اردوغان يضغط على الرياض وواشنطن تطلب تحقيقاً "معمقاً" حول اختفاء

Read this story in English W460

طلب الرئيس التركي رجب طيّب إردوغان من السُلطات السعودية "إثبات" مغادرة الصحافي المفقود جمال خاشقجي مقرّ القنصلية السعودية في اسطنبول، بعد تداول معلومات تُفيد بمقتله داخلها بأيدي عناصر أمنيين سعوديين،

بدورها أعربت واشنطن عن "القلق" ودعت السعودية إلى إجراء تحقيق "معمق" و"شفاف" حول اختفاء الصحافي السعودي في حين حذر أعضاء في مجلس الشيوخ الأميركي من عواقب "مدمرة" على العلاقات الثنائية في حال تأكد مقتله.

وقال إردوغان خلال زيارته بودابست الاثنين "لا يُمكن للمسؤولين عن القنصليّة التملّص عبر القول إنه غادر القنصلية. على السلطات المسؤولة إثبات ذلك (...) إذا كان غادر بالفعل، عليكم إثبات ذلك بالصور".

وبدا إردوغان الإثنين عازمًا على الضغط على الرياض التي تؤكّد أن خاشقجي غادر القنصلية بعد إتمامه معاملات إدارية.

وتابع إردوغان "يجري حاليًا درس التنقّلات من المطار وإليه. هناك أشخاص قدموا من السعودية. النيابة العامة تدرس هذه المسألة. من واجبنا السياسي والإنساني متابعة هذه المسألة".

وبعد أن أبدى الرئيس الأميركي دونالد ترامب قلقه حيال اختفاء خاشقجي، قال وزير خارجيته مايك بومبيو الاثنين في بيان "ندعو حكومة المملكة العربية السعودية لدعم تحقيق معمق حول اختفاء خاشقجي ولتكون شفافة بشأن نتائج هذا التحقيق".

وأضاف "لقد رأينا تقارير متضاربة حول سلامة ومكان وجود الصحافي السعودي البارز والمساهم بصحيفة واشنطن بوست جمال خاشقجي". وأشار إلى أن كبار مسؤولي وزارة الخارجية تحدثوا مع السعودية عبر القنوات الدبلوماسية حول هذا الشأن.

وقبل تصريحات إردوغان، كشفت وسائل إعلام تركية أنّ السلطات التركية طلبت تفتيش مقرّ القنصلية لكشف ملابسات اختفاء خاشقجي (59 عاما) وأن الطلب قُدّم إلى السفير السعودي في أنقرة الذي استُدعي إلى الخارجية الأحد للمرة الثانية في أقل من أسبوع.

وكان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان دعا الجمعة السلطات التركية إلى تفتيش القنصلية التي دخلها خاشقجي الثلاثاء الماضي ولم يخرج منها حسب تأكيدات الشرطة التركية.

وأشارت الشرطة التركية السبت إلى أنّ 15 سعوديًا قدموا إلى اسطنبول وغادروها الثلاثاء، وكانوا في مقرّ القنصلية لدى وجود خاشقجي فيها بناء على موعد مسبق لإتمام معاملات إدارية.

كما أعلنت المصادر التركية التي تحدّثت عن فرضية الاغتيال أنّ هؤلاء الأشخاص هم الذين نفّذوا الاغتيال.

إلا أنّ الرياض نفت فورًا هذه المعلومات، مؤكدةً أنّ الصحافي غادر مقر القنصلية بعد إنهائه معاملاته.

-تداعيات كارثية"-

وكانت صحيفة "واشنطن بوست" دعت الأحد، الإدارة الأميركية إلى مطالبة السعودية بـ"أجوبة" حول اختفاء خاشقجي. وكتبت الصحيفة "في حال لم يتعاون وليّ العهد (السعودي) بالكامل، على الكونغرس في بداية الأمر تعليق كل تعاون عسكري مع المملكة".

ونقلت عن مسؤول أميركي قوله إنّ نظراءه الأتراك أبلغوه بـ"أنّ جثّة خاشقجي قطّعت على الأرجح ووضعت في صناديق قبل نقلها بطائرة إلى خارج تركيا".

من جهته حذّر السناتور الأميركي ليندسي غراهام، المعروف بقربه من ترامب، السعودية الإثنين من أنه إذا تأكّد اغتيال الصحافي السعودي، فإنّ العواقب ستكون "مدمّرة" على العلاقات بين الرياض وواشنطن. واعتبر أنّ على السعودية تقديم "إجابات صادقة".

وتابع غراهام "نحن متّفقون على أنه إذا تأكّدت الاتهامات ضد الحكومة السعودية، فإنّ ذلك سيكون مدمّرًا للعلاقات بين السعودية والولايات المتحدة، وسيكون ثمة ثمن كبير يتعين دفعه وليس اقتصاديا فحسب".

وأكّد غراهام أنّ رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ بوب كوركر يُشاطره الرأي.

انتقل خاشقجي للعيش في الولايات المتحدة السنة الماضية خشية اعتقاله بعد انتقاده قرارات ولي العهد السعودي.

وواصل الاثنين صحافيون مطالبون بالكشف عن مصير خاشقجي الاثنين تجمعهم أمام القنصلية السعودية في اسطنبول حاملين صوَره التي كتبوا عليها "لن نغادر من دون جمال خاشقجي".

وقال محمد الذي قدّم نفسه على أنه صديق للصحافي "نُطالب بإطلاق سراحه على الفور إذا كان لا يزال حيًا. وفي حال لم يحصل ذلك، نريد أن نعرف تفاصيل ما حدث".

التعليقات 0