إختيار الفلسطينيين للمصالحة مع حماس يثير استياء اسرائيل

Read this story in English W460

إتفق الفلسطينيون على تشكيل حكومة وحدة وطنية خلال خمسة اسابيع في اطار جهود المصالحة الداخلية بين حركتي فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس وحماس التي تسيطر على قطاع غزة، مما اثار انتقادات المسؤولين الاسرائيليين في غياب اي تقدم في مفاوضات السلام المتعثرة مع اسرائيل.

واكد مصدر مشارك في اللقاء لوكالة فرانس برس ليل الثلاثاء الاربعاء طالبا عدم الكشف عن هويته انه "تم التوصل الى اتفاق بشأن تشكيل حكومة كفاءات خلال خمسة اسابيع".

واضاف انه "تم ايضا احراز تقدم في ملف الانتخابات ومنظمة التحرير وسيتم استكمال اللقاءات غدا".

بدوره قال خليل الحية القيادي البارز في حركة المقاومة الاسلامية (حماس) في تصريح عقب انتهاء الاجتماع ان "اللقاء شهد تقدما ملموسا في عدد من الملفات".

وجاءت هذه التصريحات عقب لقاء استمر نحو ست ساعات بين قيادات حماس، وفي مقدمتها اسماعيل هنية رئيس وزراء حكومتها وموسى ابو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي للحركة، ووفد منظمة التحرير برئاسة عزام الاحمد، مسؤول ملف المصالحة في حركة فتح.

والى جانب الاحمد يضم وفد المنظمة، المكلف من الرئيس الفلسطيني محمود عباس، كلا من النائب المستقل مصطفى البرغوثي ورجل الاعمال المعروف منيب المصري وبسام صالحي امين عام حزب الشعب الفلسطيني وجميل شحادة امين عام الجبهة العربية الفلسطينية.

واستأنف الجانبان محادثاتهما صباح الاربعاء في "اجواء ايجابية" بحسب مصدر مقرب من المحادثات. ومن المتوقع عقد مؤتمر صحافي خلال اليوم.

وتجري المحادثات حول "تشكيل حكومة توافق وطني والانتخابات وتفعيل اطار منظمة التحرير الفلسطينية".

وليست هذه المرة الاولى التي يعلن فيها الطرفان رغبتهما في تشكيل حكومة وحدة وطنية.

ومنذ ان سيطرت حركة حماس على قطاع غزة منتصف حزيران 2007، فشلت كل جهود الوساطة التي بذلتها مصر خصوصا لتحقيق المصالحة بين الحركتين.

واكد استاذ العلوم السياسية في جامعة بيرزيت سمير عوض لوكالة فرانس برس ان "الناس سمعت هذه الاخبار اكثر من مرة وانفعلت. وفي النهاية كان يتم خرق الاتفاق سواء من فتح او من حماس".

بينما اشار المحلل السياسي هاني المصري الى ان "المصالحة (الفلسطينية) والمفاوضات (مع اسرائيل) حاليا تكتيكية، كل طرف له حساباته الخاصة" موضحا ان "هذه المصالحة لا تقف على اقدام ثابتة ومعرضة للانهيار في اي لحظة".

ومن جهته، اتهم رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الاربعاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس بتخريب عملية السلام.

وقال نتانياهو عند استقباله وزير الخارجية النمساوي سباستيان كورس "بدلا من ان يختار ابو مازن (محمود عباس) السلام مع اسرائيل هو يختار المصالحة مع حماس".

واضاف "هل يريد المصالحة مع حماس ام السلام مع اسرائيل؟ يمكن تحقيق احدهما فقط. امل ان يختار السلام (مع اسرائيل) ولكن حتى الان لم يفعل ذلك".

وردا على تصريحات نتانياهو اكد كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات انه "لا يمكن تحقيق السلام دون تحقيق المصالحة الفلسطينية".

وقال عريقات لوكالة فرانس برس "المصالحة مصلحة فلسطينية عليا".

وعقد الثلاثاء لقاء تفاوضي جديد بين المفاوضين الفلسطينيين والاسرائيليين بحضور المبعوث الاميركي مارتن انديك.

واشار عريقات الى ان الاجتماع "استمر لساعات" موضحا ان "الهوة ما زالت عميقة والخلافات قائمة".

واضاف "سنواصل لقاءاتنا مع الوفد الاسرائيلي حتى التاسع والعشرين من الشهر" وهو الموعد النهائي المحدد للمفاوضات.

ومؤخرا تعثرت هذه المفاوضات وهي تقترب اكثر فاكثر من شفير الانهيار.

ورفضت اسرائيل الثلاثاء مطالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس لتمديد مفاوضات السلام قبل اسبوع من انتهاء فترة التسعة اشهر المحددة للتوصل الى اتفاق.

واكد عباس خلال لقاء مع صحافيين اسرائيليين في مقر الرئاسة الفلسطينية في رام الله الثلاثاء استعداده لتمديد المفاوضات مع اسرائيل حتى ثلاثة اشهر بعد موعدها النهائي، شرط ان تجمد حكومة بنيامين نتانياهو بشكل كامل الاستيطان وان تقبل بمناقشة حدود الدولة الفلسطينية المستقبلية.

وتشهد عملية السلام مأزقا منذ رفضت اسرائيل الافراج في 29 اذار عن دفعة رابعة واخيرة من الاسرى الفلسطينيين.

واستؤنفت مفاوضات السلام المباشرة في تموز الماضي بعد توقفها ثلاث سنوات، اثر جهود شاقة بذلها وزير الخارجية الاميركي جون كيري الذي انتزع اتفاقا على استئناف المحادثات لمدة تسعة اشهر تنتهي في 29 نيسان.

وبموجب هذا الاتفاق وافقت السلطة الفلسطينية على تعليق اي خطوة نحو الانضمام الى منظمات او معاهدات دولية خلال فترة التفاوض مقابل الافراج عن اربع دفعات من الاسرى الفلسطينيين المعتقلين لدى اسرائيل منذ 1993.

وتم الافراج عن ثلاث دفعات من الاسرى، لكن اسرائيل اشترطت للافراج عن الدفعة الرابعة ان يتم تمديد المفاوضات الى ما بعد 29 نيسان. لكن الفلسطينيين رفضوا هذا الشرط المسبق وقرروا التقدم بطلب انضمام فلسطين الى 15 اتفاقية ومعاهدة دولية.

التعليقات 0