إسطنبول تستعد للاحتفال بعيد العمال في اجواء متوترة بعد حوالى سنة على عصين ساحة تقسيم
Read this story in English
من المنتظر تجمع الاف المتظاهرين الاربعاء في اسطنبول للمشاركة في احتفالات الاول من ايار، في حين يسود توتر شديد المناطق المحيطة بساحة تقسيم الشهيرة التي اعلنتها الحكومة منطقة محظورة لمنع الوصول اليها، بعد نحو سنة على موجة الاحتجاج التي عصفت بتركيا.
وتحولت ضواحي القلب الاوروبي للمدينة التركية الى معسكر حصين منذ ايام. فقد وضعت مئات الحواجز المعدنية حول ساحة تقسيم، وستتم الاستعانة بعشرات الالاف من عناصر الشرطة - 40 الفا كما تقول وسائل الاعلام التركية- لمنع الوصول اليها.
وفي الاجواء السياسية البالغة التوتر التي تهيمن على البلاد منذ اشهر، تبدو المعركة قاسية للسيطرة الرمزية على الساحة.
وحصلت في العام الماضي صدامات عنيفة بين الشرطة والنقابات واعضائها حول ساحة تقسيم ومنع المتظاهرون من دخولها لأسباب امنية.
وبعد شهر، اصبحت الساحة وحديقة جيزي الصغيرة فيها المكان الرمزي للعصيان على رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان. وطوال اكثر من اسبوعين، سخر عشرات الاف الاتراك من اسمه وطالبوا باستقالته، متهمين اياه بالانحراف السلطوي والاسلامي.
وبعد تلك الاحداث التي هزت حكمه المستمر منذ احد عشر عاما، منع رئيس الوزراء المتظاهرين من الوصول الى الساحة، وطلب تزويد عناصر الشرطة بالغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه.
لذلك اكد اردوغان مجددا تصميمه على منع المتظاهرين من الوصول الى الساحة في الاول من ايار، خصوصا ان حزبه فاز في الانتخابات البلدية في 30 اذار(45% من الاصوات).
وقال "لا تتأملوا في الوصول الى تقسيم ... اذهبوا وتظاهروا في اماكن اخرى من اسطنبول. توقفوا عن التصرف تصرف اطفال فاسدين".
وعلى خلفية حرب مفتوحة بين الحكومة وحلفائها السابقين في جمعية الداعية التركي فتح الله غولن، حذرت السلطات من "اعمال عنف" تقوم بها "منظمات ارهابية غير شرعية".
وحذر مكتب محافظ اسطنبول الاربعاء من ان "النظام العام والامن مهددان في ساحة تقسيم وضواحيها وكذلك حقوق وحريات المواطنين".
وانتقدت النقابات اليسارية هذه الحجة واعربت عن عزمها على تحدي المنع الذي اعلنته الحكومة.
وقال رئيس اتحاد نقابات القطاع العام لامي اوزغين ان "تقسيم مكان رمزي للطبقة العاملة التركية والمقهورين". واضاف "لقد حصلت فيها مجزرة، وهنا نستطيع التعبير عن دعمنا".
وخلال تجمع في الاول من ايار 1977، اطلق مجهولون النار، وتسببوا في انتشار الذعر بين الناس ومقتل 34 شخصا.
واعلن البرلمان التركي الاول من ايار يوم عطلة في 2009 وسمحت الحكومة بالتجمعات في السنة التالية في تقسيم.
ووعد الامين العام للنقابات الثورية كاني بيكو "بأننا سنكون بالالاف في تقسيم لنتصدى لهذا المنع غير المنطقي وغير القانوني".
وحصلت النقابات في معركتها على دعم المعارضة التي رأت في قرار النظام دليلا جديدا على الانحراف السلطوي.
وقال رئيس حزب الشعب الجمهوري كمال كيليجدار اوغلو "اتركوا الشعب يحتفل بالاول من ايار حيثما يرغب".
وردت الحكومة كل هذه الحجج واعربت عن تصميمها على حماية تقسيم.
وفي تصريح لوكالة فرانس برس، قال استاذ العلوم السياسية مندريس جينار في جامعة باسكنت في انقرة "خلال احداث حديقة جيزي واجهت السلطة للمرة الاولى معارضة تحركت من دون دعم اي حزب سياسي". واضاف ان "ذلك قد اقلق اردوغان واخافه، ومن الطبيعي ان يأخذ قرارا بتجنب تكرار حصول الاضطرابات".


