اتصالات في كل الاتجاهات لتظهير صورة الحكومة... ومسودتان قيد التحضير

Read this story in English W460

تابع الرئيس المكلف تشكيل الحكومة نجيب ميقاتي اتصالاته في كل الاتجاهات بعيداً من الأضواء، لتظهير صورة حكومته، وهو بصدد الانتهاء من وضع مسودتين لتشكيلتين، واحدة مع بعض مكونات "قوى 14 آذار" وأخرى من دونها.

وزار مساء الثلثاء رئيس الجمهورية ميشال سليمان وعقد معه اجتماعاً تشاورياً في شأن التركيبة الحكومية واطلعه على أجواء اتصالاته مع الأفرقاء الآخرين. وفي السياق نفسه زار رئيس مجلس النواب نبيه بري، كما استقبل في دارته في فردان رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط، وجرى البحث في مقترحات معينة لتوزيع الحقائب وتسمية وزراء كتلتي بري وجنبلاط.

كما التقى الاربعاء، بحسب صحيفة "السفير"، رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي النائب اسعد حردان وبحث معه في موضوع اشتراك الحزب في الحكومة، فيما ينتظر استكمال الاتصالات مع التيار الوطني الحر عبر ممثله الوزير جبران باسيل، في ظل إصرار رئيس التكتل النائب ميشال عون على حصة مسيحية وازنة لتكتله، وعلى أخذ رأيه في بقية الوزراء المسيحيين ممن هم خارج حصته.

ولفتت صحيفة "الحياة" الى أن اللّقاء الماراثوني بين ميقاتي وباسيل في حضور شقيق الرئيس المكلّف طه ميقاتي أعقبه اجتماع ثلاثي ضم باسيل والمعاونين السياسيين لرئيس البرلمان النائب في حركة "امل" علي حسن خليل، وللأمين العام لـ "حزب الله" حسين خليل.

ونقلت الصحيفة عن المصادر المواكبة تأكيدها أن لقاء ميقاتي وباسيل حقق بعض التقدم قياساً الى لقاءاتهما السابقة، لكنه لم ينته الى حسم الاختلاف القائم على إصرار "التيار الوطني" على إسناد حقيبة الداخلية لأحد المحسوبين عليه في مقابل تشدّد معظم قادة الأكثرية بأن تكون من نصيب فريق رئيس الجمهورية.

ولفتت المصادر نفسها الى أن حوار ميقاتي وباسيل اتسم بودية وبرغبة مشتركة في الوصول الى قواسم من شأنها أن تسرع في ولادة الحكومة. وقالت إن دخول "الخليلين" على خط المفاوضات بينهما ينم عن رغبة قيادتي "أمل" و"حزب الله" في تقريب وجهات النظر بينهما، ويلتقي مع إصرار القيادة السورية، كما نقل بعض زوار دمشق عن كبار المسؤولين فيها، على الإسراع في عملية التأليف.

وأوضحت أوساط ميقاتي لصحيفة "النهار" أن التحاور مع فريق 14 آذار في شأن المشاركة في الحكومة لم ينقطع، كما لم تنقطع حركة موفدي هذا الفريق مع ميقاتي الذي لا يزال مستمراً في التشاور معهم و"لكن من غير ان يعني ذلك أنه لا يفعل شيئاً سوى انتظارهم". وأشارت الى ان اتصالات ميقاتي تتواصل في موازاة ذلك مع أطراف 8 آذار من أجل إيجاد حلول للمطالب المتعلقة بحصص التوزير وتوزيع الحقائب.

وقالت جهات في قوى 14 آذار إن ثمة معطيات لديها عن أن ميقاتي سيعرض تشكيلة حكومية على سليمان خلال 48 ساعة لا تعطى الداخلية فيها لتكتل عون، واذا لم ينجح الأمر فان بت التشكيلة سيصير رهناً بعودة رئيس الجمهورية من زيارته للفاتيكان، مما يعني تأخير التأليف الى أبعد من منتصف الأسبوع المقبل.

وأبلغ مصدر مواكب لمسار المشاورات لصحيفة "السفير" أن المفاوضات مع قوى 14 آذار لم تشهد أي خرق جدي بعد احتفال 14 شباط، ولم يحدث أي تطور يمكن البناء عليه في عمليّة منح المزيد من الوقت أمام عملية تشكيل الحكومة، في ظل وجود خلاف جوهريّ حول المبادئ الّتي يراد من خلالها تكبيل الحكومة الميقاتيّة.

وأكد الوزير بطرس حرب لـ"السفير" ان "التواصل قائم مع الرئيس ميقاتي، لكننا لم نصل الى مرحلة حسم الخيارات بعد، ونحن والرئيس امين الجميل ابلغناه أن أيا منا لن يشارك في الحكومة منفردا، فإما كل قوى 14 آذار وإما لا أحد. ونحن لا نزال ننتظر موقفه من القضايا التي طرحناها عليه في الاستشارات النيابية".

أضاف: الحوار قائم برغم المواقف التي صدرت في احتفال "البيال" والأمور لم تصل الى حد الكسر.

ونقلت الصحيفة عن أوساط مقربة من رئيس الجمهورية انه لم يتم حتى الآن الاتفاق على شكل الحكومة حتى يجري البحث في تفاصيل الاسماء وتوزيع الحقائب، مؤكدة ان الرئيس سليمان لم يقدم اي طلب، سواء لجهة الاسماء او الحقائب، وهو ينتظر ان ينتهي الرئيس ميقاتي من اتصالاته وتقديم تصوره للحكومة حتى يعطي رأيه.

التعليقات 0