التأليف الحكومي بين المدّ والجزر: زخم في الاتصالات والاجتماعات مستمرة

Read this story in English W460

لا يزال مسار التأليف الحكومي يتأرجح بين مدّ وجزر، فيما تتفق مصادر مقربة من رئيسي المجلس النيابي نبيه بري والمكلف تشكيل الحكومة الجديدة نجيب ميقاتي على التأكيد ان هذا الأسبوع سيكون حاسماً لجهة ولادة الحكومة العتيدة.

وأكدت مصادر واسعة الاطلاع لصحيفة "السفير" أن الحكومة ستتشكل عاجلا أم آجلا، ولا داعي للقلق في هذا الشأن، معتبرة أن البطء الذي تتسم به عملية التأليف لا يعبّر حتى الآن عن "أزمة" حقيقية.

وتوقعت المصادر أن يتجدد زخم الاتصالات بدءا من اليوم، مشيرة الى اجتماعات مستمرة، بعضها معلن ومعظمها بعيد عن الاضواء، تعقد بين "الثلاثي المفاوض" الممثل للاكثرية الجديدة، الوزير جبران باسيل والمعاونين السياسيين لريئس البرلمان النائب علي حسن خليل والأمين العام لـ "حزب الله" حسين خليل، وبينهم وبين الرئيس المكلف نجيب ميقاتي.

وكشفت المصادر عن تحرك سيتم خلال الساعات المقبلة في اتجاه رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" ميشال عون سعيا الى إيجاد مخارج للعقد القائمة، مرجحة ان يلتقي أحد الوسطاء لتفعيل المشاورات.

وأشارت المصادر الى أن الرئيس بري ورئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط توافقا خلال لقائهما أمس الاحد، في عين التينة على وجوب بذل اقصى الجهود الممكنة للاسراع في تشكيل الحكومة، لافتة الانتباه الى ان جنبلاط قد يكون من أكثر المستعجلين في هذا الاطار، لانه يشعر بان الفراغ الحالي ثقيل الوطأة عليه، وبالتالي فهو يريد أن تكتمل مفاعيل المرحلة الجديدة التي كان له الدور الأهم في تكوينها، وذلك عبر تشكيل حكومة تكرّس المعادلة السياسية المستجدة وتشاركه في تحمل عبء المواجهة المباشرة مع الفريق الآخر.

ونقلت مصادر مواكبة للاتصالات الجارية في خصوص تأليف الحكومة لصحيفة "الحياة" عن ميقاتي قوله انه لن يفرّط بصلاحيات رئيس الحكومة ولن يسمح بالمساس بمقام الرئاسة الثالثة و "يخطئ من يعتقد أو يراهن على انني مستعد لألبس الثوب الذي يتعارض مع هذه التوجهات التي هي بالنسبة إلي بمثابة خط أحمر لا أسمح لأي كان بأن يتجاوزه".

وتضيف المصادر أن ميقاتي يستند في مفاوضاته الى قاعدة رفضه ان يكون الحلقة الأضعف في التركيبة الوزارية لما يترتب على ذلك من تداعيات سياسية لن يسلّم بها مهما كلف الأمر، ناهيك بالأضرار التي ستلحق به داخل طائفته في حال تراجع عما يعتبره ثوابت.

ولدى سؤال هذه المصادر عن الموقف السوري من تشكيل الحكومة، أكدت أن دمشق تفضل، حتى هذه اللحظة، عدم التدخل في التفاصيل وأنها تترك الحل والربط للقوى المحلية التي ستشارك فيها، مشيرة الى انها لم تضغط على ميقاتي أو تطلب منه الموافقة على ما يتعارض مع قناعاته، لكنها ايضاً لم تتدخل من اجل المساعدة لحلحلة بعض العقد التي ما زالت تؤخر ولادتها وأبرزها عقدة شروط عون الذي لا يبدي حتى الآن اي استعداد للتنازل عن بعضها لتسهيل مهمة الرئيس المكلف.

وتؤكد المصادر ايضاً ان قيادة "حزب الله" ترفض الضغط على حليفها الأول العماد عون لدفعه الى اعادة النظر ببعض شروطه وتنعيم مواقفه وهي تقوم بدور الوسيط على قاعدة إصرارها على تدوير الزوايا.

وعن موقف الرئيس بري من المفاوضات، قالت المصادر ان الأخير توجه لقضاء نهاية الأسبوع في دارته في مصيلح في جنوب لبنان، مبدياً عدم ارتياحه للأجواء التي سادت اللقاء الرباعي، الذي أتت نتائجه مخالفة لما كان يراهن عليه من تحقيق تقدم.

وتنقل المصادر عن بري إصراره على الإسراع في تشكيل الحكومة للالتفات إلى مطالب اللبنانيين وهمومهم من ناحية وللانصراف الى مواكبة التطورات والتغييرات المتسارعة في المنطقة من جهة ثانية، خصوصاً أن لا مصلحة في اي تأخير لم يعد له مبرر بعد قرار قوى 14 آذار عدم المشاركة في الحكومة.

التعليقات 0