بلامبلي يدعو الى التفاعل مع سلام لتشكيل الحكومة: لتفادي الفراغ في قيادة الجيش

Read this story in English W460

شدد المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان ديريك بلاملي، على ان "أفضل الطرق لحماية استقرار لبنان خلال هذه المرحلة هو من خلال تعزيز واحترام مؤسسات الدولة"، دعيا "جميع الاطراف الى التفاعل مع رئيس الحكومة المكلف لتشكيل الحكومة".

وقال بلامبلي بعد لقائه كل من رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي اليوم الاربعاء: "التأخير في تشكيل حكومة جديدة أمر مثير للقلق"، مضيفا: "أعلم أن الرئيس بري أيضاً لديه نفس هذا القلق".

وعليه، دعا بلامبلي "جميع الأطراف على التفاعل مع رئيس الوزراء المكلف في مسألة تشكيل حكومته"، مؤكدا أن "أفضل الطرق لحماية استقرار لبنان خلال هذه المرحلة هو من خلال تعزيز واحترام مؤسسات الدولة اللبنانية".

وأردف: "أحاطني لرئيس بري بخصوص الجلسات التي كان يمكن أن تتم بخصوص التمديد للتعيينات العسكرية"، معلنا في هذا الاطار أن " الجيش اللبناني شريك حيوي للأمم المتحدة هنا في لبنان".

وقال: "يهمنا جداً أن تحل هذه المشكلة، مشكلة احتمال الفراغ في المناصب العليا في الجيش في أسرع وقت ممكن انشاءالله"، مؤكدا أن "المجتمع الدولي لا يزال موحداً في عزمه على دعم سيادة لبنان، وأمنه واستقراره".

وكان بلامبلي رأى بلامبلي في حديث لصحيفة "النهار"، أنه "من الضروري اتخاذ القرارات المناسبة لتفادي الفراغ في قيادة الجيش"، مردفاً أن " والمطلوب جهد مشترك للالتقاء والسعي الى حماية لبنان ضد المفاعيل البعيدة المدى والمستمرة للنزاع الطويل في سوريا".

وأشار الى "ضرورة وجود دعم سياسي قوي للجيش وتعزيز قدراته للتعامل مع التحديات اضافة الى اتخاذ قرارات لتفادي الفراغ في قيادة الجيش"، مؤكداً أن "موضع قلقه يتمثل في ضرورة تفادي الفراغ".

وأضاف في السياق عينه "نرى تأخيراً وما اقوله هو انه يجب تفادي الفراغ، الا انه يعود الى السياسيين ان يتوصلوا الى حل، إذ هناك حاجة الى هذا الحل".

وكان رئيس الحكومة السابق سعد الحريري دعا الثلاثاء الى التمديد لقائد الجيش، فرد عليه رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون، معتبراً أنّ "تضحيات الجيش لا تُقرّش بالتمديد".

وأضاف عون: "عليهم أن يعلموا بأنّنا الأولى بإعطاء الرّأي في موضوع تعيين قائد للجيش. ونحن أولى من سعد الحريري وأيّ حزبٍ آخر وفقاً لتقاليد التعيينات، ولا يجوز أن يتجاوزنا أحد، لأنّنا نحن من نمثّل المسيحيين في الحكومة".

ولاحقا، رد الحريري على عون، مشيرا الى ان "الجيش هو لكل اللبنانيين، مسيحيين ومسلمين، وقيادة الجيش تختزل هذا المفهوم الوطني منذ تأسيس الجيش ولا يجوز لأي طرف سياسي او طائفي ان يدعي احتكار ذلك".

يشار الى أن بري كان قد تسلم "عريضة" من وفد لـ14 آذار، يطالبه فيها التمديد للقادة الامنيين."

ويُذكر ان عدداً من نواب كتلة "المستقبل"، قدموا اقتراح قانون بصفة المعجل المكرر لتعديل السن القانونية للقادة الامنيين.

