القمة الروحية من بكركي: لتشكيل لجنة قانونية لصياغة نص مناسب لصون الاديان

قررت القمة الروحية الاسلامية-المسيحية التي انعقدت في بكركي اليوم الاثنين، تشكيل لجنة من القانونيين لصياغة النص الملائم ودراسة اجراءات تصون الاديان وعقائدها من الاساءة والتجريح تحت طائلة الملاحقة.

والتأمت القمة، لبحث مختلف المواضيع اهمها الوضع المعيشي الذي يمر به لبنان، وزيارة البابا بنديكتوس السادس عشر، منتصف الشهر الجاري، والاساءة الى النبي محمد.

فدان المجتمعون فيلم "براءة المسلمين" المسيء للاسلام ونبيه وتأكيد على ان الانتهاك لحرمة اي دين انتهاك لحرمة الاديان، كما نددوا بردات الفعل العنيفة التي اوقعت ضحايا واساءت للمسيحيين في بعض البلدان.

ودعوا الامم المتحدة والجامعة العربية لاتخاذ قرارات تحول دون استغلال حرية التعبير للاساءة للاديان ورموزها وانعكاسها سلبا على العلاقات المسيحية الاسلامية والتسبب بفتنة.

ووفق البيان الذي صدر اثر الاجتماع فقد تقرر تشكيل لجنة من القانونيين لصياغة النص الملائم ودراسة اجراءات تصون الاديان وعقائدها من الاساءة والتجريح تحت طائلة الملاحقة والعهد الى اللجنة الاسلامية المسيحية وضع الية تنفيذ هذه التوصية.

وشهدت نختلف البلدان ضمنها لبنان تظاهرات مندد بالفيلم المسيء الى الاسلام "براءة المسلمين" الذي انتج في الولايات المتحدة وادى الى مقتل السفير الاميركي في ليبيا، الى جانب الاعتداء على المطاعم الاميركية كما حصل في لبنان عبر احراق مطعم "كاي اف سي" في طرابلس.

وعن زيارة البابا بنديكتوس السادس عشر الى لبنان، اعرب المجتمعون عن شكرهم الكبير للزيارة التاريخية التي اعلت شأن لبنان كبلد آمن ومنفتح وافضل مكان لتوقيع الارشاد الرسولي، مؤيدين "ما تضمنه هذا الارشاد وكلمة قداسته لجهة التاكيد على اصالة وعمق العلاقة بين المسيحيين والمسلمين وعلى لبنان نموذج لسلامة هذه العلاقة والتعاون المسيحي والاسلامي".

ولفت المجتمعون الى ان "رسالة البابا تذكير بان لبنان مساحة تفاعل وحوار من اجل حضارة قائمة على السلام والتنوع في الوحدة وليس ساحة صراع ورغم واقعنا والقلق من التطورات لا يزال البابا يعتبر ان لبنان يحمل رسالة تاريخية وحضارية الى العالم بأسره".

وتم التوافق "للعمل معها لتعميم الرسالة الاخوية ونقلها الى القيادات الروحية في الدول العربية الاخرى وحض المواطنين على الثبات بارضهم والتصدي لموجة الهجرة في الشرق".

وزار بابا روما لبنان من 14 الى 16 ايلول، حيث كان في استقباله حشود غفيرة شعبية ورسمية وسياسية، وحيث وقع الارشاد الرسولي.

وتطرق المجتمعون الى الازمة المالية التي يمر بها لبنان و"انعكاساتها التي تزداد معالمها سوءاً خصوصا تفاقم الدين العام وارتفاع البطالة وغلاء المعيشة والفقر وتزايد الفئات المحرومة ما يدفع ببعضنا الى حركات التطرف وبروز ظواهر الخطف والسلب المدانة بشدة".

ودعوا الى "انتهاج سياسة اجتماعية اقتصادية تعتمد نظاما ضرائبيا اكثر عدالة وتامين الانماء للمناطق المحرومة واستحداث فرص عمل للمتخرجين وتشجيع الاستثمار في المشاريع الزراعية والصناعية والخدماتية وتعزز الانماء الشامل".

وناشد المجتمعون "اللبنانيين جميعا للعمل بوحي من ضميرهم لتعزيز وحدتهم الداخلية الضامن الأساس لقيام دولة الحق التي تكون على مستوى الآمال المعقودة عليه والمسؤولين التعاون على تحقيق الخير العام وإعلاء شأن لبنان، وطن الرسالة في احترام التعدّدية والحرية المسؤولة".

وفي مستهل القمة، القى البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، كلمة، شدد فيها على ان "الاساءة للنبي محمد هي اساءة للمسلمين والمسيحيين".

وتابع "المفروض ان نتوصل الى قرار نهائي وليس ان ندين فقط"، مشددا على "ضرورة ان تتحمل الاسرة الدولية مسؤوليتها"، ومعتبرا ان هذه "الاساءات تزعزع السلامة بين الناس".