القوات الروسية تتراجع 10 كلم عن الحدود الاوكرانية في خطوة رمزية للتهدئة

Read this story in English W460

قالت اوكرانيا الثلاثاء ان القوات الروسية تراجعت مسافة 10 كلم على الاقل عن الحدود مع اوكرانيا، في خطوة رمزية لتهدئة الازمة قبل خمسة ايام من الانتخابات الرئاسية الحاسمة، الا انها لم تؤكد الانسحاب الكامل الذي يطالب به الغرب. 

وكان الكرملين اعلن مرات عدة انسحاب قواته المحتشدة على الحدود الاوكرانية، الا ان الحلف الاطلسي والولايات المتحدة لم يؤكدا يوما حصول ذلك. ومن هنا تظهر روسيا وللمرة الاولى نيتها تهدئة التوترات.

وجاء اعلان اوكرانيا بعد تحليق طائرة استطلاع فوق 820 كلم من الحدود، ويتزامن مع دعوة الرجل الاغنى في اوكرانيا والاقوى في الشرق رينات احمدوف عمال مصانعه الى التظاهر ضد الانفصاليين. ويشكل تحالف رجل الاعمال القوي مع السلطة في كييف ضربة قاسية للانفصاليين وتحولا ممكنا في الازمة.

وقال المسؤول الرفيع المستوى في حرس الحدود الاوكراني سيرغي استاخوف "يمكننا القول ان القوات الروسية اصبحت الان على مسافة 10 كلم على الاقل عن الحدود. وفي ما يتعلق بما يحصل بعد تلك المسافة، يجب سؤال الروس عن ذلك" موضحا ان طائرة استطلاع حلقت الاثنين فوق 820 كلم من الحدود.

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين امر الاثنين القوات المتمركزة قرب الحدود مع اوكرانيا بالعودة الى قواعدها، الا ان واشنطن والحلف الاطلسي اكدا انه لا يوجد دليل على ان روسيا بدأت انسحابها.

وصباح الثلاثاء اكد وزير الدفاع الروسي ان القوات في مرحلة التحضير للمغادرة.

الا ان وزير الخارجية الاوكراني اندري ديشتشيتسيا قال الثلاثاء ان حكومته لا تستطيع بعد تاكيد انسحاب القوات. 

واضاف الوزير في برلين "نامل في ان لا تظل تصريحات السياسيين الروس عن انسحاب القوات الروسية من الحدود الاوكرانية مجرد تصريحات". 

وتابع في اجتماع مع نظيره الالماني فرانك فالتر شتاينماير "في الوقت الحالي لا نستطيع تاكيد" انسحاب القوات الروسية.

كما اعلن الحلف الاطلسي انه لم يلاحظ "تغييرا" على الحدود الاوكرانية. وردا على سؤال حول تصريحات المسؤول الاوكراني بانسحاب تلك القوات، رد مسؤول في الحلف الاطلسي في بروكسل بالقول "لم نلاحظ اي تغيير على الحدود".

وتتهم كييف موسكو بدعم الحراك الانفصالي المسلح في شرق البلاد، وتنشر روسيا 40 الف جندي، بحسب تقديرات حلف الاطلسي، على الحدود مع اوكرانيا في اطار مناورات عسكرية.

واثار استعراض القوة هذا خشية اوروبا والولايات المتحدة من حصول تدخل روسي في اوكرانيا، وخصوصا بعد ضم القرم في اذار الماضي الى روسيا اثر نشر الاخيرة قواتها في شبه الجزيرة واجراء استفتاء حول ضمها الى روسيا الاتحادية.

وندد نائب الرئيس الاميركي جو بايدن مرة جديدة الثلاثاء في بوخارست بضم موسكو شبه جزيرة القرم مؤكدا ان "حدود اوروبا يجب الا تتغير بقوة السلاح".

وقال بايدن في كلمة القاها في قاعدة عسكرية جوية قريبة من بوخارست "ان حدود اوروبا يجب ان لا تتغير بقوة السلاح" متهما روسيا بانتهاك هذا المبدأ الذي رسخ في القرن العشرين.

ويتزامن اعلان روسيا الانسحاب من الحدود بالتزامن مع مواجهات متكررة بين المتمردين الموالين لروسيا والقوات الاوكرانية في منطقتي دونيتسك ولوغانسك في شرق البلاد.

ولكن برزت اليوم في اوكرانيا دعوة رينات احمدوف الى التظاهر ضد الانفصاليين، حيث قد يشكل موقف رجل الاعمال نقطة تحول كبيرة في الشرق اذ تعتبر شركاته المشغل الاول في المنطقة، بسبب تنوع اعماله بين المعادن ومناجم الفحم والمصارف. كما انه يملك ناديا لكرة القدم هو "شختار دونيتسك" الذي يلعب مؤيدوه دورا مهما في المنطقة.

وقال الرجل الاغنى في اوكرانيا "ادعو جميع الموظفين لدي في كافة انحاء دونباس الى الخروج للتظاهر سلميا امام الشركات التي يعملون فيها".

واضاف احمدوف، والذي تقدر ثروته بـ12,2 مليار دولار بحسب مجلة فوربس، ان "السكان تعبوا من العيش في الخوف والرعب، ومن النزول الى الشوارع ليتعرضوا الى اطلاق نار. هناك اشخاص يتجولون حاملين السلاح وقاذفات القنابل. المدن اصبحت مسارح للجرائم والسرقات". 

وتابع "ماذا يفعلون (الانفصاليون) بمنطقتنا؟ يقاتلون المدنيين في منطقتنا. انهم يقاتلون ضد دونباس. انها ابادة ضد دونباس!".

ونظمت تجمعات بالقرب من مصانع يملكها احمدوف، على الاقل في مدينتي ماريوبول ودونيتسك، وفق ما نقل صحافيون في وكالة فرانس برس. وفي ماريوبول، حيث مصنع الحديد المملوك لاحمدوف، تجمع آلاف العمال في ملعب لكرة القدم.

وقال احد مسؤولي المصنع امام المتظاهرين ان "الناس من جمهورية دونيتسك الشعبية يحولون منطقتنا الى كابوس. وفي حال تواصل ذلك خلال يومين فسيكون على مصنعنا ان يقفل".

وقال العامل نيكولاي كاشوبا لفرانس برس "نريد ان تجري مباحثات لكي تنتهي تلك الفوضى".

من جهتهم اعلن الانفصاليون الموالون لروسيا بدء عملية "تأميم" الشركات في المنطقة، وخصوصا تلك المملوكة لاحمدوف.

وينكب رجل الاعمال منذ ايام على العمل من اجل حماية عماله ومصانعه من الانفصاليين. وانشأ مجموعات غير مسلحة من موظفيه للمساعدة على اعادة النظام في ماريوبول بعد اعمال عنف اسفرت عن سقوط قتلى.

ويبقى ان يتبين ما اذا كانت دعوته لمواجهة الانفصاليين سلميا متأخرة وان كان الاوكرانيون سينضمون اليه.

وعلى صعيد اخر رفض رئيس الوزراء الاوكراني ارسيني ياتسينيوك طلب روسيا من كييف دفع ثمن جميع دفعات الغاز مسبقا ابتداء من حزيران بسبب ديون كييف المقدرة بمليارات الدولارات. 

التعليقات 0