الرئيس الافغاني ورئيس الوزراء الباكستاني يتعهدان فتح صفحة جديدة في العلاقات

Read this story in English W460

تعهد الرئيس الافغاني اشرف غني ورئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف السبت بدء عهد جديد من التعاون الاقتصادي حيث صرح غني ان ثلاثة ايام من المحادثات انهت 13 عاما من الخلافات. 

وقال غني وشريف ان التعاون بشان قضايا الاقتصاد والطاقة سيشكل اساسا لامن افضل في المنطقة المضطربة مع انسحاب قوات الحلف الاطلسي التي تقودها الولايات المتحدة من افغانستان بعد اكثر من عقد من المعارك ضد طالبان. وشاب التوتر الشديد العلاقات بين البلدين حيث دأب الرئيس السابق حميد كرزاي على اتهام باكستان بدعم مسلحي طالبان الذين يحاولون اطاحة النظام الافغاني. 

واتهمت باكستان كابول بانها لا تبذل ما يكفي من الجهود لاغلاق قواعد المسلحين على اراضيها والتي ينطلقون منها لمهاجمة اهداف باكستانية. 

ويعتبر اختيار غني لاسلام اباد وجهة لاول زيارة خارجية له منذ توليه منصبه في ايلول مؤشرا مهما على تحسن العلاقات بين البلدين. 

ووصل غني، الخبير الاقتصادي السابق في البنك الدولي، الى اسلام اباد الجمعة، الا ان مساعديه بدأوا مفاوضات مع المسؤولين الباكستانيين قبل ذلك بيوم. 

وعقب محادثات بين غني وشريف السبت، وقع وزيرا مالية البلدين اتفاقا يهدف الى زيادة التجارة بين البلدين الى اكثر من الضعف ليصل الى 5 مليارات دولار بحلول 2017، اضافة الى تبسيط البروتوكولات الجمركية بين البلدين. 

وصرح غني في مؤتمر صحافي مشترك مع شريف بعد المحادثات "اريد ان اشيد بالخطوات الهائلة التي تم اتخاذها خلال الايام الثلاثة الماضية لتحقيق التقدم في الاقتصاد". 

واضاف "لقد تغلبنا على عوائق 13 عاما خلال ثلاثة ايام"، في اشارة الى المشاكل بين البلدين ايام حكم كرزاي. 

واضاف غني الذي تولى الرئاسة في حكومة تقاسم لسلطة بعد معركة انتخابية مريرة مع خصمه عبدالله عبدالله، ان التعاون سيركز على قطاعي الغاز والطاقة. 

واضاف "لقد اتفقنا على رؤية مشتركة تنص على ان تكون باكستان وافغانستان قلب اسيا لتحقيق التكامل الاقتصادي في اسيا". 

ويعتزم الجانبان العمل معا على خط كهرباء كاسا-1000 وخط انابيب الغاز الطموح الذي تشارك فيه تركمنستان وافغانستان وباكستان والهند والبالغة كلفته 7,6 مليار دولار. 

ويهدف خط الانابيب بطول 1800 كلم الى الربط بين حقول الغاز في وسط اسيا وبين الاسواق المتعطشة للطاقة في باكستان والهند. وابدت شركات النفط العالمية العملاقة ومن بينها اكسونموبيل وشيفرون وبيرتوناس وبريتش بتروليوم وتوتال اهتماما بالمشروع، طبقا لمصادر. 

وقال غني "اليوم اتخذنا خطوات مهمة لضمان ربط جنوب اسيا مع وسط اسيا، ووسط اسيا مع جنوب اسيا". 

وباكستان واحدة من ثلاث دول فقط كانت تعترف بنظام طالبان الذي اطيح من السلطة في 2001 بعد غزو قادته الولايات المتحدة. 

وتقلق باكستان بشان نفوذ خصمتها الهند في افغانستان حيث تخشى "محاصرة" حدودها الغربية. 

واضافة الى المسؤولين الحكوميين، التقى غني بقائد الجيش الباكستاني الجنرال راحيل شريف الجمعة، بعد اسبوع من زيارة الجنرال الى كابول لاجراء محادثات. 

والسبت جدد شريف التاكيد على رغبة باكستان في احلال الاستقرار في افغانستان ودعم عملية المصالحة لتحقيق السلام. واكد شريف على ان جهود المصالحة يجب ان تكون "بقيادة افغانية". 

وتواجه افغانستان اختبارا كبيرا خلال الاشهر المقبلة مع سحب الحلف الاطلسي لقواته القتالية تاركا القوات المحلية تحارب الحركة المتمردة. 

وسيبقى نحو 12500 جندي اجنبي بقيادة اميركية حتى العام المقبل للقيام بمهمة تدريب ودعم. 

التعليقات 0