وبهذا الاقتراح تتم زيادة سنوات خدمة الامنيين الى سني 62 و63 سنة. ويُشار الى ان رئيس "جبهة النضال الوطني" وليد جنبلاط اعلن انه وقع على العريضة.

وكان رئيس الجمهورية ميشال سليمان قد اقترح، رفع سن تقاعد قائد الجيش وعدد كبير من أركان القيادة من 58 الى 62 عام، اذ انه "العمر المعقول لتطوير السلسلة العسكرية".

وفي سياق منفصل، لفت بلامبلي في حديثه لـ"النهار" الى أن "التفاهم الدولي موجود إزاء تحييد لبنان عن الصراعات الإقليمية، وكذلك القلق من الاحداث الامنية"، مردفاً انه "قد ازدادت اهمية هذا التوافق ومعه اهمية ان يكون المجتمع الدولي وعلى مستوى مجلس الامن موحداً حيال دعم لبنان".

وأوضح بلامبلي "صحيح ان هناك انقسامات في ما يتعلق بسوريا، ولكن في المقابل هناك إجماع حيال لبنان، ولمست ذلك في نيويورك وواشنطن، ومن المهم ان مجلس الأمن عبّر وللمرة الأولى منذ اعوام عن نظرته في بيان رئاسي مفصل مع تحديد المطلوب لمساعدة لبنان. كان موقفاً موحداً".

ولفت الى أن "مجلس الامن ندد بالاعتداء الارهابي على المدنيين في بئر العبد"، مردفاً أن "ذلك كان عملاً ارهابياً واضحاً".

وأضاف أن "الامين العام للامم المتحدة ومجلس الامن أعربا في شكل واضح عن قلق حقيقي من انخراط لبنانيين وآخرين في الصراع في سوريا"، مشدداً على أن "الخطر حقيقي، اذ ان ثمة عناصر منخرطة في الصراع ومن شأن ذلك ان يقود الى تمدد الازمة الى لبنان. والجواب هو انه يجب حماية لبنان من هذه التداعيات".

وأردف أنه " كان للبنان جواب واضح يتمثل بسياسة "النأي بالنفس"، وقد اتخذ قرار بالاجماع عبر "اعلان بعبدا"، والمطلوب جهد مشترك للالتقاء والسعي الى حماية لبنان ضد المفاعيل البعيدة المدى والمستمرة للنزاع الطويل في سوريا".

وأدى انفجار سيارة مفخخة في مرأب للسيارات في بئر العبد الى سقوط أكثر من 50 جريحاً فضلاً عن الاضرار المادية التي لحقت بالمنطقة. ما استدعى بيانات استنكار محلية ودولية.

يُذكر ان "حزب الله"، أعلن بصراحة مشاركته في القتال الى جانب حليفه النظام السوري ورئيسه بشار الاسد، على الرغم من اعتماد لبنان سياسة النأي بالنفس عن الازمة السورية الدائرة منذ آذار 2011.

وبالنسبة لمصير الرسالة التي تسلمها بلامبلي من رئيس الجمهورية ميشال سليمان عن الاعتداءات ضد الاراضي اللبنانية لرفعها الى بان كي – مون، أشار بلامبلي في حديثه للصحيفة عينها الى أنه "أرسل المذكرة الى الامين العام. وهو بدوره ارسلها الى رئيس مجلس الامن الذي وزعها على الاعضاء. وتطرق البيان الرئاسي في 9 تموز الى المسألة بتكراره قلق رئيس الجمهورية، مشدداً على اهمية ان يتم احترام وحدة الاراضي اللبنانية وسيادتها".

وكان قد سلم سليمان في حزيران الفائت، الممثل الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان ديريك بلامبلي، مذكرة بالخروق والاعتداءات ضد الاراضي اللبنانية من الاطراف المتصارعة في سوريا كافة، لرفعها الى الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون لتوزيعها بوصفها وثيقة رسمية من وثائق مجلس الامن.

التعليقات 0