الجيش يختار ضابطا لقيادة المرحلة الانتقالية في بوركينا فاسو

Read this story in English W460

بعد مرور 24 ساعة على تنحي الرئيس بليز كومباوري تم السبت اختيار اللفتنانت كولونيل الشاب اسحق زيدا ليقود المرحلة الانتقالية في بوركينا فاسو.

ويبدو ان الضباط الكبار فضلوا خلال اجتماع لهم في مقر قيادة الاركان في واغادوغو الضابط زيدا الرجل الثاني في الحرس الرئاسي على رئيس اركان الجيش الجنرال نابيريه هونوريه تراوري الذي اعلن الجمعة انه سيتولى مهام الرئيس خلال الفترة الانتقالية.

وجاء في بيان صدر في اعقاب هذا الاجتماع "ان اللفتنانت كولونيل اسحق زيدا اختير بالاجماع لقيادة المرحلة الانتقالية المفتوحة بعد رحيل الرئيس كومباوري" من قبل "القيادة (العسكرية) العليا بعد تشاور في هيئة اركان الجيوش".

وتلا البيان مساعد رئيس اركان الجيش الجنرال فينسيسلاس بينغرينوما زاغري.

والبيان موقع من الجنرال تراوري نفسه الذي اعترف بذلك بفوز خصمه زيدا الذي جلس الى جانب الجنرال زاغري ثم وقف امام المصورين محاطا بنحو 15 من كبار ضباط الجيش.

والملاحظ ان الجنرال تراوري الذي شارك في الاجتماع لم يظهر خلال تلاوة البيان الصحافي.

ومنذ تنحي الرئيس بليز كومباوري وفراره بعد 27 سنة من الحكم تحت ضغط الشارع دخل الضابطان في حرب بيانات واكدا معا الجمعة تسلمهما مسؤولية رئاسة الدولة.

ولم يكن البيان دقيقا ازاء المرحلة المقبلة وجاء فيه ان "شكل ومدة هذه المرحلة الانتقالية سيتحددان لاحقا"، الا انه اوضح انها ستتم "بالتشاور مع مكونات الحياة الوطنية" اي المعارضة السياسية والمجتمع المدني كما كان قال الضابط زيدا في تصريحات سابقة.

ومن المتوقع ان يلتقي بعد ظهر السبت قادة الاحزاب السياسية والمسؤولون عن منظمات المجتمع المدني.

ومع ان دستور البلاد يقضي بتسلم رئيس الجمعية الوطنية السلطة في حال شغور منصب الرئيس فان المعارضة السياسية لم ترفع الصوت احتجاجا على تسلم العسكريين السلطة.

وقال زعيم المعارضة السياسية زيفيرين ديابري السبت "نحن غير مجبرين على اختيار فلان او فلان او ان نكون ضد هذا او ذاك" داعيا الى "مرحلة انتقالية توافقية لتصحيح صورة البلاد وتنظيم العودة الى الحياة الدستورية".

وكان اللفتنانت كولونيل زيدا اعلن ليلة السبت "تعليق" العمل بالدستور.

وقال محلل سياسي ردا على فرانس برس طالبا عدم الكشف عن اسمه "لا نزال في مرحلة رمادية ولا نعرف بشكل جيد هؤلاء الضباط ولا نعرف ولاءاتهم".

واكد الشركاء الدوليون الرئيسيون لبوركينا فاسو مثل فرنسا والولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي تمسكهم بالالتزام بالدستور خلال المرحلة الانتقالية.

واعلنت الرئاسة في ساحل العاج ان الرئيس السابق كومباوري لجأ مع عائلته الى ساحل العاج وهو يقيم في منزل خاص بالزوار الاجانب الكبار.

والمعروف ان كومباوري يقيم علاقات جدية مع رئيس ساحل العاج الحسن وتارا ووقف الى جانبه ضد الرئيس السابق لساحل العاج لوران غباغبو.

وعاد الهدوء السبت الى شوارع واغادوغو اثر وقوع بعض اعمال النهب خلال الايام الماضية.

وتلبية لدعوة من "حركة المواطن" التي نشطت ضد الرئيس كومباوري قام عدد من الشبان بتنظيف شوارع العاصمة من الركام والعجلات المحروقة.

وفي بوبو ديولاسو المدينة الثانية في البلاد عاد الوضع ايضا الى طبيعته بعد ان كانت شهدت اعمال نهب.

الا ان العديد من السكان لا يزالون ينتظرون ايضاحات حول ما حصل.

وقال غينولي سانو (32 سنة) احد سكان بوبو ديولاسو لفرانس برس "نحن لا نزال ننتظر ايضاحات ازاء ما حصل ونريد رئيسا مدنيا يضمن لنا السلام ويحترم الدستور".

اما كلود سانو (28 عاما) فيعتبر ان المهم "هو الحفاظ على الامن في البلاد اكان الرئيس مدنيا او عسكريا".

ووصل الرئيس المخلوع بليز كومباوري (63 سنة) الى السلطة عام 1987 اثر انقلاب عسكري.

وامام اصراره على تعديل الدستور ليتمكن من الترشح في الانتخابات الرئاسية المقبلة عام 2015 شهدت البلاد تظاهرات احتجاج ضخمة ضمت مئات الاف الاشخاص في العاصمة اجبرته على التنحي.

ولما اصر الرئيس على الابقاء على جلسة البرلمان الخميس لتعديل الدستور نزل المتظاهرون الى الشارع واشتعلت العاصمة. فاحرق مقر البرلمان وهوجم مبنى التلفزيون ما دفع كومباوري الى التنحي قبل سنة من انتهاء ولايته الرئاسية.

ويعتبر سقوطه تحذيرا الى قادة افارقة اخرين يحاولون ايضا تعديل الدستور للبقاء في السلطة في كل من جمهورية الكونغو الديموقراطية وبوروندي وكونغو برازفيل وبنين.

التعليقات 0