البشير سيترشح لولاية رئاسية جديدة في انتخابات 2015

Read this story in English W460

انتخب الرئيس السوداني عمر البشير الذي يحكم البلاد منذ 1989 مجددا رئيسا لحزب المؤتمر الوطني الحزب الحاكم، ليصبح بذلك مرشحا لولاية رئاسية جديدة في الانتخابات التي ستجرى في 2015 في هذا البلد الذي يعاني من الفقر والحروب.

فقد اعلن ابراهيم الغندور مساعد الرئيس السوداني ان حزب المؤتمر اعاد انتخاب البشير رئيسا له الثلاثاء وبات بالتالي مرشحا للاقتراع الرئاسي.

واوضح ان البشير الذي تولى الحكم بعد انقلاب عسكري في 1989 واصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة بتوقيفه بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية وابادة في دارفور، اعيد انتخابه على راس الحزب بتاييد 266 صوتا من اصل 522.

وقال غندور للصحافيين بعد انتهاء اجتماع مجلس شورى الحزب ثاني اعلى سلطة حزبية بعد المؤتمر العام الذي سيعقد من 23 الى 25 تشرين الاول الحالي "بعد ان اجرينا الانتخابات نال الاخ عمر حسن البشير 266 صوتا من جملة 522 اعضاء مجلس الشورى".

واضاف ان البشير "حصل بذلك على اكثر من 50+1 من اعضاء المجلس ووفق لوائحنا الداخلية اذا حصل احد المرشحين الخمسة على هذه النسبة يصبح هو الفائز وبالتالي نذهب به للمؤتمر العام لاعتماده".

وكان المجلس القيادي للسودان اعلن الاثنين انه اختار خمسة مرشحين ليقدمهم الى مجلس الشورى ليختار من بينهم ثلاثة ترفع اسماؤهم للمؤتمر العام الذي سينتخب احدهم رئيسا للحزب وبالتالي مرشحه للانتخابات الرئاسية التي ستجرى في السودان في نيسان 2015.

وتطالب الاحزاب المعارضة بتاجيل الانتخابات من اجل التوصل لتسوية سياسية لقضايا البلاد.

واطلق البشير في كانون الثاني الماضي دعوة لاجراء حوار سياسي وطني يشمل حتى الحركات المسلحة من اجل تحقيق نهضة اقتصادية وسياسية. لكن الحركات المسلحة وبعض الاحزاب السودانية المعارضة رفضت هذه الدعوة.

ويبلغ البشير من العمر سبعين عاما واعلن مرارا عدم رغبته في الترشح لرئاسة الجمهورية بعد ان قضى خمسة وعشرين عاما في السلطة. فقد صرح غندور في مقابلة مع وكالة فرانس برس في آذار الماضي ان "البشير اعلن مرار عدم رغبته في الترشح مرة ثانية ولكن القرار في نهائية الامر للحزب".

كما اجرى البشير في الاشهر الماضية عمليتين جراحيتين لمفاصل ركبتيه مما زاد القلق حول صحته قبل الانتخابات القادمة.

ودعا البشير في كانون الثاني الماضي الى اجراء اصلاحات سياسية واقتصادية وحوار سياسي تشارك فيه كل الاطراف بما فيها الحركات المسلحة.

واثر ذلك احال عدد من قيادات حزبه للتقاعد واستبدلهم باخرين على رأسهم نائبه الاول السابق علي عثمان محمد طه ومساعده السابق نافع علي نافع اللذين ترشحا في مواجهته في مجلس الشورى للحصول على مقعد رئاسة الحزب.

وظل قياديون في حزب البشير يطالبون بتغيير القيادات كجزء من عملية الاصلاح الحزبي والسياسي. وقال امين حسن عمر احد هؤلاء القادة في حزب البشير للصحافيين بعد  الاعلان عن اسماء الخمسة مرشحين "انا مع الاصلاح من القاعدة حتى رئاسة الجمهورية".

واكد احد اعضاء مجلس الشورى امتنع عن التصويت ان اسماء المرشحين الخمسة تدل على عدم النية في الاصلاح والتغيير.

وقال لفرانس برس طالبا عدم كشف اسمه "انا عضو مجلس الشورى عن ولاية الجزيرة (جنوب الخرطوم وسط السودان) وامتنعت عن التصويت وابلغت الرئاسة بذلك لان الاسماء الخمسة المرشحة ظلت تحكم على مدى خمسة وعشرين عاما".

واشار الى ان "اربعة منهم ينتمون الى منطقة جغرافية واحدة"، معتبرا ان ذلك "لا يمثل تنوع السودان".

والاربعة الذين نافسوا البشير في الانتخابات هم طه النائب الاول السابق وبكري حسن صالح النائب الاول للبشير ونافع مساعد البشير السابق وغندور مساعده الحالي. وهم يشغلون منذ 25 عاما ناصب تنفيذية في الدولة ومواقع حزبية. وتعود اصول البشير وبكري وطه ونافع الى المنطقة الواقعة شمال الخرطوم. 

وتتهم المجموعات المسلحة التي تقاتل حكومة البشير في اقليم دارفور غرب البلاد وجنوب كردفان والنيل الازرق وهي مناطق ذات غالبية من اصول افريقية، الحكومة المركزية التي يسيطر عليها العرب المنتمون لشمال ووسط السودان بتهميش بقية الاقاليم سياسيا واقتصاديا.

وفي انتخابات نيسان 2015 سيتم انتخاب الرئيس وولاة الولايات والبرلمان الاتحادي وبرلمانات الولايات.

التعليقات 0