اسرائيل تحذر ايران بعد غارات جوية في سوريا

Read this story in English W460

صعدت اسرائيل الاحد تهديداتها ضد ايران غداة شن غارات جوية واسعة النطاق داخل الاراضي السورية إثر سقوط أحدى طائراتها المقاتلة، ما يعزز المخاوف من مزيد من التصعيد في هذا البلد الذي يشهد نزاعا مستمرا منذ سبع سنوات.

وأثنى رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الاحد على الغارات الاسرائيلية السبت، مؤكدا انها شكلت "ضربة قوية للقوات الايرانية والسورية".

وقال نتانياهو في مستهل الاجتماع الاسبوعي لحكومته "وجهنا امس (السبت) ضربة قوية للقوات الايرانية والسورية" في أشارة الى الغارات التي شنها الجيش الاسرائيلي داخل الاراضي السورية.

واضاف "اوضحنا للجميع ان قواعد الاشتباك الخاصة بنا لن تتغير بأي طريقة. سنواصل ضرب كل من يحاول ضربنا".

وشنت اسرائيل السبت سلسلة غارات جوية في سوريا على اهداف سورية وايرانية ردا على اختراق طائرة ايرانية بدون طيار اطلقت من سوريا مجالها الجوي، بحسب الجيش الاسرائيلي، لكن طهران نفت هذا الامر.

واعقب ذلك سقوط مقاتلة اسرائيلية "اف 16" في الاراضي الاسرائيلية.

ونقل الطيار والملاح الى المستشفى لتلقي العلاج في مستشفى اسرائيلي قرب حيفا. وأكد المتحدث باسم المستشفى الاحد ان الطيار حاليا في حالة متوسطة بعد خضوعه لعملية جراحية السبت، بينما سمح للاخر بالتوجه الى منزله.

وهي المرة الاولى يعلن فيها الجيش الاسرائيلي بشكل واضح ضرب اهداف ايرانية في سوريا.

وهذه المرة الاولى ايضا تسقط فيها مقاتلة اسرائيلية منذ العام 1982، بحسب ما اوردت وسائل الاعلام الاسرائيلية.

وأشار المسؤولون السياسيون والعسكريون والمعلقون الى السابقة التي تشكلها هذه المواجهة.

وعنونت صحيفة معاريف الاسرائيلية عددها الاحد بعبارة "اول مواجهة عسكرية مباشرة بين اسرائيل وايران"، بينما كتبت صحيفة يديعوت احرونوت "يوم قتال مع ايران".

- لا حدود امام الصواريخ-وأكد خبراء عسكريون ان الطائرة بدون طيار التي تم اعتراضها في الاجواء الاسرائيلية، هي اول طائرة يتم تشغيلها بشكل مباشر من الايرانيين الموجودين في سوريا.

وقال الجنرال امنون عين دار من سلاح الجو الاسرائيلي لاذاعة الجيش ان الطائرة من طراز اف 16 الاسرائيلية التي سقطت السبت تم استهدافها من قبل صاروخ اطلق من سوريا.

وقال "الصواريخ لا تعرف الحدود".

وقال المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي جونثان كونريكوس الاحد ان الطائرة بدون طيار كانت نسخة من نموذج اميركي سقط بيد ايران العام 2011. وأشار كونريكوس الى ان هذا الامر تم استخلاصه بعد تحليل شظايا الطائرة.

ولا تزال سوريا واسرائيل رسميا في حالة حرب رغم أن خط الهدنة في الجولان بقي هادئا بالمجمل طوال عقود حتى اندلعت الحرب الأهلية في سوريا عام 2011.

ومنذ اندلاع الاحداث في سوريا عام 2011 عملت اسرائيل على تجنب التورط في هذا النزاع الا انها كانت تستهدف احيانا مواقع للنظام السوري او قوافل سلاح تقول انها كانت في طريقها الى حزب الله اللبناني.

وفي اذار/مارس 2017 استهدف الطيران الاسرائيلي قافلة سلاح في سوريا واعترضت اسرائيل صاروخا اطلق باتجاه اراضيها. واكد الجيش السوري يومها انه اسقط مقاتلة اسرائيلية واصاب اخرى، الامر الذي نفته اسرائيل.

من جانبه، شدد وزير الاستخبارات اسرائيل كاتز ان الدولة العبرية "لن تقبل بالوجود العسكري الايراني في سوريا".

وقال كاتز للاذاعة "لدينا الوسائل لمعرفة كل ما يحدث في سوريا مثلما أثبتنا خلال هجمات السبت. تفوقنا الجوي تم الحفاظ عليه تماما".

- الاخطبوط الايراني-من جهته وصف وزير التعليم نفتالي بينيت ايران ب "الاخطبوط الذي يتوجب شن معارك دبلوماسية واقتصادية وعلى جبهة الاستخبارات ضده، والذهاب ابعد من ذلك اذا استدعى الامر".

واضاف "بدلا من القتال ضد اطراف الاخطبوط، يجب قطع رأسه".

واوردت اذاعة الجيش الاسرائيلي ان الجيش قامت بتعزيز وسائله الدفاعية المضادة للصواريخ في الشمال، على الحدود مع لبنان وسوريا.

واعلنت الولايات المتحدة دعمها لاسرائيل بعد الغارات الجوية.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الاميركية هيثر ناورت في بيان السبت ان "الولايات المتحدة قلقة للغاية من تصاعد العنف على حدود اسرائيل وتدعم بشدة حق اسرائيل السيادي في الدفاع عن نفسها".

واضافت ان "التصعيد المحسوب للتهديد الايراني، اضافة الى طموحها لبسط سلطتها وهيمنتها، يعرضان جميع شعوب المنطقة للخطر وفي اليمن ولبنان".

وكان نتانياهو حذر الشهر الماضي من موسكو امام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من "خطر" تمركز ايران عسكريا في سوريا وسعيها لانتاج اسلحة متطورة.

وسارعت روسيا الى دعوة جميع الاطراف الى "ضَبط النفس".

ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش السبت إلى وقف فوري للتصعيد في سوريا بعد أن شنت إسرائيل غارات في هذا البلد.

وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك إن غوتيريش "يتابع عن كثب التصعيد العسكري المقلق في سوريا والتوسع الخطير (للنزاع) خارج حدودها".

التعليقات 0