حشود ضخمة وصلت الى الـ40 الف شخصا في تشييع شكري بلعيد وصدامات مع الشرطة

Read this story in English
  • W460
  • W460
  • W460

شارك عشرات آلاف الاشخاص الجمعة في تشييع جنازة المعارض التونسي شكري بلعيد الذي اغتيل الاربعاء، مرددين شعارات ضد سلطة الاسلاميين في تونس التي شهدت مواجهات بالرغم من انتشار الامن والجيش بكثافة.

وقالت وزارة الداخلية التونسية لوكالة "فرانس برس"، أن نحو 40 الف شخص شاركوا في تشييع جنازة بلعيد (48 عاما) التي تحولت الى تظاهرة ضد حزب النهضة الاسلامي الذي وجهت اليه أصابع الاتهام في هذه الجريمة التي لا سابق لها في تاريخ تونس المستقلة ويتحمل مسؤولية الازمة الامنية والسياسية التي تغرق فيها البلاد منذ اشهر.

و قال خالد طروش المتحدث باسم الوزارة "بحسب تقديرات الشرطة فان نحو 40 الف شخص شاركوا في الجنازة".

وأشار مع ذلك الى مهاجمة مبان عامة ومقار لحزب النهضة الاسلامي الجمعة في بعض المدن التونسية منها المهدية (الساحل الشرقي) وحمام الانف جنوب العاصمة.

ووري جثمان المعارض اليساري الثرى نحو الساعة 16,00 (15,00 تغ) وسط تكبير آلاف المشيعين الذين انشدوا ايضا النشيد الوطني التونسي وتلوا على روحه فاتحة الكتاب.

ودفن الجثمان في مربع الشهداء في مقبرة الزلاج بالمدخل الجنوبي للعاصمة التونسية.

والقى حمة الهمامي زعيم حزب العمال التونسي والجبهة الشعبية (تحالف احزاب يسارية وبعثية بينها حزب الوطنيون الديمقراطيون الموحد الذي كان بلعيد امينه العام)، في الجموع الخاشعة كلمة قصيرة لتابين المعارض الراحل، قال فيها بالخصوص "دمك لن يذهب هدرا، انت لم تمت، ستبقى حيا فينا، ونحن لن نخون ولن نتراجع ولن نتخاذل".

وسجلت اضطرابات على هامش الموكب الجنائزي حيث احرق "منحرفون" قدموا من احياء قريبة من المقبرة بعض السيارات واعتدوا على مدنيين والقوا حجارة على شرطيين التي ردت باطلاق الغاز المسيل للدموع مقابل المقبرة.

وفي شارع الحبيب بورقيبة بقلب العاصمة طارد عناصر الشرطة بالهراوات والغاز المسيل للدموع عشرات المتظاهرين الشبان المناهضين للسلطة كانوا يهتفون "ديغاج" (اغرب) الشعار الشهير لثورة "الحرية والكرامة" بتونس في كانون الثاني 2011.

وقال خالد طروش لوكالة "فرانس برس" انه تم "توقيف 132 من مثيري الشغب" مشيرا الى ان التظاهرات في كامل البلاد جرت "عموما" بدون مشاكل كبيرة.

بيد انه اضاف "لكن عموما فان التظاهرات في البلاد جرت في ظروف جيدة".

واشار مع ذلك الى مهاجمة مبان عامة ومقار لحزب النهضة الاسلامي الجمعة في بعض المدن التونسية منها المهدية (الساحل الشرقي) وحمام الانف جنوب العاصمة.

ولمناسبة تشييع جنازة شكري بلعيد الذي اغتيل صباح الاربعاء امام منزله بالعاصمة، شل اضراب عام دعت اليه احزاب معارضة والاتحاد العام التونسي للشغل (مركزية نقابية)، الحركة في البلاد.

وكان بلعيد معارضا شرسا للاسلاميين وكان يتولى منصب امين عام حزب الوطنيين الديمقراطيين. ولم تعلن حتى الان أي معلومات بشان منفذي ومدبري اغتياله.

ومن الشعارات التي ترددت الجمعة عند مدخل مقبرة الزلاج "الشعب يريد اسقاط النظام" و "الشعب يريد ثورة من جديد" قبل ترديد شعارات مناهضة لرئيس حزب النهضة راشد الغنوشي مثل "غنوشي يا سفاح يا قاتل الارواح" و"غنوشي احمل كلابك وارحل"، إضافة الى "لا اله الا الله والغنوشي عدو الله" و"يا غنوشي با سفاح يا قتال الارواح".

كما ردد الحاضرون "بالدم بالروح نفديك يا شهيد" وشعارات اخرى تتهم اسلاميي النهضة بانهم "قتلة".

ولم تظهر قوات الامن في جبل الجلود.

وقال صالح بلعيد ان "ابني رجل عاش في شجاعا وكريما، لم يخف ابدا واستشهد من اجل بلاده".

وتوافد العديد من التونسيين الى المكان الذي قتل فيه شكري بلعيد مرددين "وداعا يا شكري يا شهيد الحرية" لوضع باقات الزهور.

ولزمت زوجته بسمة الصمت بعد ان اتهمت مرارا حركة النهضة بانها من دبر جريمة قتل زوجها.

وحلقت مروحيات للجيش في سماء العاصمة حيث انتشرت عربات عسكرية في شارع الحبيب بورقيبة حيث سجلت صدامات في الايام الاخيرة قتل فيها شرطي. ودخل شرطي آخر في حالة غيبوبة الجمعة بعد تعرضه للضرب بايدي متظاهرين ليل الخميس الجمعة في قفصة (جنوب غربي).

كما تم نشر قوات من الجيش امام اهم المقار الادارية في مدينة جرجيس (جنوب شرقي) وفي سيدي بوزيد مهد الثورة التونسية.

وتظاهر في هذه المدن وغيرها مئات الاشخاص وهم يهتفون "قتلة" و"شكري ارتاح ارتاح، سنواصل الكفاح". وسجلت لفترة قصيرة صدامات في قفصة بين شرطيين ومتظاهرين.

حدث ذلك رغم دعوة اتحاد الشغل والقوى السياسية الى "اضراب سلمي ضد العنف" وايضا دعوة السلطات الى "تفادي كل ما من شانه الاساءة للنظام العام".

ولقيت الدعوة للاضراب العام استجابة واسعة. وألغيت كافة الرحلات الجوية من مطار تونس قرطاج واليه وبدت شوارع العاصمة مقفرة وعربات المترو فارغة.

كما اغلق معظم المتاجر ابوابه والمؤسسات باستثناء الاسعاف الطبي الطارىء في المستشفيات والصيدليات والبقالات التي تبيع المواد الغذائية الاساسية، بحسب المركزية النقابية.

وجاء الاضراب الاهم من نوعه منذ ثورة 2011، في ظرف اقتصادي واجتماعي شديد التوتر وتعدد التظاهرات والنزاعات الاجتماعية التي كثيرا ما تخللها عنف، وتتغذى من تفشي البطالة والبؤس وهما العاملان الاساسيان في تفجر ثورة 2011.

ولا تزال حالة الطوارىء سارية في تونس منذ بداية 2011 وتلاقي السلطات صعوبات في استعادة الامن مع تصاعد اعمال العنف التي ينسب اخطرها الى مجموعات اسلامية متطرفة.

كما عمق اغتيال بلعيد الازمة السياسية مع ظهور انقسامات بين معتدلي حزب النهضة الذين يمثلهم رئيس الوزراء حمادي الجبالي ومتشدديه المصطفين خلف الغنوشي.

التعليقات 0