات الكردية المتقدمة. 

قال ديفيد بارنو الجنرال المتقاعد الذي قاد في السابق الجهود الحربية الاميركية في افغانستان "يمكن ان نتوقع ان يكون اي مكان مفخخا وملغما، وسيصبح المهاجمون الانتحاريون والهجمات المضادة بعربات انتحارية جزءا من خططهم للدفاع عن الموصل". 

وفي محاولة لتغطية تحركاتهم حول الموصل، يشعل الجهاديون حفرا مليئة بالنفط والاطارات لصنع سحب دخانية كثيفة. ويقول مسؤولون اميركيون ان الدخان لم يتسبب في تاثيرات تكتيكية سلبية على العمليات. 

ومن بين المزايا المهمة لتنظيم الدولة الاسلامية ان مئات الاف المدنيين المحاصرين في المدينة الذين يشكلون معا درعا بشريا هائلا، يجعلون من الاصعب على التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة شن هجمات بطائرات دون طيار او مقاتلات. 

وقال بارنو الذي يعمل حاليا في الجامعة الاميركية "ستكون الولايات المتحدة حذرة للغاية في استخدام القوة الجوية". واضاف ان "الامر لن يكون مثل حلب مطلقا التي تشهد قصفا جويا روسيا وسوريا". 

وقد يستغل مقاتلو تنظيم الدولة الاسلامية مقتل مدنيين لاغراض الداعية واثارة المشاعر المعادية للحكومة بين السكان الذين اغلبيتهم من السنة. 

واخيرا فان تنظيم الدولة الاسلامية يطور اسلحة كيميائية. الا ان المسؤولين الغربيين يقولون انها بدائية وتهديدا نفسي اكثر من اي شيء اخر. 

- ما مدى قوة قوات التحالف العراقية وقوات التحالف؟يتمتع العراقيون بميزة تكتيكية كبيرة من حيث العدة والعديد.

وحتى الان يشارك ثلاثون الفا من القوات العراقية وقوات البشمركة في المعركة ويستعد عشرات الالاف الاخرين للانضمام اليهم في معركة الموصل. 

في المقابل فان عدد عناصر تنظيم الدولة الاسلامية الذين بقوا في المدينة لا يتعدى ما بين 3500 وخمسة آلاف عنصر، طبقا لاخر الاحصاءات. 

ورغم ان القوات العراقية انهارت امام تقدم تنظيم الدولة الاسلامية في 2014، الا ان التحالف قام منذ ذلك الحين بتدريب كل جندي سيقاتل في الموصل. وازدادت ثقة القوات العراقية بعد سلسلة من الانتصارات التي حققها في البلاد. 

واشتملت عمليات تدريبهم على دروس استفادوا منها من انتصاراتهم السابقة على التنظيم في العراق بما في ذلك في الفلوجة والرمادي. 

كما اثبتت قوات العمليات العراقية الخاصة قوتها في معارك سابقة. 

الا ان اكبر ميزة تتمتع بها القوات العراقية هي الدعم الجوي من التحالف.

 وتحصل القوات على الارض على صور فيديو مباشرة تبثها الطائرات بدون طيار وتظهر ما يحدث في المدينة. كما يستطيعون العمل مع قوات التحالف والطلب منها شن ضربات جوية خلال لحظات. 

كما تتوقع وزارة الدفاع الاميركية ان يحمل بعض المواطنين السلاح ضد التنظيم المتطرف مع تقدم القوات العراقية. 

- نقاط قوة التحالف -الى جانب الضربات الجوية فان التحالف يساعد في تنسيق تحركات القوات على الارض وفي المجال اللوجستي. 

وقال جيم دوبيك الجنرال السابق والاستاذ في جامعة جورج تاون ان قوات التحالف "ستوفر المساعدة في تنسيق عمل الوحدات المختلفة المشاركة في الهجوم لتوحيد الجهود بشكل فعال". 

الى ذلك، هناك اكثر من مئة مستشار عسكري اميركي يعملون بالقرب من خطوط الجبهة ويساعدون العراقيين في استدعاء الضربات لاجوية. 

والتحالف مستعد لاستخدام مروحيات اباتشي الهجومية ومنصات اطلاق الصواريخ الدقيقة. واضافة الى ذلك فان محاربي المعلوماتية في البنتاغون يعملون للتجسس على الجهاديين وعرقلة شبكات الكمبيوتر لديهم. 

التعليقات 0