سليمان يستقبل نجاد: من حق إيران الإستخدام السلمي للنووي

Read this story in English W460

أكد رئيس الجمهورية ميشال سليمان خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد في قصر بعبدا على حق الدول في الاستخدام السلمي للطاقة النووية، مشدداً على حق ايران في هذا المجال.

وأشار الى انه تم التوقيع على مجموعة مذكرات تفاهم في المجالات كافة، مع التشديد على ضرورة العمل على تكثيف الجهود الهادفة لتعزيز فرص الاستثمار وزيادة حجم التبادل التجاري والثقافي بين البلدين.

وأضاف: أكدت لنجاد حرص لبنان على العمل لالزام اسرائيل بالقرار 1701 لا سيما الانسحاب الكامل من جميع الأراضي اللبنانية التي ما زالت تحت الاحتلال مع الاحتفاظ بحقنا في استرجاع هذه الأراضي بكل الطرق المشر، وشكرته على وقوف ايران الدائم بجانب لبنان في وجه الاعتداءات الاسرائيلية والدعم الذي قدمته اثر عدوان 2006 في إعادة البناء، وتم التأكيد على أهمية صيانة الوحدة الوطنية اللبنانية وميثاق العيش المشترك ودعم الدولة وتعزيز دعائم الاستقرار.

ولفت سليمان الى ان المحادثات تطرقت الى الارهاب الدولي وضرورة التفريق بينه وبين المقاومة وفي الموضوع العراقي تم تأكيد الحرص على وحدة العراق وسيادته واستقلاله، كما نؤكد على حق الدول في الاستخدام السلمي للطاقة النووية مع التأكيد على حق ايران في هذا المجال.

وأشار الى انه تم التأكيد على أهمية التمسك بالحقوق العربية والفلسطينية بما في ذلك استعادة الأراضي المحتلة وتكريس حق العودة ورفض التوطين وبالتالي ضرورة استمرار الجهد الهادف لفرض حل عادل وشامل في الشرق الأوسط في وجه تعنت اسرائيل ورفضها خيار السلام وتماديها في بناء المستوطنات.

بدوره أعرب الرئيس الإيراني عن "معارضته كل الاعتداءات والخروقات التي تقوم بها اسرائيل"، داعيا الى أن"تحل القضية الفلسطينية على أساس العدالة وأن يعود اللاجئون الفلسطينيون الى بلدهم، لأن هذه الروحية المجرمة للكيان الصهيوني موجودة في الهيمنة والاعتداءات".

وشدد على"دعمه الكفاح المرير للشعب اللبناني في مواجهته للاعتداءات الصهيونية ونصر بكل جد واصرار على تحرير الأراضي المحتلة في لبنان وسوريا وفلسطين".

واوضح نجاد اننا "نريد لبنان واحد موحد متطور ذات اقتدار ونقف بجانب الحكومة والشعب حتى تحقيق كامل أهداف الشعب اللبناني"، مشيرا الى انه" أكدنا مع سليمان أن" لبنان غيّر معادلات الأعداء في المنطقة وانكفأت لصالح شعوبها، معلنا أن "الشعب الايراني في كل الساحات حتى تحقيق الأهداف العليا اللبنانية سيقف الى جانب الحكومة اللبنانية والى جانب هذا الشعب الآبي والصديق".

واشار نجاد الى انه"تم التأكيد ايضا على ان" هناك لا محدودية أبدا أمام تعاوننا الثنائي وتم التوقيع على اتفاقيات ثنائية في شتى المجالات في العلم والاستثمار والطاقة والبيئة والنقل والتعليم العالي"، معربا عن ثقته أن" الاتفاقيات أوجدت فضاء جديدا بناء على المستوى الثنائي من أجل أن نخطو بخطوات ثابتة وأطول هذه الاتفاقيات قد مهدت لندخل مجالات مشتركة وكلا البلدين يعارضان الاحتلال والاعتداءات والجرائم التي يقترفها العدو الصهيوني ومن يدعم هذا الكيان".

واعتبر الرئيس الايراني أن" الشعب اللبناني وكافة الشعوب الآخرى في المنطقة قادرة أن تسير أمورها بنفسها وبمقدورها أن تسير علاقاتها مع بعضها البعض على أساس العدالة"، مشيرا الى انها" منطقة ليست بحاجة لتدخلات القوى الأجنبية ونحن اتفقنا مع سليمان على أن نكثف اتصالاتنا كلما أمكن، وسندعم أحدنا الآخر".

واكد نجاد أنه" اتينا الى لبنان لتعاون شعبينا وليس هناك أي مانع في ذلك، ما دمنا شعبان مستقلان وصديقان ونرغب بزيادة تعاوننا في كافة المجالات ونعمق جذور التعاون".

وأضاف: "أنا جئت بدعوة من سليمان وأنا ضيفه وضيف الحكومة والشعب اللبناني ورسالتنا الى الشعب اللبناني هي الوحدة والتعاون والسعي المشترك لبناء لبنان وعزته ورسالة الشعب الايراني الى الشعب اللبناني هي الصمود والمثابرة بجانبه، والشعبين يرفعون صوتهم لأنهم يطالبون بالعدالة والأخوة وأنا جئت الى هنا لأؤكد على هذه الاهداف المشتركة ونكون جميعا ساهمنا في الأمن الشامل ونحن نطالب شعبينا بالأسس والمشتركات ولدينا مصالح مشتركة وأهداف مشتركة".

