باريس: الفراغ الحالي أفضل من تشكيل حكومة مع القرار الاتهامي

كشف مصدر فرنسي رفيع المستوى ان قرار المحكمة الدولية الخاصة بلبنان سيصدر خلال بضعة أسابيع، مستبعداً أن "تكون سوريا من بين المتهمين لدى صدور الحكم".

وفي ما خص تشكيل الحكومة، فال المصدر لصحيفة "الحياة" إن أحد مخاطر تشكيل الحكومة اللبنانية الآن هو قطع العلاقة مع المحكمة الدولية|، وباريس لن تدفع في هذا الاتجاه، وأضاف في هذا الإطار: "عندما يصدر الحكم، إذا كانت هناك حكومة يشارك فيها "حزب الله" فقبل أن يعلن القاضي نتائجه الأولية سيكون له أن يقطع العلاقة بين هذه الحكومة والمحكمة الدولية".

وعليه، ترى فرنسا، ودائماً بحسب المصدر، ان المبادرة المطلوبة منها في شأن حلحلة الجمود الحكومي ليست منطقية، كما ان الوقت الذي استغرقه صدور القرار أتاح استيعاب ما سيحصل مع نتيجة عمل القاضي الدولي.

واذ اعتبر المصدر أن "حزب الله" عاجز عن تشكيل حكومة، لفت الى انه "في العمق قد يرى الرئيس المكلف نجيب ميقاتي أنه قد يكون من الأفضل له ألا يكون على رأس حكومة تتشكل الآن"، مضيفا أن "هناك استحقاقاً واحداً مهماً وهو التجديد لحاكم مصرف لبنان رياض سلامة، ويبدو لباريس انه قد تكون هناك أطر ممكنة للتجديد له، خصوصاً عبر اجتماع حكومة تصريف الأعمال بنقطة واحدة فقط على جدول الأعمال هي التجديد لسلامة".

أما بالنسبة الى رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي، أكد المصدر انه ليس لدى باريس أي اعتراض أو انتقاد لشخصه، مضيفا: "لبنان بلد ديموقراطي وإذا تشكلت الحكومة فيه سنعمل مع هذه الحكومة، فهذا طبيعي".

ورأى أن "الفراغ الحالي يحمي ميقاتي في الأوضاع الحالية"، مشيراٍ الى أنه "لو كانت هناك حكومة مشكّلة الآن برئاسة ميقاتي لكانت المشاكل يومية ولكان على الرئيس المكلف أن يتصل بجميع الأصدقاء طلباً للنجدة في ظل المشاكل والعراقيل التي سيواجهها".

وعن احتمال وقوع أحداث أمنية في لبنان نتيجة الوضع في سوريا وموقف فرنسا، شدد المصدر على ان "اي حادث تتعرض له قوات "اليونيفيل" لن يمر من دون رد من الدول المشاركة".

وكشف المصدر ان "باريس نصحت مختلف القوى اللبنانية بأن تبقى بعيدة كل البعد عما يحصل في سوريا"، الا انه استدرك بالقول: "لم يكن علينا أن نقول ذلك لأننا لاحظنا أنهم اختاروا عدم التدخل والبقاء بعيداً"، مؤكدا انه "ليس هناك من أسلحة تصل الى سوريا من احزاب لبنانية كما اشيع سابقا فالجميع في لبنان يتجنب التدخل في الوضع السوري، ولدى باريس انطباع بأن القيادة السورية مدركة أن جميع اللبنانيين، بكل اتجاهاتهم، لا يتدخلون في الساحة السورية".