محللون: خلافات داخل حماس قد تعيق تطبيق اتفاق الدوحة

Read this story in English W460

قال محللون ان اعلان الدوحة لتشكيل حكومة توافق فلسطينية برئاسة الرئيس محمود عباس كشف وجود خلافات بين قيادة حماس في الداخل والخارج قد تؤدي الى تعطيل تطبيقه، بالرغم من محاولات الحركة التقليل من شانها.

فما ان اعلن اتفاق الدوحة الاثنين حتى صدرت مواقف متباينة من قادة حماس ابرزها تصريح نائب رئيس الكتلة البرلمانية للحركة القيادي اسماعيل الاشقر الذي رأى في الموافقة على ترؤس عباس حكومة توافق "تجاوزا للقانون الاساسي" في السلطة الفلسطينية.

الا ان مسؤولين آخرين قالوا ان الاعلان المفاجئ للاتفاق احدث "ارباكا" في صفوف الحركة.

ورأى مصطفى الصواف رئيس التحرير السابق لجريدة فلسطين التي تصدر في غزة انه "لا امكانية لتطبيق" الاتفاق لانه "مخالف للقانون ومخالف لاتفاق المصالحة وبالتالي سيكون ضمن اوراق وملفات لن تجد تطبيقها على الارض".

وينص القانون الاساسي للسلطة الفلسطينية على ان "يختار رئيس السلطة الوطنية رئيس الوزراء ويكلفه بتشكيل حكومته وله ان يقيله او يقبل استقالته وله ان يطلب منه دعوة مجلس الوزراء للانعقاد"، بحسب مصدر في المجلس التشريعي.

وفي رام الله اكد حسن خريشة نائب رئيس المجلس التشريعي ان هذا الاجراء "مخالف للقانون الاساسي الذي تم تعديله في 2003 حينما تم استحداث منصب رئيس الوزراء بالتالي نحن بحاجة الى تعديل القانون مجددا" في هذه الحالة.

ويقضي اعلان الدوحة بتشكيل حكومة التوافق الوطني من "كفاءات مهنية مستقلة برئاسة الرئيس محمود عباس تكون مهمتها تسهيل الانتخابات الرئاسية والتشريعية والبدء باعمار غزة".

وسيطلع الرئيس عباس الاطار القيادي لمنظمة التحرير على هذا الاعلان مرفقا بلائحة اسماء الوزراء المفترضين لعرضها على اجتماعه المقرر في 18 شباط/فبراير في القاهرة بحضور حماس والجهاد الاسلامي.

ورأى الصواف ان هذا الاعلان جاء "مجاملة" لامير قطر الذي رعى هذا الاتفاق وربما سعى مشعل الى الاتفاق حول عباس "لانهاء" حالة الجدل حول رئيس الحكومة الذي "يجب ان يكون مقبولا دوليا".

ويؤكد الصواف ان اختيار عباس "خطأ" لكنه اضاف "احيانا الضرورات تبيح المحظورات".

من جهته، اشار مخيمر ابو سعدة استاذ العلوم السياسية الى امكانية "تعطيل" من قيادة حماس في غزة للاتفاق، موضحا انه "اذا نفذ فسينفذ على مضض وتسويف" في ظل "وجود خلاف واضح" في المواقف.

ويرى ابو سعدة ان اصوات الانتقادات "بدت اكثر ضجيجا" داخل حماس والخلاف هذه المرة "جوهري واعتقد انهم بحاجة لبعض الوقت للملمته وحله".

وسارع فوزي برهوم المتحدث باسم حماس لنفي وجود اي خلاف داخل حركته بشأن اعلان الدوحة.

وذكر ابو سعدة بتصريحات للقيادي في حماس محمود الزهار بعيد اعلان المصالحة في القاهرة قبل شهرين انتقد خلالها اعطاء مشعل للرئيس عباس مساحة للتفاوض مع اسرائيل ومسالة المقاومة الشعبية.

ورأى ان هذه المرونة السياسية غير المتوقعة من مشعل نجمت عن "انعكاسات وتداعيات" الاحداث في سوريا على قيادة حماس في الخارج.

ولا يتوقع ابو سعدة "تنفيذا سريعا للمصالحة لان الشارع ليس متفائلا. فهناك معضلات كبرى مثل من هو وزير الداخلية ولا اعتقد ان القيادة في غزة ستوافق بسهولة على التفاصيل".

من جهته يؤكد جورج جقمان مدير مؤسسة مواطن لدراسة الديموقراطية" في رام الله ان اعلان الدوحة "خطوة لا بأس بها لكن ملف المصالحة طويل ولن يتم حله في وقت قصير".

وعزا احمد يوسف القيادي في حماس الخلاف في المواقف الى ان الاتفاق كان "مفاجئا" للجميع وخلق "حالة من القلق لدى القواعد والقادة"، موضحا ان "المفروض ان تدار مثل هذه القرارات عبر اطر قيادية معينة".

واضاف يوسف ان مشعل "لم يخرج عن النص المتفق عليه وهو تشكيل حكومة لا يراسها سلام فياض ولديه صلاحيات يستطيع اتخاذ القرار المناسب لان ابو مازن اصبح شريكا لنا واذا كان اختياره يخرجنا من المازق فنعم الاختيار لانه مقبول اميركيا واسرائيليا".

وتوقع يوسف انهاء هذا الخلاف "خلال ايام عندما يطلع الجميع على التفاصيل"، موضحا ان "الاطر القيادية في نقاشات داخلية الآن وابو الوليد (مشعل) يجري اتصالات مع كل واجهات الحركة الفلسطينية والاسلامية".

وعبر عن قناعته بان حكومة التوافق "سترى النور قريبا وامير قطر سيوفر ضمانات دولية بعلاقاته" مشيرا الى دعم مصر لهذا "الانجاز الهام فهو يمثل ثمرة الجهد المصري".

اما نبيل شعث عضو اللجنة المركزية لحركة فتح فتوقع في بيان "دعما فلسطينيا وعربيا وعالميا" لاتفاق الدوحة "لان الرئيس ابو مازن شخصية مقبولة من الجميع رغم ان تسلم الرئيس مهام رئاسة الحكومة سيضيف عليه اعباءا جديدة".

ويعتقد الصواف ان في حركة "مؤسساتية مثل حماس لا يجوز" لمشعل اتخاذ قرار بهذا المستوى "منفردا" لذا "المطلوب ان تخرج حماس لتوضح الموقف بشكل كامل وتقطع ما يقال حول الخلاف والاختلاف واما تقر مؤسساتها القيادية الاتفاق او ترفضه".

وخلص خريشة الى ان ختيار عباس كان "مخرجا منطقيا" للمرحلة الحالية لكن من الناحية "القانونية يجب العودة للنظام الداخلي".

التعليقات 1
Thumb chrisrushlau 19:39 ,2012 شباط 07

Good article. It puts you in the shoes of the Palestinian, who faces a government divided in two: the people's representatives are in jail or exile, and the traitors are in the government house. What do you do when you need electricity for your house?
Analysis might suggest this: the people do not mistake feeble administration (assuming the PA does anything beside distribute bribes and enforce Israeli law) for legitimate government. So don't plan on Abbas doing anything more than midwifing the birth of democracy in Palestine, if he wants that job. Yes, I mean all of Palestine. Thank you.