وكان نجاد وصل عند التاسعة من صباح اليوم الاربعاء على رأس وفد رئاسي في زيارة رسمية تستمر يومين، بحيث كان في استقباله في أرض المطار رئيس مجلس النواب نبيه بري، وزير الخارجية علي الشامي، الوزير محمد فنيش، رؤساء الكتل النيابية والنواب والسفير الايراني غضنفر ركن ابادي واركان السفارة اضافة الى حشد من الجالية الايرانية في لبنان.

وتوجه الرئيس الضيف والرئيس بري يرافقهما الوزيرين الشامي وعبدالله الى الجناح الرئاسي بين ثلة من لواء الحرس الجمهوري حيث كانت استراحة في القاعة الرئاسية.

وقد رحب الرئيس بري في تصريح القاه في صالون الشرف، في مطار رفيق الحريري الدولي، بالرئيس الايراني، وقال :"قبل وصول طائرتكم قلت ان هذه الزيارة هي جدا مهمة بالنسبة للاصدقاء، ولكنها اصبحت اكثر اهمية بفضل اعدائنا، فأحيانا العدو يخدم اكثر من الصديق".

وخاطب بري نجاد قائلا: "فخامة الرئيس انت شاغل الدنيا ومالىء الناس في لبنان منذ ان اعلن عن هذه الزيارة، الحمد لله على السلامة، ولبنان كل لبنان وخصوصا الجنوب متعطش لرؤيتكم".

ورد الرئيس نجاد شاكرا الرئيس بري على هذا الاستقبال والترحيب وقال: "انني بين اخواني وانا اعتز بذلك كثيرا".

اضاف: "اليوم هذا يوم آخر بالنسبة لنا، وخصوصا ان نكون بخدمة اخواننا واحبتنا الاعزاء لدينا مثل فارسي يقول: ان العدو يصبح سبب خير اذا اراد الله ان الاعداء دائما يتوحشون عندما يرون ان الاصدقاء يستمتعون مع بعضهم البعض".

بعدها توجه الموكب الرئاسي من المطار الى مقر رئاسة الجمهورية في بعبدا وسط حشود شعبية غفيرة من المستقبلين على جانبي طريق المطار، وقد حياهم من السيارة التي تقله.

وتوجه اعضاء الوفد الرسمي الايراني ونظراؤهم اللبنانيون الى قاعة مجلس الوزراء، حيث انضم اليهم لاحقا الرئيسان سليمان ونجاد وعقدت محادثات موسعة في حضور رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري أعقبها التوقيع على اتفاقيات.

وسيشارك الرئيس الايراني مساء في تجمع شعبي في الضاحية الجنوبية من تنظيم حركة امل وحزب الله وسيكون هناك كلمة للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ، على ان يتناول العشاء في وقت لاحق الى مائدة الرئيس نبيه بري.

وستتوج زيارة أحمدي نجاد إلى لبنان الخميس بجولة في الجنوب.

وكان احمدي نجاد قد وصف لبنان بانه "النقطة المحورية في المقاومة"، في تصريح ادلى به قبل مغادرته طهران متوجها الى بيروت.

وقال ان "لبنان هو النقطة المحورية في المقاومة"، معتبراً ان هذا البلد "يلعب دورا ممتازا بهذا الصدد".

واوضح ان الهدف الرئيسي لزيارته هو تعزيز "العلاقات الثنائية في مجالات مختلفة واجراء محادثات ومشاورات مع المسؤولين اللبنانيين حول مواضيع اقليمية ودولية".

وذكرت صحيفة "السفير" انه من المتوقع ان تكون هناك محطة للرئيس الايراني عند ضريح عماد مغنية، ومن غير المستبعد أن يبادر الى زيارة ضريح الرئيس الحريري الذي كان أول رئيس حكومة لبنانية يزور إيران في العام 1997 فاتحاً الطريق أمام توطيد أواصر التعاون بين البلدين، وصولا الى ابداء استعداده لتوفير قطع غيار للطائرات الايرانية والدخول في مشاريع كبرى تتعلق بالطاقة وغيرها وذلك قبل أسابيع قليلة من استشهاده.

وذُكر ان الزيارة تمتد ثلاثة ايام بدلاً من يومين كما كان معلناً سابقاً.

ونقلت "السفير" عن مصادر دبلوماسية بارزة في بيروت ترجيحها أن يكون تمديد زيارة نجاد الى بيروت حتى يوم الجمعة مرتبطاً بوصول رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في اليوم نفسه، حيث من المتوقع عقد لقاء لبناني ـ إيراني ـ تركي قد يكون موضوع القرار الظني والمخارج المطروحة أحد أبرز عناوينه.

ولفتت الصحيفة الى انه قبل ساعات من وصوله الى بيروت، أجرى أحمدي نجاد اتصالا هاتفيا بالملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز، هو الاول من نوعه بينهما منذ فترة طويلة، حيث بحثا العلاقات الثنائية بين البلدين واستعرضا مجمل الأوضاع في المنطقة، كما اجرى نجاد اتصالا مماثلا بالملك الاردني عبد الله الثاني.

التعليقات 0