عسكريون سئموا الحرب في شمال مالي ينتفضون في باماكو
Read this story in English
تظاهر الاربعاء عشرات العسكريين الماليين الغاضبين من نقص الوسائل لمحاربة حركة المتمردين الطوارق والجماعات المسلحة في شمال البلاد واطلقوا النار في الهواء في باماكو حيث اقتحموا مقر الاذاعة والتلفزيون العام قبل ان يعيد الجيش سيطرته على الوضع.
واكد احد هؤلاء العسكريين الذين كانوا بالعشرات في الشوارع وهم يطلقون النار في الهواء ويثيرون الرعب في صفوف السكان، لوكالة فرانس برس "لقد سئمنا من الوضع في شمال" البلاد الذي يقع ضحية حركة تمرد الطوارق وانشطة مجموعات اسلامية متطرفة.
والعسكريون الذين اقتحموا مقر الاذاعة والتلفزيون في مالي الذي كانوا احتلوه بعد الظهر، هم شبان يتحركون ووجوههم مكشوفة. وقد اطلقوا النار في الهواء في مباني المقر الواقع في وسط باماكو واخرجوا منه جميع الموظفين.
وقبل ساعات قليلة من ذلك تظاهر جنود وهم يطلقون النار في الهواء في معسكر كاتي المدينة المحصنة التي تبعد 15 كلم من باماكو للمطالبة بتسليح ملائم للقتال في الشمال.
واعلن كابورال في المعسكر رفض الكشف عن هويته "نريد ذخائر للتوجه الى مقاتلة المتمردين الطوارق، لقد طفح الكيل، كفى". واضاف ان "وزير الدفاع جاء هذا الصباح الى كاتي، لكنه لم يقنعنا".
واكد ان الجنود لا يريدون "رحيل رئيس الجمهورية" امادو توماني توريه، مضيفا "انه رئيسنا، لكن ينبغي ان يقوم بتسوية الامور".
ومساء الاربعاء اشرف جنود من النخبة في الجيش المالي على عدد من المباني الرسمية في باماكو بما فيها محطة الاذاعة والتلفزيون التي احتلها جنود متمردون منذ بضع ساعات، كما افاد مراسل لوكالة فرانس برس.
وهؤلاء الجنود في فرقة المظليين الموالون للرئيس المالي امادو توماني توريه اتخذوا مواقع لهم ايضا امام الجمعية الوطنية ووزارة الخزانة العامة.
ولا يزال الرئيس توريه في قصره في كولوبا مساء الاربعاء وقد يلقي كلمة في المساء، بحسب احد مستشاريه.
وتعود الحياة الى طبيعتها تدريجيا في عدد من احياء باماكو حيث اثار جنود غاضبون في وقت سابق الذعر وهم يطلقون النار في الهواء.
وفي مطلع شباط تظاهر نساء واقرباء جنود في مدن عدة في مالي منها باماكو للتنديد بالصمت حيال وضع هؤلاء الجنود و"بتراخي السلطة" في مواجهة المتمردين الطوارق.
وتخلل تلك التظاهرات اعمال عنف كما تم تخريب ممتلكات يملكها طوارق. كذلك هاجم المتظاهرون انذاك ايضا ممتلكات مجموعات اخرى مثل عرب مالي او موريتانيين مقيمين في البلاد.
وكان الرئيس توريه نجح في تهدئة زوجات الجنود آخذا بالاعتبار مطالبهن وخصوصا تمكنهن من الحصول على اخبار ازواجهن في الجبهة، ودعا الى "عدم الخلط" بين المتمردين الطوارق والمدنيين من المجموعات الاخرى من ذوي البشرة البيضاء.
وتواجه مالي منذ 17 كانون الثاني هجمات يشنها المتمردون الطوارق في الحركة الوطنية لتحرير ازاواد ومتمردون اخرون، بينهم رجال مدججون بالسلاح قاتلوا لحساب نظام معمر القذافي، استولوا على مدن عدة في شمال البلاد.
واعلنت حركة اسلامية مسلحة للطوارق تعرف باسم انصار الدين وتقاتل من اجل فرض الشريعة في مالي، سيطرتها على ثلاث مدن في شمال شرق البلاد قرب الحدود مع الجزائر وهي تنزاوطن وتيساليت واغيلهوك.
وكانت انصار الدين اظهرت في شريط فيديو بثته في 13 اذار صورا لجنود ماليين قتلى في اغيلهوك وكذلك نحو ثلاثين اخرين اسرى.
فضلا عن ذلك اتهمت الحكومة المالية تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي الذي له قواعد في شمال مالي وينشط في عدة بلدان في منطقة الساحل بالقتال مع المتمردين الطوارق في الحركة الوطنية لتحرير ازاواد. ويحتجز تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي ثلاثة عشر غربيا بينهم ستة فرنسيين.
ومن المفترض مبدئيا ان تجرى الدورة الاولى للانتخابات الرئاسية التي لم يترشح اليها الرئيس توريه الذي تولى ولايتين من خمس سنوات، في 29 نيسان المقبل في مالي بالتزامن مع استفتاء دستوري.
لكن بعض المراقبين يتساءلون عن جدوى اجراء مثل هذا الاقتراع فيما تشهد نصف اراضي البلاد نزاعا مسلحا.