الأمم المتحدة ترجئ ادخال مساعدات الى الغوطة الشرقية وقوات النظام تصعد هجومها

Read this story in English W460

أرجأت الأمم المتحدة الخميس ادخال قافلة مساعدات انسانية تحمل مواد غذائية وامدادات طبية الى الغوطة الشرقية، جراء القصف العنيف الذي تشنه قوات النظام بموازاة تصعيد هجومها البري في هذه المنطقة المحاصرة.

من جهة أخرى، ظهرت في وقت متأخر الأربعاء عوارض اختناق وضيق تنفس على أكثر من ستين مدني في بلدتين في الغوطة الشرقية وفق المرصد السوري لحقوق الانسان. وقال أطباء عاينوا المصابين انها شبيهة لتلك الناجمة عن تنشق غاز الكلور، الأمر الذي لطالما حذرت دول غربية من أن استخدامه لن يمر من دون عقاب.

وتشن قوات النظام منذ 18 شباط/فبراير حملة عنيفة على مناطق سيطرة الفصائل المعارضة في الغوطة الشرقية، يتخللها قصف جوي وصاروخي ومدفعي كثيف، ما تسبب بمقتل أكثر من 900 مدني بينهم نحو مئتي طفل، وفق حصيلة أوردها المرصد الخميس.

وتعذر صباح الخميس ادخال مساعدات الى هذه المنطقة المحاصرة قرب دمشق.

وقالت المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الاحمر انجي صدقي لوكالة فرانس برس ان "قافلة اليوم ارجئت"، مضيفة أن "تطور الوضع على الأرض.. لا يتيح لنا القيام بالعملية كما يجب".

وكان من المقرر دخول هذه القافلة المشتركة بين الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر العربي السوري الى مدينة دوما، كبرى مدن الغوطة الشرقية. وعلى متنها مساعدات مخصصة لسبعين ألف شخص.

وشهدت المنطقة المحاصرة يوماً دامياً الأربعاء قتل فيه 91 مدنياً على الأقل وفق المرصد الذي افاد عن تجدد الغارات السورية والروسية وقصف بالبراميل المتفجرة خلال ساعات الليل وصباح الخميس.

وقتل سبعة مدنيين وأصيب 26 آخرون الخميس بجروح في غارة جوية استهدفت مدينة زملكا وفق المرصد.

- لم تمنح إذناً" -وتعد هذه المرة الثانية خلال هذا الاسبوع التي تعيق فيها الأعمال القتالية دخول المساعدات الى نحو 400 الف مدني تحاصرهم قوات النظام بشكل محكم منذ العام 2013.

وكانت قافلة أولى من المساعدات بلغت وجهتها الاثنين وسلمت 247 طنا من المساعدات الطبية والغذائية الى دوما. الا انها اضطرت الى الرحيل قبيل المساء دون ان تفرغ كامل حمولتها التي سلمتها "تحت القصف"، بحسب الامم المتحدة.

ولم تتمكن القافلة من الحصول على موافقة من السلطات السورية للدخول الى الغوطة الشرقية الخميس.

وقالت المتحدثة باسم مكتب تنسيق الشؤون الانسانية التابعة للأمم المتحدة في دمشق ليندا توم لفرانس برس "لم تتمكن الأمم المتحدة وشركاؤها اليوم من العودة الى دوما لأن السلطات السورية لم تمنح القافلة اذناً للتحرك جراء أسباب أمنية".

وصعدت قوات النظام منذ الأسبوع الماضي هجومها البري على الغوطة الشرقية لتتمكن من السيطرة على أكثر من نصف مساحة الغوطة الشرقية المحاصرة. وتوشك حالياً على فصل مناطق سيطرة الفصائل الى شطرين، شمالي يضم دوما وجنوبي تعد حمورية أبرز بلداته.

في بلدة حمورية، شاهد مراسل وكالة فرانس برس ليل الأربعاء جثثاً مرمية على الطرق وأخرى ما زالت تحت الأنقاض، لم تتمكن فرق الدفاع المدني من انتشالها جراء كثافة القصف.

وقال إن جثتي رجلين كانتا ممددتين على الأرض قرب دراجة نارية والنيران تلتهم جسديهما اثر غارة استهدفت الشارع الذي كانا متواجدين فيه فيما كان عنصران من الدفاع المدني يحاولان اخماد النيران. 

- عوارض ضيق تنفس -وظهرت عوارض اختناق وضيق تنفس على أكثر من ستين مدنياً في وقت متأخر الأربعاء في بلدتي حمورية وسقبا، اثر ضربات جوية شنّها وفق المرصد الطيران الحربي التابع للنظام ولروسيا، حليفة دمشق التي نفت في السابق استهدافها الغوطة.

وعالج أطباء في أحد المرافق الطبية في الغوطة الشرقية 29 مصاباً على الأقل ظهرت عليهم عوارض مشابهة لتنشق غاز الكلور، وفق ما أعلنت الجمعية الطبية السورية الأميركية (سامز) التي تدعم مستشفيات عدة في المنطقة المحاصرة.

وأشارت الجمعية الى ظهور عوارض ضيق تنفس حاد وتعرق واحمرار العين وصفير عند التنفس عند المصابين.

وتمكن مراسل وكالة فرانس برس في حمورية من رؤية عشرات الأشخاص، نساء وأطفال، يغادرون الملاجئ حيث اختبئوا من القصف الجوي، ويجلسون على الأسطح على أمل التنفس بشكل أفضل.

ونزع الأهل ملابس أطفالهم الذين لم يتوقفوا عن السعال لغسلهم بالمياه محاولين ازالة أي أثر لاحتمال وجود غاز سام على أجسادهم.

واتُهم النظام السوري، الذي نفى مرات عديدة استخدام أسلحة كيميائية، بقيامه بهجمات بغاز الكلور في الأسابيع الأخيرة.

وقد أثارت هذه الاتهامات التي وصفها الرئيس السوري بشار الأسد بـ"غير الواقعية"، غضب دول غربية عدة. وهددت واشنطن وباريس بشن ضربات في حال توفر "أدلة دامغة" على استخدام السلاح الكيميائي.

وجدد مجلس الأمن المطالبة بتطبيق وقف اطلاق النار في سوريا خلال جلسة مغلقة الأربعاء تخللها وفق مصدر دبلوماسي دعم قوي لعرض قدمه الموفد الدولي الخاص الى سوريا ستافان دي ميستورا بالتوسط مع روسيا للسماح بإخراج "المجموعات الارهابية" من الغوطة الشرقية، في اشارة الى مقاتلي هيئة تحرير الشام (النصرة سابقاً).

وكانت أبرز الفصائل المعارضة في الغوطة الشرقية بعثت الاسبوع الماضي برسالة الى مجلس الامن أكدت فيها رفضها أي مبادرة تتضمن "تهجير" المدنيين. وأبدت في المقابل التزامها "باخراج مسلحي تنظيم هيئة تحرير الشام وجبهة النصرة والقاعدة.. خلال 15 يوما من بدء دخول وقف اطلاق النار حيز التنفيذ الفعلي".  

التعليقات 0