حالة طوارئ صحية في صنعاء بسبب الكوليرا والحوثيون يطلبون مساعدة دولية

Read this story in English W460

أعلن المتمردون الحوثيون ليل الاحد الاثنين حالة الطوارىء في العاصمة اليمنية واعتبروها مدينة "منكوبة" بسبب انتشار وباء الكوليرا فيها، مطالبين بمساعدة خارجية رغم الصعوبات التي تعترض مساعي المجتمع الدولي لايصال مساعدات الى البلد الغارق بالحرب.

ومع وفاة 115 شخصا بسبب الوباء واصابة آلاف آخرين، حذرت الامم المتحدة الاثنين من ان اعداد المصابين بالكواليرا ستشهد تزايدا خلال الاسابيع والاشهر المقبلة وان انتشار المرض سيتواصل ليبلغ مناطق جديدة في ظل انهيار النظام الصحي بسبب النزاع.

واعلن امين جمعان الامين العام للمجلس المحلي في امانة العاصمة "صنعاء عاصمة منكوبة في إطار حالة طوارىء صحية مؤقتة" بسبب "انتشار فجائي وبائي (للكوليرا) يحصد أرواح المواطنين من الأطفال والشيوخ والنساء، ويطال ويهدد حياة كل اليمنيين".

ووجه في بيان بثته وكالة الانباء "سبأ.نت" التابعة للمتمردين الحوثيين الشيعة "نداء استغاثة ومناشدة عاجلة للعالم والضمير الإنساني"، مطالبا بمساعدة هيئات دولية لاحتواء الوباء.

ووعد جمعان بان تتخذ سلطات صنعاء "كل ما يمكن من تسهيلات وتعاون وإسناد لكل جهد إنساني خير وتذليل الصعوبات والعوائق لإنجاح مهام وبرامج الاستجابة الإنسانية التي تنفذها المنظمات الدولية المعنية".

من جهته، قال "وزير" الصحة لدى الحوثيين حفيط بن سالم محمد في تصريحات لتلفزيون المسيرة الناطق باسم المتمردين، ان "وباء الكوليرا يتجاوز قدرات أي نظام صحي متعاف".

وكان مدير عمليات اللجنة الدولية للصليب الأحمر دومينيك ستلهارت اعلن ان الأرقام التي تم جمعها من وزارة الصحة اليمنية تفيد بأن الكوليرا أودت بحياة 115 شخصا بين 27 نيسان والسبت الماضي.

وقال نقلا عن ارقام للسلطات المحلية إنه تم اعلان أكثر من 8500 شخص يشتبه بإصابتهم بالمرض خلال الفترة ذاتها في 14 محافظة في أنحاء اليمن، مقارنة بـ2300 حالة في عشر محافظات الأسبوع الماضي.

والاثنين قال منسق الشؤون الانسانية للامم المتحدة في اليمن جيمي مكغولدريك في مؤتمر صحافي ان "هذه الاعداد ستتزايد في الاسابيع والاشهر المقبلة"، مشيرا الى ان 50 منطقة اضافية في محافظات اليمن مهددة بالكوليرا.

- نقص في الادوية والاطباء - يشهد اليمن منذ 2014 نزاعاً دامياً بين المتمردين الحوثيين والقوات الحكومية، وسقطت العاصمة صنعاء في أيدي المتمردين في أيلول من العام نفسه. وشهد النزاع تصعيداً مع بدء التدخل السعودي على رأس تحالف عسكري في آذار 2015 بعدما تمكّن الحوثيون من السيطرة على أجزاء كبيرة من البلد الفقير.

وأدى النزاع إلى تدهور كبير في أمن اليمن الغذائي حيث أصبح نحو 19 مليون شخص من بين 27 مليونا بحاجة الى مساعدة غذائية عاجلة، بينهم سبعة ملايين يواجهون خطر المجاعة. كما أدى النزاع الى الحاق الضرر وتدمير المنشآت الصحية التي لم تعد قادرة على استيعاب المرضى.

وساهمت أزمة نفايات في العاصمة تسبب بها إضراب نفذه عمال النظافة التابعون للبلدية لمدة عشرة أيام للمطالبة بالحصول على أجورهم، في تفشي الكوليرا. وارتفعت أكوام القمامة في شوارع العاصمة حيث اضطر السكان إلى ارتداء الأقنعة بسبب الروائح الناجمة عن تعفن النفايات.

وقال الطبيب نبيل النجار نائب مدير مستشفى السبعين في العاصمة لوكالة فرانس برس "اتتنا اعداد هائلة من الكبار والاطفال (...) في أقل يوم نستقبل بين 100 و200 حالة"، مضيفا انه نتيجة كثرة الاعداد "اضطررنا الى ان نضع اربع حالات في السرير الواحد، ووضعنا اخرين تحت الاشجار، وتم نصب خيم".

وتحدث النجار عن نقص في الادوية "وفي الكادر الطبي من اطباء وتمريض"، مشيرا الى ان "الكادر الاجنبي هرب (...) والكادر الجنوبي (من المناطق الجنوبية لليمن) هرب، وايضا الرواتب لم تسلم والمستحقات لم تسلم منذ عدة اشهر بالنسبة للموظفين".

وتابع ان امطارا تساقطت في الايام الاخيرة ورافقتها موجة من البرد "فاقمت الوضع السيئ".

ويتهم الموالون للحكومة المعترف بها المتمردين الحوثيين باختلاق الازمة والمبالغة باعداد المصابين وذلك بهدف رفع الحظر الجوي الذي يفرضه التحالف العربي على صنعاء ومنع هجوم على ميناء الحديدة الخاضع لسيطرتهم والواقع على البحر الاحمر.

وهي المرة الثانية التي تنتشر فيها الكوليرا خلال أقل من عام في اليمن، الدولة الأفقر في شبه الجزيرة العربية، اذ تسبب بين تشرين الاول العام الماضي واذار 2017 بوفاة 145 شخصا، بحسب مكغولدريك.

 ويتسبب وباء الكوليرا الشديد العدوى بإسهال حاد وينتقل عن طريق المياه او الأطعمة الملوثة، وقد يؤدي إلى الوفاة إن تعذرت معالجته.

وأوقع النزاع اليمني أكثر من ثمانية الاف قتيل وأكثر من 44500 جريح، وفق الأمم المتحدة، منذ تدخل التحالف العربي بقيادة السعودية.

التعليقات 0